Wednesday, September 19, 2007

قطعة لحم متعددة الاستخدامات-ليلي2 جايز برضه

أولا اعتذاراتي للتأخير .. لان ليلي بتاعة القهوة كانت في أجازة مستحقة ..
عقبال عندكم يا حبايب ..
ومن غير رغي كتير دي كانت مشاركتي اللي محضراها من مدة :)
=================================================================
كنت في المدرسة الاعدادية تقريبا حينما طرق سعد باب جدتي قاصدا إياها في أمر مهم وخدمة ضرورية
وكنت اقضي اغلب اجازاتي الصيفية حتى بعد بداية دراستي الثانوية في بيت جدتي الذي طالما تصورته مسكونا بالسحر والاساطير
صبت جدتي لجارها سعد الشاي وبدأ سعد وهو شاب في الثلاثينات من عمره لم يتلق من التعليم إلا قدرا زهيدا يسمح له بكتابة اسمه وتوقيعه ببراعة
وبعد بضعة رشفات موسيقية من سعد قال لجدتي
ه"مش هاتشوفيلي عروسة بقى يا مقدسة؟".ا
(ومقدسة لمن لا يعرف هو تعبير يطلق على السيدة المسيحية المسنة وهو مثل تعبير حاجة)د
اعتدلت جدتي في جلستها وقالت له "طيب يا بني انت بتدور على ايه؟ يعني ايه طلباتك؟". فلم يفكر سعد كثيرا وانطلق بابتسامة حالمة يقول "عايزها سمينة كده ومربربة؟". فصمتت جدتي قليلا ثم ابتسمت وقالت له "معاك تدفع على الميزان؟؟".ه
وأضافت قبل أن يبادرها حيث لم يفهم مقصدها باي رد "روح يا ابني انا مابشتغلش خاطبة.. ربنا يوفقك".د

ونظرت لي جدتي وكان فمي مازال مفتوحا مشدوها من المفاجأة وقبل ان تنطلق مدافع لساني الحاد كالمبرد كما كانت تقول أومئت لي بالانصراف إلى الحجرة الاخرى بعد ان انقذت سعد من وصلة توبيخ حادة من صبية عمرها اقل من نصف عمره.ا
وما ان انصرف سعد حتى خرجت من الغرفة وقلت لها "ايه التخلف ده هو بيشتري جاموسة؟ ده طلب عجيب جدا؟". فاوضحت لي جدتي انه "عقله على قده" وان معايير الحكم على الامور مختلفة لديه. كما ان هذه كانت بعض التقاليد القديمة التي مازال البعض يتمسك بها. وشرحت لي كيف ان البدانة كانت دليلا على العز وربما مازال سعد يؤمن بهذا.د

وبعد اكثر من 10 سنين كنت اجلس في ذلك المقهي الانيق مع صديق عزيز وهو شاب جامعي يشغل وظيفة مرموقة زار بضعة بلدان في العالم ..ويبحث عن بنت الحلال بعد أن قرر ان يفكر جديا في الارتباط. وكنت أحاول مساعدته والقيام بواجبي كصديقة. فقلت له "ايه المواصفات اللي بتدور عليها يمكن اعرف اساعدك؟". وهنا قال لي (م) "عايزها رفيعة .. رشيقة يعني وشعرها طويل".ا
وهنا قبل ان ابدأ خطبة عصماء قد تنتهي بخسارتي لاعصابي.. وصداقته.. تذكرت قول جدتي ووجدتني اقول له "ليه؟ مامعاكش تشتري على الميزان؟". وانفجرت في الضحك غيظا من عبث الموقف وهو لا يفهم سر نوبة الضحك الهستيري التي انتابتني. ه
وقبل ان ينطق أكملت
"ماعندناش يا عم ابقى اشتري واوزن بره".د

قد لا يكون ل(ليلي) أي علاقة بالواقعتين وقد تكون ليلي في قلبهما .. فقد دفعني تذكر الموقفين إلى تذكر قول ما أشبه اليوم بالبارحة وما اشبه (سعد) صاحب التعليم القليل ب(م) الجامعي صاحب الوظيفة المرموقة .. فالاثنين لديهم نفس النظرة المتدنية للمرأة
وانا اتحدث عن ليلي اتذكر مرارا كثيرا ممن تحدثوا عن المرأة في قضايا التحرش والحجاب والتحرر إلخ .. تذكرت تصريحات بعض رجال الدين والمجتمع ورجال محترمين اعرفهم عن المرأة .. وتذكرت كيف اني تحولت كامرأة فجأة على يد رجل إلى قطعة لحم تباع على الميزان
بعض الرجال (بلا تعميم) ينظرون للمرأة على انها ليست أكثر من قطعة لحم متعددة الاستخدامات .. وتناسب جميع الفصول. بعضهم يغطيها كما يفعل الجزار حتى لا يجتمع الذباب عليها
وبعضهم يظهرها كالحلواني ليتفاخر بها
ولكن الاثنان ينظران لها كقطعة لحم لا اكثر ولا اقل
فالداعين إلى تغطيتها او تعريتها لم يتجاوزا بعد حاجز جسد المرأة وربما لن يفعلوا ابدا .. فالمرأة لديهم نهدان وساقان وربما شعر طويل (اشقر في أحلام البعض). ولتتأكد عزيزي القارئ/ة من كلامي تحدث/ي أمام مجموعة من الرجال عن أي فتاة حتى وان كانت وهمية. قم بسرد تفاصيل كثيرة عن عقلها وشخصيتها وكتابتها وتفرد ارائها ...إلخ .. ولكنك يا عزيزي/تي لن تحصل/ي على الانتباه الكامل لمحدثيك إلا عندما تبدأ في سرد التفاصيل المهمة مثل (هي سمرا شوية وطويل، عودها ملفوف، عينيها عسلي) إلخ

وهذه وصفة مجربة .. فما ان تحاول ان تذكر احدهم بفتاة ما فسرعان ما ستجد اجابة كهذه (مش هي البنت الطويلة دي/ مش هي اللي بتلبس جينز على طول/ مش دي اللي بيضا وشعرها طويل) وهكذا .. حتى وان كانت عالمة ذرة تحاول تمييزها بين طلبة فصل لمحو الأمية

وعلى هذا فانه يتعين على كل امرأة تخرج إلى الشارع ان تضع لافتة واضحة المعالم مقروءة تدل على الحالة الاصلية المميزة
(طازة والمخابرة مع البائع)
(البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل.. الطلاق بالنفقة)
(ممنوع لمس البضاعة منعا للاحراج)
(السعر لكيلو البلدي والختم ميري والشكك ممنووووووووووع)