انهارت عمارة سكنية في شارع في احدى المدن المزدحمة قبل يومين
والتفاصيل ليست مثيرة على الاطلاق وربما قرأتوها في بعض الصحف ووسائل الاعلام
عمارة سكنية قديمة تتصدع .. تظهر عليها بوادر الخطر
يغادر السكان .. وينهار العقار بالكامل في دقائق محدثا زلزالا هائلا
حدث مؤسف ولاشكخاصة في الجو الحارواقتراب شهر رمضان .. فكيف سيقضي سكان ذلك العقار من المسلمين اول ايام رمضان ؟؟؟اهو حدث مؤسف ومتوقع ايضا
و
لكن ليس هذا ما اود الحديث عنههذه المرة اتحدث عن نصف الكوب الملآناعلم اننا دائمي الانتقاد لحكومتنا وللاوضاع المتردية لاغلب الخدمات
ولكن تسائلت اليوم بعد ما حدث .. هل ييمكننا احيانا ان نرى جانبا ايجابيا؟ هل نراه ان حدث؟
هل حقا يمكننا رؤية نصف الكوب الملآن .. ام انه كما قيل الحكومة ترى نصف الكوب الملآن والمعارضة ترى النصف الفارغ
والشعب لا يرى الكوب من اساسه؟؟
ولكني اليوم رأيته :::: واشارككم نخبه
قبل انهيار العقار مباشرة شكل الجيران كتيبة دفاع مدني بعضهم وقف في الشارع يحذر المارة من اقتراب سقوط العقارفلا يجب على احد ان يسير بقربهواخرون بدأوا في مساعدة السكان في انقاذ ما يمكن انقاذه من شققهم قبل النزول سريعاومع انهيار العقار في العاشرة من صباح الجمعةفوجئت بسرعة وصول قوات الانقاذ وسيارات الاسعاف
ثم بعد دقائق تبعتها سيارات طوارئ الكهرباء والغازوهنا كانت المفاجأة التي اسعدتني في ذلك الحادث المؤلم .. حرفية تعامل كل الجهات السابق ذكرها مع الحدثوكان الامر كالآتيالشرطة:سارعت بتطويق المنطقة واخلاء المنازل المجاورة بسرعةفرضت طوق امني سريع لاغلاق المنطقة المحيطة بالمنزلمنع اي شخص من المرور في المربع السكني الكائن فيه المنزل حتى لا يتسبب الحطام المتساقط في اصابة اي شخصورغم التوتر الشديد الذي اعترى رجال الشرطة مما جعلهم يصرخون في وجه المارة المتجمعون
الا اني التمست لهم العذر حيث تجمع المارة بطريقة مزعجة كانت تعوق حركة سيارات الانقاذالمرور:بالتعاون مع رجال الشرطة تم اغلاق الشارع الذي يطل عليه العقار المنهار رغم انه شارع رئيسي في حي مكتظ بالسكانتم تحويل المرور لشارع رئيسي مواز ليصبح حارتين ذهاب وعودة بدلا من حارتين ذهاب وذلك خلال ساعتين تقريبا من وصولهم للمكانالاسعاف:بعد نصف ساعة من انهيارالعقار وصلت سيارتي اسعاف بصعوبة شديدة نظرا لضيق الشوارع المحيطة بالعقار بسبب كثرة السيارات المنتظرة في الشوارع الجانبية وضيق تلك الشوارع من الاصلبعد التأكد من ان جميع سكان المنزل خارجه وانه لا يوجد اي شخص مصاب او مازال تحت الانقاض رحلت سيارة واحدة وبقيت الاخرى تحسبا لنهاية النهارقوات طوارئ الكهرباء والغاز:وصلت فور انهيار العقار وبدأت عملهاتم الاطلاع على خرائط الغاز للعقار بما انها تركيبات جديدة وتم فصل الغاز عن العقار فقطبينما تم فصل الكهرباء عن المربع السكني بالكامل بسبب قدم تركيبات الكهرباءوبعد اتصال الجيران بشكاوى شركة الكهرباء للشكوى من انقطاع التيار اكد موظف الطوارئ
ان التيار سيعود خلال ساعات بعد التأكد من زوال اي خطر
وقد كان !!!!!!!!!!!!!!في ظل دهشة الجميع من سرعة الاستجابة وحتى هذه اللحظة يعمل عمال على ازالة الانقاض بهدوء وصعوبة شديدة جدا في ظل جو حار وشوارع ضيقة مزعجة جدا خاصة في ظل وجود ونش لحمل الحطاموهم يعملون في حماية الشرطة التي مازالت حتى الان تضرب الطوق الامني حول العقار لحماية المارة ومساعدتهموتسيير نهر الشارع بدون مشاكل
وقد جربت بنفسي محاولة عبور الطريق وكسر الطوق الامنيفمنعني احد الضباط بمنتهى الادب!!!!!!!!! اي والله بمنتهى الادب .. وارشدني ..بمنتهى الذوق!!!!عن بديل افضل واكثر امناهذا لم يحدث يا اصدقائي في كوبنهاجن
ولا نيويورك
ولكن في مصر
وفي حي مكتظ بالسكان
انا سعيدة جدا فعلا
ومذهولة ايضا