Sunday, October 29, 2006

أزمة وسط البلد ..قراءة في المدونات.. أفكار وحلول


انتظرت لاسباب عديدة قبل كتابة أي شيء يتعلق بالاحداث الاخيرة التي ذكرها مالك في مدونته ومدونات أخرى مثل جيمي هود ووائل عباس ... ثم السيل التدويني المتدفق من ردود فعل مختلفة ومتعددة .. فآثرت الانتظار
اولا لاني مالقيتش حاجة مختلفة اكتبها ثانيا لاني كنت اشعر بحالة شديدة من الغضب والغثيان بسبب ماحدث ثالثا كانت لدي رغبة في متابعة متأنية لردود الفعل التدوينية

وكنت قد قررت بعد عودتي لاتزاني وهدوئي ألا اكتب أي شيء خاصة وانه لن يكون مفيدا كثيرا مناقشة الامر في الفضاء التدويني دون مناقشة حلول .. ولن تجيد جميع الردود الغاضبة ومصمصة الشفاة وسب ولعن الجناة ومناقشة القضية .. حيث أشك كثيرا في أن يكون أيا من هؤلاء الرعاع الذين شاركوا في افعال مثل هذه او افعال شبيهة تحدث يوميا أن يكون لهم أي علاقة بالانترنت من الاساس فما بالنا التدوين


فقط كانت لي تلك الملاحظات أو المشاهدات .. التي جذبت انتباهي في محاولة البحث عن حلول .. فما جدوى الكلام بدون الانتهاء إلى حل منطقي في ظل حالة الخوف والغضب التي سيطرت على أغلبنا


1- انقسمت ردود الفعل ما بين مصدوم دفعته صدمته لانكار الحدث بالفعل وآخر لاعلان يأسه وعدم قدرته على استيعاب ما حدث وما بين قارئ للاحداث يرى ان الامر كان متوقعا وآخرين توقفت تعليقاتهم على توجيه السباب للجميع. الملفت للنظر هو تعليقات بعضا ممن يطلق عليهم جدلا (المتنورون) أو من هم على اطلاع على حركة التدوين الوليدة في مصر والتقنية المصاحبة لها .. حيث جاءت بعض الردود تلتمس الاعذار لمرتكبي الفعل وتلوم الفتاة أيا كان موقفها


2- تجلت ابرز عيوب الشعب المصري في مناقشة تلك الاحداث .. وابرزها عجزنا التام عن احترام الاخر حتى في الفضاء الافتراضي وعدم قدرتنا على قبول الرأي المخالف أو تصور الوضع من الجانب الاخر للشاطئ وهي مأساة بكل المقاييس .. طبعا بالاضافة لعدم القدرة على اتمام مناقشة بناءة نخرج منها بعمل ما او قرار ما .. مع فشل ذريع في القدرة على العمل الجماعي والتفكير الجماعي


3-برز جليا تركيز جانب كبير من التعليقات توجيه تركيزه الكامل على الدين واعتباره مصدر الحل الوحيد وان غيابه هو السبب فيما وصلنا إليه


4- تعامل البعض بالكثير من التشكك مع ما أورده مالك من قبيل دفن الروؤس في الرمال وانكار ان أمر مثل هذا قد يحدث في بلد الامن والامان والتدين .. ورأوا أن تكذيب مالك وغيره اسهل كثيرا من كشف عوراتنا وعلاجها. رغم وجود تقارير مستقلة تفيد بحدوث أمور مماثلة في أماكن أخرى بل اني ارى المصيبة الحقيقية في اعتبار ما حدث أمرا عاديا يحدث في كل مكان في المواسم وعيد بقى وكل سنة وانت طيب ... وبغض النظر عن مدى مبالغة مالك والاخرين (والذي لا أكذب ما قالوه ابدا ولا يمكن اغفال صدمتهم لما رأوا في تلك الليلة والتي دفعتهم للحديث بانفعال رآه البعض مبالغة)د

وما نسيناه هو تأكيد البعض على تكرار مثل هذه الاحداث وان البعض ومن بينهم رجال الامن وسكان المنطقة واصحاب المتاجر فيها يعتبرونها أمرا معتادا كل عام .. ولكن ربما رأى مالك ومن معه هذه الامور للمرة الاولى ودفعتهم الصدمة للكتابة بانفعال .. ولا يطلب منهم أحد الحياد على الاطلاق .. فنحن لا نتحدث عن أحداث وقعت في كوالالمبور مثلا)د


ولكن بغض النظر عن مدى خطورة ما حدث وان كان وقع كما وصفه من رأوه أو لم يحدث فارى أن الاهم من ذلك هو فتح باب النقاش في مشكلة التحرش ذاتها وهي كما نعلم جميعا مشكلة يومية متكررة لا تمر ثانية واحدة إلا وتشهدها شوارع المحروسة).د


