Wednesday, February 03, 2010

عن بطل أيضا اتحدث


كان مشهدا مذهلا .. خروج الآلاف من البشر لشوارع القاهرة والمحافظات احتفالا بفوز تاريخي غير مسبوق.. أول منتخب في العالم يحقق ثلاث بطولات قارية متتالية. انهم الابطال .. هزموا الجزائر في معركة "رد الشرف" وحصلوا على الكأس واسعدوا ملايين المصريين

وطالب الكثيرون ببناء تمثال بالحجم الطبيعي لحسن شحاتة وآخر لجدو هداف الدقائق الحرجة تعبيرا عن امتنان ملايين المصريين وايضا

غير المصريين أيضا بهذا الانجاز السوبر


كنت اقرأ التغطيات الاعلامية للبطولة في عدد من الصحف والمجلات .. واشاهد الصور والاحتفالات. وفي صفحة بريد القراء في احدى المجلات وقع نظري على هذا الاسم (سيد ذكريا) وكان أحد القراء قد كتب قصيدة لشخص اسمه سيد ذكريا

ولفت الامر نظري .. فسيد ذكريا لم يكن أحد الابطال الحاصلين على الكأس وليس اسم لاعب شارك في مباراة الجزائر ولم يكن ضمن الاحتياطي في أي مباراة ولا حتى الجهاز الفني .. فمن يكون سيد ذكريا؟؟؟!!!؟؟!؟!؟!؟ا
سيد ذكريا شاب صعيدي تحدث العالم عنه في أحد الايام بينما كنا نحن ربما مشغولين بمباراة أخرى
ظلت قصة سيد غير معروفة لمدة أكثر من 23 عاما حتى كشف عنها جندي إسرائيلي أعرب عن فخره انه قابل هذا الشاب في يوم من الأيام حتى لو كانت مقابلة بين عدوين في عام 1973. فكان شرف وفخر كبيرين أن يلتقي الجندي الاسرائيلي بالرجل الذي لقب باسم (أسد سيناء)ا

حتى عام 1996 كان سيد ذكريا قد عد ضمن المفقودين فى الحرب، لم يعد إلى أسرته ولم يعثر له على جثة. كما لم يبلغ عن أسره او سجنه. وفي نهاية 1996 أعترف جندي إسرائيلي لأول مرة للسفير المصري في ألمانيا بأنه قتل الجندي المصري سيد زكريا خليل. وأثناء اعترافه للسفير المصري أكد ان سيد كان مقاتلا فذا .. قاتل حتي الموت وتمكن من قتل 22 إسرائيليا بمفرده
سلم الجندي الإسرائيلي متعلقات البطل المصري الى السفير وهي عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به إضافة الى خطاب كتبه الى والده قبل استشهاده، وقال الجندي الاسرائيلي انه ظل محتفظا بهذه المتعلقات طوال هذه المده تقديرا لهذا البطل، وانه بعدما نجح فى قتله قام الجندي الاسرائيلي بدفنه بنفسه واطلق 21 رصاصة فى الهواء تحية الشهداء

أحداث البطولة.. مشوار البطل:
التحق سيد ذكريا .. او لنقل الآن أسد سيناء بالجيش المصري وصدرت تعليمات في أكتوبر73 لطاقمه المكون من 8 أفراد بالصعود إلي جبل (الجلالة) بمنطقة رأس ملعب بسيناء، وقبل الوصول الى الجبل استشهد أحد الثمانية في حقل ألغام. ثم صدرت التعليمات من قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بالاختفاء خلف احدي التباب واقامة دفاع دائري حولها علي اعتبار أنها تصلح لصد أي هجوم. وقبل التحرك تعرضت الكتيبة لهجوم من 50 دبابة اسرائيلية مدعمة بطائرات عسكرية

ورغم اغلاق الطرق تمكنت المجموعة من التسلل إلي منطقة المهمة بأرض الملعب واحتمت باحدي التلال وكانت مياه الشرب قد نفذت منهم فتسلل الأفراد أحمد الدفتار وسيد زكريا وعبدالعاطي ومحمد بيكار إلي بئر قريبة للحصول علي الماء. ولكنهم فوجئوا بوجود 7 دبابات إسرائيلية فعادوا لابلاغ قائد المهمة باعداد خطة للهجوم عليها قبل بزوغ الشمس. وتم تكليف مجموعة من 5 أفراد لتنفيذها منهم سيد زكريا وعند الوصول للبئر وجدوا الدبابات الإسرائيلية قد غادرت الموقع بعد أن ردمت البئر.

وفي طريق العودة لاحظ الجنود الخمسة وجود 3 دبابات بداخلها جميع أطقمها. فاشتبك سيد زكريا وزميل آخر له من الخلف مع اثنين من جنود الحراسة وقضيا عليهما بالسلاح الأبيض وهاجمت بقية المجموعة الدبابات وقضت بالرشاشات علي الفارين منها. وفي هذه المعركة تم قتل12 إسرائيليا, ثم عادت المجموعة لنقطة انطلاقها.
وبدأت طائرات إسرائيلية تعلن عبر مكبرات الصوت تطالب أي مصري في المنطقة بتسليم نفسه. وبدأت الطائرات بإنزال مجموعة من الجنود بالمظلات لتمشيط المنطقة.
واثناء ذلك قام الجندي حسن السداوي بإطلاق قذيفة (آر.بي.جي) علي احدي الطائرات فأصيبت وبدأ ركابها من الجنود في مغادرتها والهبوط للارض فتلقفهم سيد برشاشه وتمكن وحده من قتل22 جنديا.

وتم استدعاء قوات اسرائيلية لدعم القوات التي تتعرض للهجوم من الكتيبة المصرية واستشهد قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بعد رفضه الاستسلام، وتلاه جميع افراد الوحدة واحدا تلو الآخر ولم يبق غير أسد سيناء مع زميله أحمد الدفتار في مواجهة الطائرات وجنود المظلات الذين بلغ عددهم مئة جندي. وبعد نفاذ ذخيرتهما تسلل أحد الجنود الاسرائيليين وأطلق عليه خزانة رصاص كاملة بحسب اعترافاته

كتب أحد المواقع العسكرية الدولية على الانترنت في موضوع باسم (حرب يوم كيبور) تحت صورة سيد ذكريا الكلمات الآتية:ا

private ( sayed zakarya ) : killed 22 israelian soldiers alone during the october war and the one who killed this lion gave his personal stuff to an egyptian employe in germany in a meeting. that was in 1996
العريف (سيد ذكريا): قتل بمفرده 22 اسرائيليا خلال حرب اكتوبر والجندي الذي قتل هذا الأسد سلم متعلقاته الشخصية لاحد مسؤولي السفارة المصرية في ألمانيا في عام 1996