Saturday, December 22, 2007

نخب الاحلام المؤجلة


ظلت قابعة في ذلك الركن من الدولاب لمدة طويلة جدا . كنت كل بضعة ايام اخرجها ارتب حولها بعناية ثم اخرجها من صندوقها المصنوع من الورق المقوى بني اللون اضعها فوق المنضدة انظر إليها باعجاب وانبهار. اتأمل تلك الانسيابية الموسيقية ولونها الداكن الغامض وطولها الفارع. رقة حاسمة مبهرة .. اعيدها مرة أخرة لصندوقها الفاخر الذي أبقاها بأمان عبر رحلة استغرقت مئات الاميال. انثر حولها الورق الملون واعيدها لركنها مرة أخرى واحرص على ان ابقيها مائلة كما قيل لي

قال لي صديقي حينما أتى بها بناء على طلبي بعد رحلة إلى أوروبا
Save it for a special occasion
وحرصت على تنفيذ نصيحته وقررت ألا أفتحها إلا في مناسبة خاصة جدا. وكنت اتذكر كلماته بدقة .." إنها من افضل أنواع النبيذ الاوروبي .. انها الافضل على الاطلاق ولذلك فهي باهظة الثمن. احرصي على ألا تخرجيها من صندوقها إلا عند فتحها حتى تبقى في الظلام .. لا تضعيها واقفة مثل المصريين .. فهم لحماقتهم يخزنون زجاجات النبيذ واقفة فيفسدون طعمها .. فقط افتحيها في مناسبة خاصة جدا".ه

كنت قد قررت أن أطلب منه ان يشتري لي زجاجة نبيذ فاخرة للاحتفاظ بها لمناسبة خاصة. فللنبيذ حميمية ورونق خاص ليست كأنواع الخمر الاخرى ولا تصلح إلا لطعام فاخر او وليمة او عشاء رومانسي او احتفال

لم اعرف وقتها ما هي تلك المناسبة ولكن دائما ما كنت اؤمن ان هناك مناسبة خاصة جدا في انتظاري تستدعي الاحتفال بزجاجة نبيذ أنيقة تضيف رقيا خاصا على الاحتفال. كنت دائما في انتظار مناسبة خاصة .. احتفظ بكل شيء حتى موعدها. كنت موقنة وقتها انه ينبغي على المرء ان ينتظر ويؤجل البهجة حتى يحظى بها كاملة. كما يقول المثل الانجليزي Save the best for last لذلك لابد وان هناك (نهاية) سعيدة حيث يحل وقت الاحتفال والذي لابد وان يشهد زجاجة نبيذ فاخرة وربما حلوى وموسيقى رقيقة واضاءة مبهرة او خافتة ووجه واحد او وجوه عدة .. سيكتمل المشهد لاحقا.. فقط كانت زجاجة النبيذ الفاخر هي العنصر الاكثر وضوحا في مشهد الحفلة الختامي.

مرت أعوام وهي مازالت في ذلك الركن .. كلما مرت مناسبة ما .. عيد ميلادي .. سهرة اسرية خاصة .. نجاح جديد.. عمل آخر .. انجاز ما .. مولود جديد .. عودة غائب من السفر .. اول كلمة "بحبك" .. كلها مرت .. وفي كل مرة افكر في ان افتحها ولكني اؤجل الاحتفال الخاص لمناسبة خاصة .. خاصة جدا .. فكلها مرت دون ان يكتمل المشهد .. فالانتظر إذا .. فهناك مناسبة خاصة مقبلة .. خاصة جدا .. فالاؤجلها إذا
مرت عدة أعوام .. وكلما شعرت بضيق افتح الدولاب اخرجها من صندوقها المصنوع من الورق المقوى .. انظر إليها لاقول لنفسي ذاك اليوم آت .. هانت .. سننفض تراب الايام المؤلمة قريبا.

وهكذا بقت .. وربما نسيتها .. وبالامس فقط انتبهت إليها .. كان الجو باردا جدا وكنت وحدي اشاهد فيلما مملا على قناة إم بي سي2 وارتدي بيجامتي القديمة التي بلي لونها قليلا وكانت أمي ترغب في ان ترميها ولكني رفضت كعادتي للتمسك بالاشياء القديمة. أخرجتها والقيت بالصندوق الورقي على الارض واخرجت كأسا قديما من المطبخ وشربت نصف الزجاجة.
شعرت ببعض الحرارة ولم يذهب احساس البرد. تركت الزجاجة فوق الطاولة والكأس على الارض.. وضعت غطاءا آخر ونمت ...

