مكالمة:::
أمر هذه الأيام بمواقف عبثية جدا بعد دراستها انتهيت إلى انه
إما أني أمر بحالة من حالات اختلال التوازن
أم ان الدنيا قد أصابها دوار
من يومين استيقظت من نومي مساء على دقة للهاتف تعلن رسالة بعثها احدهم لي ..
لم انتبه كثيرا إلى محتوى الرسالة .. فقط اسمه هو ما استدعى صافرات الانتباه في عقلي
صديقي الأثير (الذي كان) بعد شهور قاربت السنة .. هل تذكرني فجأة ؟ ولماذا؟
هاتفته وبعد دقائق ثقيلة من الكلمات المنمقة الفارغة اعرب لي عن دهشته فقد توقع ان انفجر واثور
او على الأقل أن اتجاهل مبادرته تماما. طلب أن يراني .. فهو في القاهرة منذ بضعة أيام وبقي له عدة ساعات ويعود من حيث أتى ..
كعهدي دائما أعلم ما بداخله من صوته .. أعلم انه يحتاجني .. كعهده دائما يركض إلي كلما داهمته الضيقة واقتحمت الدنيا شرنقته السعيدة الصغيرة ..
ولكن لسبب ما لم أفعل ما كنت افعله دائما وما اتفقنا عليه يوما أن يهرع احدنا للاخر كلما احتاج إليه
فقط تعللت بالمفاجأة وضيق الوقت وانه كان من الممكن ان يمنحني وقتا كافيا للاستعداد .. وبعض الأسباب التافهة الأخرى
أعلم انه كان بحاجة أن يراني .. ولكنه لا يفصح عن ذلك كما هو دائما
فقط أنهينا المكالمة بكلمات باردة كما بدءنا .. وانتهى هو بقوله
(Stay in touch ابقي كلميني )
وكلانا يعرف اني لن افعل ....
--------------------------------------------------------
تفاصيل :::
انها تلك التفاصيل اللعينة .. تلاحقني اينما ذهبت ..كلما شعرت بوجودها اختنق .. افقد فجأة القدرة على التنفس ,, لماذا تتفكك حياتنا فجأة لتصبح سلسلة من التفاصيل ... حتى فقدنا معها الصورة الكاملة .. اصبحنا مجرد ارقام واوراق واسباب ودوافع وشوية فكة ..
.اصبحت الايام فطار وحساب التاكسي وخناقة في البيت وفلوس المصروف وكلام الاصحاب والشنطة الحمرا ورق الشغل وفيلم السهرة .. هو ده احنا .. هل اصبحنا مجرد مجموعة من التفاصيل التي لا معنى لها سوى انها تحدث معا لنفس الشخص؟؟؟ه
------------------------------------------------------------------------------------------
منقح ومعد للطبع:::وقع انفجار صغير في العراق يعني مجرد حدث يومي آخر لايهم احد.. قتل فيه حوالي 15 شخص .."يا محمد فيه 15 قتيل ايه رأيك؟""لا يا ستي ده خبر ما يستاهلش 15 بسسسسس؟؟ لا لما يبقوا 150 يبقى خبر مهم"ه
لا أعرف لماذا تمنيت في هذه اللحظة أن اعرف اسماءهم ..ه
كل ما عرفته عن ذلك الحادث "الصغير" صورة لجثة قتيلة منهم اسمها فريده
كان زوجها يبكي على الصندوق الذي كان يحمل جثمانها في الخلفية ابنتها وحفيدتها ولا يحمل احدهم اسما
وصورة أخرى لمسن يبكي بجوار صندوقين .. تقول تفاصيلها انها لعراقي مسن يبكي بجوار جثة ابنيه الوحيدين بعد مقتلهما في انفجار "صغير" في بغداد
.
.
اللعنة على التفاصيل ... !!!
.
. تلك التفاصيل اللعينة .. او البشر الملعونين
تحول البشر إلى ارقام تحول الحب الي اسباب ودوافع وشقة واخلاق ووظيفة كويسة تحولت الانسانية إلى مجرد احصائيات
--------------------------------------
سر الخلطة::
حتى الان لا اعلم سر نجاحي في عملي رغم كرهي ومقتي لتفاصيل الاشياء ..بحس كده انها عاملة زي الرمل اللي بيدخل في جزمة الواحد وهو ماشي في يوم حر .. احيانا كثيرة بحس بفزع شديد من ان اغرق في تفاصيل الاشياء فاصبح بلا ملامح واهيم على وجهي كالاخرين .. بلا وجهة ولا ملامح .. تقف حدودي عن انتهاء اليوم ..وغدا دوما يوم آخر .. ------------------------------------------------------
حوار من سؤال:::
كنت اتحدث مع صديقة عزيزة خطبت لشاب ما .. "ها ايه الاخبار .. ؟؟"-تمام-"بتحبيه يا ..ه-ايو ايو هو كويس جدا وشغله كويس وكما بني آدم طيب موت وبتاع ربنا وبيخاف علي-بتحبيييييه يا (...)ه-طبعا طبعا ده كمان مؤدب وشقته واسعة وفي منطقة كويسة ومامته ميته كمان لا اعرف ان كانت أجابت أم لا .. لا اعرف حتى إن كانت أصلا سمعت السؤال ام لا ..
.
ولكن ما اعرفه ان الحب لا يحمل ذاك الكم البغيض من التفاصيل ..ان تحب احدا هو ان تحبه .... وفولستوب ... وكل ما يتبع الفوولستوب عبث مادي اجوف ...هل انا على حق؟؟؟ .. لماذا يتعين علينا ان احدا لسبب ما ؟؟؟؟
.لماذا نقحم عشرات التفاصيل لنجيب على سؤال له اجابة واحدة ..
.
.تكرر موقف صديقتي هذا كثيرا .. مع آخرين .. باختلاف الوجوه ونبرة الصوت .. لكن في النهاية نفس المفردات لنفس الاجابة اللي مالهاش اي علاقة بالسؤال ... ولكن لماذا اراهم حمقى ..؟؟ ولا انا اللي جاية من كوكب آخر
.لماذا كنت دائما اجيب على ذاك السؤال بالاجابة الوحيدة التي أراها مقبولة نعم احب ..... وبس.. خلاص ... من غير ليه.
.لماذا دائما ما نحاول ان نكسر الضوء إلى آلاف الاشعة ..
.
ان نقتل كل شيء تحليلا حتى لا يبقى منه اي شيء ..
-------------------------------------------------------------------------------------