ويبدو أن السادة الرجال لا يشعرون بفداحة هذه المشكلة لانه فيما يبدو ايضا أن الفتيات لا يتكلمن كثيرا عنها لانها منطقة حساسة بالنسبة للفتاة تستدعي ذكريات لا تخلو من ضيق وإهانة .. لذلك فبعض السادة الرجال لم يتمكنوا من ادراك ابعاد المشكلة .. بل ان بعضهم لا يرى في الامر مشكلة من اصله ....د


5- اختلفت ردود فعل المدونين كل بحسب طبيعة كتابته واسلوبه وتفكيره .. ولكن الحمد لله لم بظهر مدون حتى الان ليكتب أن الجناة معذورين ويحمل الفتاة الذنب باعتبارها المثير والمحرك الاول لغرائز الشباب.


6-تصادف مناقشة القضية تصريحات للمخفي (إمام سيدني )وهو وياللعجب مصري الاصل - قبح الله وجهه ورحله إلى القاهرة مخزى ذليل - بعد ما عرنا وفضحنا .. والتي ربط فيها بين المرأة (غير المحجبة) واللحم المكشوف .. ليؤكد نظرتنا المتخلفة للمرأة باعتبارها قطعة من اللحم متعددة الاستعمالات والشراء على الميزان


7- أهم ما في الامر وما دفعني دفعا للكتابة الليلة هو مناقشة الحلول ..دفمنذ يومين كنت أنوي أن اكتب عن رصدي لمشاعري حينما نزلت إلى وسط البلد ثالث أيام العيد (بحكم عملي الذي يقع في قلب وسط البلد) فكان ولابد التواجد في المنطقة. وكنت اشعر أثناء سيري في الشارع في الرابعة مساء بكم مفزع من الخوف والرهبة التي تحولت لدقائق إلى فوبيا دفعتني إلى ما يشبه الركض وقد ارتسمت على وجهي علامات ذعر تنافس تعبيرات أبطال اقوى أفلام الرعب.د

ولكني وجدتني أثناء حواري مع صديقة اسأل نفسي مرارا وتكرارا (الحل ايه؟؟) فبينما انشغل الكثيرون بالتفسير والتبرير ودراسة ظاهرة التحرش بشكل عام واوضح آخرون أهمية تربية المجتمع وجدتني اتساءل (طيب وعقبال ما يربوا أم المجتمع اعمل انا ايه؟؟؟) فقررت البحث قليلا في بعض التدوينات والردود عليها عن اقتراحات منطقية لمواجهة المشكلة. وكان ما وجدت ....د

