انتظرت لاسباب عديدة قبل كتابة أي شيء يتعلق بالاحداث الاخيرة التي ذكرها مالك في مدونته ومدونات أخرى مثل جيمي هود ووائل عباس ... ثم السيل التدويني المتدفق من ردود فعل مختلفة ومتعددة .. فآثرت الانتظار
اولا لاني مالقيتش حاجة مختلفة اكتبها ثانيا لاني كنت اشعر بحالة شديدة من الغضب والغثيان بسبب ماحدث ثالثا كانت لدي رغبة في متابعة متأنية لردود الفعل التدوينية
وكنت قد قررت بعد عودتي لاتزاني وهدوئي ألا اكتب أي شيء خاصة وانه لن يكون مفيدا كثيرا مناقشة الامر في الفضاء التدويني دون مناقشة حلول .. ولن تجيد جميع الردود الغاضبة ومصمصة الشفاة وسب ولعن الجناة ومناقشة القضية .. حيث أشك كثيرا في أن يكون أيا من هؤلاء الرعاع الذين شاركوا في افعال مثل هذه او افعال شبيهة تحدث يوميا أن يكون لهم أي علاقة بالانترنت من الاساس فما بالنا التدوين
فقط كانت لي تلك الملاحظات أو المشاهدات .. التي جذبت انتباهي في محاولة البحث عن حلول .. فما جدوى الكلام بدون الانتهاء إلى حل منطقي في ظل حالة الخوف والغضب التي سيطرت على أغلبنا
1- انقسمت ردود الفعل ما بين مصدوم دفعته صدمته لانكار الحدث بالفعل وآخر لاعلان يأسه وعدم قدرته على استيعاب ما حدث وما بين قارئ للاحداث يرى ان الامر كان متوقعا وآخرين توقفت تعليقاتهم على توجيه السباب للجميع. الملفت للنظر هو تعليقات بعضا ممن يطلق عليهم جدلا (المتنورون) أو من هم على اطلاع على حركة التدوين الوليدة في مصر والتقنية المصاحبة لها .. حيث جاءت بعض الردود تلتمس الاعذار لمرتكبي الفعل وتلوم الفتاة أيا كان موقفها
2- تجلت ابرز عيوب الشعب المصري في مناقشة تلك الاحداث .. وابرزها عجزنا التام عن احترام الاخر حتى في الفضاء الافتراضي وعدم قدرتنا على قبول الرأي المخالف أو تصور الوضع من الجانب الاخر للشاطئ وهي مأساة بكل المقاييس .. طبعا بالاضافة لعدم القدرة على اتمام مناقشة بناءة نخرج منها بعمل ما او قرار ما .. مع فشل ذريع في القدرة على العمل الجماعي والتفكير الجماعي
3-برز جليا تركيز جانب كبير من التعليقات توجيه تركيزه الكامل على الدين واعتباره مصدر الحل الوحيد وان غيابه هو السبب فيما وصلنا إليه
4- تعامل البعض بالكثير من التشكك مع ما أورده مالك من قبيل دفن الروؤس في الرمال وانكار ان أمر مثل هذا قد يحدث في بلد الامن والامان والتدين .. ورأوا أن تكذيب مالك وغيره اسهل كثيرا من كشف عوراتنا وعلاجها. رغم وجود تقارير مستقلة تفيد بحدوث أمور مماثلة في أماكن أخرى بل اني ارى المصيبة الحقيقية في اعتبار ما حدث أمرا عاديا يحدث في كل مكان في المواسم وعيد بقى وكل سنة وانت طيب ... وبغض النظر عن مدى مبالغة مالك والاخرين (والذي لا أكذب ما قالوه ابدا ولا يمكن اغفال صدمتهم لما رأوا في تلك الليلة والتي دفعتهم للحديث بانفعال رآه البعض مبالغة)د
وما نسيناه هو تأكيد البعض على تكرار مثل هذه الاحداث وان البعض ومن بينهم رجال الامن وسكان المنطقة واصحاب المتاجر فيها يعتبرونها أمرا معتادا كل عام .. ولكن ربما رأى مالك ومن معه هذه الامور للمرة الاولى ودفعتهم الصدمة للكتابة بانفعال .. ولا يطلب منهم أحد الحياد على الاطلاق .. فنحن لا نتحدث عن أحداث وقعت في كوالالمبور مثلا)د
ولكن بغض النظر عن مدى خطورة ما حدث وان كان وقع كما وصفه من رأوه أو لم يحدث فارى أن الاهم من ذلك هو فتح باب النقاش في مشكلة التحرش ذاتها وهي كما نعلم جميعا مشكلة يومية متكررة لا تمر ثانية واحدة إلا وتشهدها شوارع المحروسة).د
ويبدو أن السادة الرجال لا يشعرون بفداحة هذه المشكلة لانه فيما يبدو ايضا أن الفتيات لا يتكلمن كثيرا عنها لانها منطقة حساسة بالنسبة للفتاة تستدعي ذكريات لا تخلو من ضيق وإهانة .. لذلك فبعض السادة الرجال لم يتمكنوا من ادراك ابعاد المشكلة .. بل ان بعضهم لا يرى في الامر مشكلة من اصله ....د
5- اختلفت ردود فعل المدونين كل بحسب طبيعة كتابته واسلوبه وتفكيره .. ولكن الحمد لله لم بظهر مدون حتى الان ليكتب أن الجناة معذورين ويحمل الفتاة الذنب باعتبارها المثير والمحرك الاول لغرائز الشباب.
6-تصادف مناقشة القضية تصريحات للمخفي (إمام سيدني )وهو وياللعجب مصري الاصل - قبح الله وجهه ورحله إلى القاهرة مخزى ذليل - بعد ما عرنا وفضحنا .. والتي ربط فيها بين المرأة (غير المحجبة) واللحم المكشوف .. ليؤكد نظرتنا المتخلفة للمرأة باعتبارها قطعة من اللحم متعددة الاستعمالات والشراء على الميزان
7- أهم ما في الامر وما دفعني دفعا للكتابة الليلة هو مناقشة الحلول ..دفمنذ يومين كنت أنوي أن اكتب عن رصدي لمشاعري حينما نزلت إلى وسط البلد ثالث أيام العيد (بحكم عملي الذي يقع في قلب وسط البلد) فكان ولابد التواجد في المنطقة. وكنت اشعر أثناء سيري في الشارع في الرابعة مساء بكم مفزع من الخوف والرهبة التي تحولت لدقائق إلى فوبيا دفعتني إلى ما يشبه الركض وقد ارتسمت على وجهي علامات ذعر تنافس تعبيرات أبطال اقوى أفلام الرعب.د
ولكني وجدتني أثناء حواري مع صديقة اسأل نفسي مرارا وتكرارا (الحل ايه؟؟) فبينما انشغل الكثيرون بالتفسير والتبرير ودراسة ظاهرة التحرش بشكل عام واوضح آخرون أهمية تربية المجتمع وجدتني اتساءل (طيب وعقبال ما يربوا أم المجتمع اعمل انا ايه؟؟؟) فقررت البحث قليلا في بعض التدوينات والردود عليها عن اقتراحات منطقية لمواجهة المشكلة. وكان ما وجدت ....د