Wednesday, December 19, 2007

الغباء كلاكيت تاني مرة...المرة دي محلي

كان نفسي أقول للجميع


أو حتى
بمناسبة الأعياد وكده
لكن بما أن بلدنا ماليانة ب


والنتيجة


















والصور اللي فاتت دي بالتحديد في حتة اسمها إسنا تقريبا ماليانة بالعالم اللي فوق


وفي الغالب تفشى فيها مرض فيروسي خطير واسمه
G B A A
وتعريبه
الغبـــــــــــــــــــــــــــاء

اللي لازم يتجرم حفاظا على مرارتنا الضعيفة

والحقيقة المرة دي من المرات القليلة اللي تمنيت فيها ان تكون مدونتي من المدونات المؤيدة للبذاءات او المستخدمة لها
لانها مطلوبة جدا المرة دي عشان خلاص هطق

الحتة دي مدينة اسمها إسنا
لازم يكشفوا فيها على مستوى الغباء عند ناس كتير هناك

الهبل اللي حصل يتلخص في قصتين

الاولى:
اتنين عيال صيع
راحوا أجروا فتاة ليل
وزي اي فتاة ليل من بتوع شارع جامعة الدول بتلبس إيشارب على راسها عشان تخدع بتوع مباحث الاداب
واتفقوا على 100 جنيه 50 جنيه للنفر

وعشان مستعجلين ومفيش لوكندات قرروا ياخدوها للصيدلية اللي بيملكها واحد فيهم
قام واحد دمه حر قفشهم
وبالصدفة الولدين الفاسدين دول مكتوب في بطاقتهم انهم مسيحيين
والبنت اللامؤاخذة مكتوب في بطاقتها انها مسلمة

لكن معروف طبعا اي ناس هتقدم على كده ولا هتعمل كده مفتكرش الدين فارق معاهم قوي

والاجراء الطبيعي انهم هم التلاتة ياكلوا علقة موت من الشرطة او اهلهم
واتفضحوا فضيحة بجلاجل

لكن في مدينة تفشى فيها الغباء ثم التعصب الاعمى على شوية هوس ونوايا سيئة واستباق السوء
انتشرت كالنار في الهشيم اشاعة ان الفتاة المسكينة المسلمة المحصنة اختطفها ذئبان مسيحيان
في إطار نشاط الحركة التنصيرية البتنجانية
وكادت تحدث كارثة لولا ربنا لطف .... مؤقتا

الدرس المستفاد::: على كل من يرغب في تأجير فتاة ليل ان يتأكد من خانة الديانة في بطاقة هويتها .. على ان تكون من نفس ديانته
لان الحاجات دي بتفرق يا جدعان واسألوا أهالي اسنا الكرام

ويبدو ان القدر قد جمع معجزتين في زمن واحد لا يفصل بينهم بضعة كيلومترات
وفي موقف لا يقل غباء ولا تخلفا من احد أهالي إسنا النبهاء

امرأة منقبة تدخل محل يملكه مسيحي وهو وابنه يعملان فيه
تقضى المنقبة حاجتها وترحل
ويشتبه ابن صاحب المحل في ان المرأة المنقبة لصة سرقت جهاز تليفون محمول من المحل

فيقرر الشاب النور ابن النور (بكسر النون) الجري خلف المرأة حتى موقف الميكروباصات

والطبيعي من اي إنسان طبيعي في موقف مشابه
ان يوقف المرأة ويصطحبها إلى قسم الشرطة مثلا حيث تتخذ الشرطة الاجراءات المطلوبة
او حتى يستعين بامرأة من المارة في الشارع للامساك باللصة المحتملة

ولكن ابن إسنا المغوار يقرر ان يتصرف من نفسه وفي حركة تنم عن عبقرية منقطعة النظير
يقوم -كما قيل- بكشف نقاب المرأة اللصة وسط المارة
كده !!!!!!!!!!!!!!!!!!شوف ازاي
وهنا تنكشف فجأة حمية الرجال المصريين الشرفاء ... وتحويل المشهد لحرب صليبية صغيرة

ويبدو ان الذكاء جين ناقص في أهالي تلك المدينة
فتندلع ثورة عارمة
تسفر عن حرق محلات تجارية وسيارات ومنازل بكام مليون جنيه
وشوية اعتقالات على الماشي وشوية إصابات مش بطالة
ده طبعا غير التهديدات اللي وصلت لبعض التجار المسيحيين في المدينة من عينة (انتوا لسه ماشفتوش حاجة - انتوا لسه ما اتربيتوش يا كلاب)ه

وذكريات سيئة لن تمحى من ذاكرة المدينة بسهولة
ومعسكر دائم لقوات الامن المركزي
في حالة الحاجة إليها لفصل القوات ولا حاجة في المستقبل !!!!!!!

الكنيسة ترفض مجلس الصلح الأونطة بتاع الحزب الوطني
وتطالب بتعويض الضحايا عن الخسائر
وتقديم الجناة الحقيقين للمحاكمة
وإعادة الأمن للمدينة
وفتح كنيسة مغلقة

أما النيابة ...فقد أطلقت سراح المشتبه بهم اللي تم اعتقالهم

ومن موقعي هذا اشكر النيابة الموقرة على سكب النار على البنزين
وكأن لسان حالها (ماتولع هي بلد ابونا)ه


ولا يحضرني هنا إلا لفظ بذيء
معبر عن مكنون صدري في اللحظة الحالية
===
لا استطيع ان احلل ولا ان اتكلم عن اي شيء الان
فالامر يفوق بكثير اي منطق واي عقل
بل واي اخلاق او دين


===============================
ومازلنا نحاول وننتظر ذلك الضوء في نهاية النفق
الذي يبتعد بإيدي بعضنا شيئا فشيئا

فها قد عدت يا عيد
ولكن ما من قلوب تستحق السعادة


ملحوظة:
الصور من هنا
وبعض المعلومات من هنا
وهنا
وهنا
وهنا