--
ويلوم صاحب مدونة العدالة للجميع على الخطاب الديني الذي صور المرأة عورة وغواية للرجل وعدو لها وتسببه في تحريف تفسير الدين أو كما قال (صدقوني انا حزين ...لا اصدق او قولوا اريد الا اصدق ان يكون الدين نفسه الذي جاء ليحرم الفجور ويمنع الظلم ويبني الارض هو اداة الذين قاموا بتذكيره وتسليحه وتعنيفه)
بينما تعتبر مدونة ارحم دماغك أن الحل في تطبيق النظام الاسلامي كاملا (معرفش إزاي) ويقول (ليس الحجاب كافيا لحماية الأعراض، بل يجب أن يطبق النظام الإسلامي كله بشكل متكامل وشامل، قبل أن نحاسب الإسلام، وقبل أن نتناول كون الإسلام قادرا على حماية الأنفس والأعراض أم لا..أما قبل ذلك، فلا أعتقد أن محاسبة الحجاب هو من الموضوعية في شيء، فليس الحجاب إلا جزء من مليار جزء ربما، من نظام متكامل يهدف إلى حماية المجتمع)د
بينما نصحت زنوبيا بتفعيل أو استثمار لحملة كلنا ليلى لمواجهة المشكلة ومناقشتها حيث انها في النهاية مشكلة مجتمع تواجهها المرأة يوميا
بينما يرى الفارس الاخير الحل في مواجهة ظاهرة الاستمناء الفكري والثقافي والعقائدي وهي النظرية التي طرحها منذ فترة حتى قبل وقوع هذه الاحداث .. بينما الحل الاقرب والاسرع بالنسبة له هو حمل السلاح لحماية ابنته بما ان الحكومة تعجز عن توفير الامن للمواطن فيتعين على المواطن حماية نفسه
بينما طالبت لست أدري بلو (صاحبة اكثر الحلول منطقية واقناعا في نظري) في تحويل الامر لقضية عامة ثم (التركيز على المبادئ الانسانية الاساسية ولما كل واحد مننا يقد مع نفسه يعلم نفسه بنفسه المبادئ الانسانية قبل الدينية. كلنا قبل ما نكون مسلمين او مسيحيين او حتى ملحدين... كلنا انسان.. ولا يقلل من قدر اى انسان ان كان مسلم ولا مصرى ولا امريكى ولا حتى ولد او بنت.. (ودا كانت أهم مبادئ "يوم: كلنا ليلى" اللى كتير شاركوا فى حملة الاسفاف والتقليل من الفكرة) كلنا مساويين فى الحقوق و الواجبات.. بعد كدة تأتى التقوى والطاعة لله عز وجل. ووتعديل الخطاب الديني)د
بينما قدمت لنا شبابيك حلول عملية جدا من وجهة نظر صاحب المدونة ويقول (الظاهر ان الحل المناسب – غير ابر التريكو بتاعت علاء ان كل بنت تشيل سيلف ديفينس – معاها و سواء كان اسبراى او حتى ساطورده الوقت ان البنات يشيلو سنج ومطاوى , ومفكات انا عن نفسى هدية الجاية لاختى هتبقى مطوة قرن غزال ,و اللى يقرب لها تجيب كرشه كده البلد لا عاد نافع فيها حكومة ولا شعب كده الواحد عاد يخاف على اى حد فى الشارع)د
ومن أكثر الحلول التي اعجبتني تلك التي وردت في أحد الردود على الموضوع الاصلي عند مالك ويطالب صاحبها وقد عرف نفسه باسم حسام وكتب بالانجليزية يطالب بمقاومة المتحرشين. ويقترح تنظيم حملة فضح أو كشف للمتحرشين عن طريق ان يصور أي شخص أي واقعة تحرش يراها ويتم نشرها على الانترنت في موقع خاص بالحملة. ويشجع الجميع على التفكير الايجابي والتصرف وان كل واحد يكون تليفونه المحمول مستعد بالكاميرا لكشف الجناة وفضحهم. مع الاعلان عن الموقع في بانرات على المدونات.د
بل ويدعو صاحب التعليق لطباعة هذه الصور وتعليقها في المنطقة التي حدثت فيها الواقعة .. لكي نظهر أننا لسنا سلبيين ولا نكتفي بمجرد الكلام. ويرى صاحب التعليق الذكي جدا ان المشكلة لاتكمن في الدين ولا الملابس بل اننا نعاني تراجعا اخلاقيا مؤسفا في مجتمعنا.
والاقتراحات الاخيرة دي بالذات اتمنى ان نشارك في تفعيلها لانها فعلا منطقية جدا وعملية جدا يا جدعاااااااان

Monday, October 23, 2006

نقطة عتمة


بإمكانِ كُلٍّ منّا
ألاّ ينامَ وحيدًا
قلبي يتيمٌ
كنقطةِ عتمةٍ
في الضوءِ
سوزان عيلوان

Thursday, October 19, 2006

خرافة العمر


اليوم
الان
لنوجد خلف حدود الزمن
وخلف قيود المكان
ولن املك القدرة يوما
أن انثر نجومي أمام عينيك
ان اضحك ملء القلب أمامك
ان اتلو كل كلمات العشق على اذنيك
وان كنت تسمعها فيما لا اقول
فانت اكثر خرافاتي واقعية
انت اصدق أكاذيبي
ذاك الذنب الطاهر لاانشد منه توبة
ولا اطلب غفرانا
ومن وهمي ارجو ألا افيق
وتلك السماء
تلك التي قدر لها ألا ترى النور ابدا
تظل عاشقة لليل
برغم سطوع شموسها
متحدية نواميس الكون
بكل جنون الازرق
والاسود
وبكل النور
تحترق
احمق من يفعل
ولكن فراشاتي مازالت ترقص
في اروقة الخيال المخملي
الان ...د
قد ترحل يوما
قد اهرب يوما
قد نغدو اجمل
اكبر
افضل
اكثر حزنا
قد يحمل إلينا الغد
نورا آخر
حلما آخر
خوفا آخر
ولكن .. الليلة
دع شهرزاد تروي خرافاتها كما ترتأي

Friday, October 06, 2006

حروف من إزاز


توحد مع حياة بديلة لحياتك التي لم تعد حياة وكن بطلك المفضل
أحمد العايدي (أن تكون عباس العبد)د
اللي الاوطان تجمعهم عمر الاديان ما تفرقهم
(سيد درويش - اوعى)د
لتتحطم الخطابات الطويلة التي لم يرسلها أقربائي الموتى إلي
لعنة الفراعنة هي أن يستيقظ حفيد حفيد حفيد حفيد حفيد حفيد حفيدك من نومه وهو يقول إن جد جد جد جد جد جد جد جد جد جد جدك قد أدى ما عليه من ديون وبأن العالم لاب وان يظهر بعض الولاء له.
(العايدي - أن تكون عباس العبد)د
عيدلي مجدي اللي ضيعته بإيدي
كشوف جدودك في قبورهم ليل نهار
من جمودك كل عضمة بتستجار
فين آثارك ياللي دنست الآثار
دول فاتولك مجد وأنت فت عار
سيد درويش - قوم يا مصري
أنت خايف تموت وانت حاسس انك معشتش؟"د
"في مصر كان هناك جيل النكسة ونحن الجيل الذي يليه وهو جيل "معنديش حاجة اخسرها
العايدي - أن تكون عباس العبد
يا رب العرش
مكنت الانسان من تغيير الضلمة
لكن سبحانك النور ما بيتغيريش
فؤاد حداد - المسحراتي
في ثلث بلدان العالم الثالث عليك أن تحمل باسبور أمريكاني لتعامل كمواطن محترم
لا تقاتل الاشياء بمقاومتها لانها ستعود وترد الضربة بوحشية بل قاتل الاشياء بفعلها حتى تفقد معناها
العايدي - أن تكون عباس العبد
يقضي الانسان سنواته الاولى في تعلم النطق وتقضي الانظمة العربية بقية عمره في تعلميه الصمت
أحلام مستغانمي (ذاكرة الجسد)د
لو النجوم تنزل و تمشى فى الشوارع
و لو العمارات تطير
و لو الضفادع فى الشتا عرقت
و الجو فى أغسطس أصبح مطير
و لو الحمير أتكلمت بفصاحة
و النملة صبحت فى ضخامة الفيل
مش حأندهش
بعد اللى فات
علشان أنا من سنة
إحساسى بالدهشة مات
فؤاد قاعود الخامس من يونيو 1968
في عالم تسكنه الجنيات
ومصابيح الاحلام
والنهايات السعيدة
أسكن انا وانت
فدعنا نبني حلمنا
بجدران من الحكايات
ونحترف الغياب
ونعتاد الكذب
ونسكن حكايا الجدات
أنا
كل شيء بينسرق مني
العمر من الايام
والضي من النني
كل شيء حواليا يندهلي
جوايا بندهلك يا ترى بتسمعني
فينك ..
منير

Sunday, October 01, 2006

يا أهلا بالشرطة الدينية


مجمع البحوث الاسلامية (اللي رأيه استشاري فقط بموجب القانون ولا يجوز مصادرة كتاب أو اعتقال شخص بدون أمر مباشر من المحكمة) أصدر أمر بمصادرة كتاب (الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الديني) للدكتور محمد فتوح الصادر عن دار مدبولي.د
ونفذت الامر شرطة المصنفات الفنية والتي صادرت مئات النسخ من الكتاب
واعتقلت أحد العاملين في الدار. د
والكتاب المشكلة يرجع ظاهرة التطرف إلى أنواع من الجوع وهي جوع القلب والعقل والمعدة أيضا. ويحلل الكتاب الظاهرة ويتناول ظواهر أخرى مثل شيوع الفتن بسبب اختلاف الفقهاء وتخدير العقل العربي بالفكر الارهابي ورفض الفكر الارهابي للمرأة واحتقارها وانشغال فقهاء الفكر المتطرف بالمرأة وجسدها دون الاهتمام بأي قضايا أخرى وتناول قضية إمامتها للمصلين والداعيات من النساء والدعاة الجدد واصفا إياهم بالسطحية وحجاب الفنانات. كما استعرض قضية فصل الدين عن الدولة ومشكلة المتأسلمين.د
كما تحدث الكاتب عن ظاهرة تفشي الفكر الوهابي في المدارس والذي أفرز ظواهر غير صحية متمثلة في (الملصقات المتطرفة وانتشار مكبرات الصوت وانتشار كتب الرصيف والصحف التي تحث على التفرقة العنصرية)د
كما يصف الكاتب كيف أصبح الدين تجارة واستثماراً مربحاً، تموله منظمات وأفراد في الداخل والخارج، وستاراً للتيارات والجماعات الاسلامية، ذات التوجه الارهابي للوصول للحكم والسيطرة. وكشف الكاتب كيف تنتشر اللغة الدينية في جميع نواحي الحياة، تمهيداً لقيام دولة دينية أو بناء خلافة اسلامية ممتدة، تنشدها الجماعات الدينية لليسطرة بالحديد والنار على حد قول الكاتب.
ويوضح الكاتب أن الجماعات الدينية المتطرفة تمكنت بنجاح من استغلال الازمات الاقتصادية والثقافية والسياسية للناس وزيادة الاحباطات الفكرية، والفراغ الثقافي، والكبت العاطفي والحرمان الجنسي، والبطالة وتدهور الخدمات، لاختراق الشعب المصري.د
ولا عزاء لاصحاب العقول وحرية الرأي ,,,,د