لا اريد أن اتحدث كثيرا عن العروبة والعلاقات العربية العربية، أولا لاني لا انتمي الي الجيل المؤمن بها. ثانيا لا اعرف عنها سوى شعارات "الاقصى لنا" و"الدول الشقيقة" و"الشقيقة الكبرى مصر"ا
والحديث الشوفيني المصري الخاص بتاريخنا بمساهماتنا التاريخية التي لا يمكن انكارها في بناء اغلب الدول المجاورة والصديقة والشقيقة والمحيطة ما بين تحرير ومساهمة في الثورة وبناء البنية الاساسية او تربية الاجيال التي قامت ببناء تلك البلاد لا يعنيني ذلك الحديث كثيرا ... ه
كما لا يعنيني ايضا الحديث عن مشاعر العداء او الكراهية التي صدمنا بها نحن المصريون من قبل بعض الدول العربية او شعوبها وهو ما لا يمكنني تفسيره بشكل شخصي واعتقد انه يتطلب المزيد من التوثيق ودراسة التاريخ والواقع
وكي لا اربك احدا فلا تعنيني كرة القدم كثيرا في الحقيقة ربما أتمنى ان نسجل نجاحا في اي شيء ولكن خيبة أخرى في الكرة أمر معتاد .. اتمنى ان نحقق تلك النجاحات والحماس على مستوى العلم والتعليم والتحضر واحترام الاخر مثلما نتحمس لتحقيقه في كرة القدم ها وقد تحدثت عن كل ما لا يعنيني ... لابد وقبل ان اطيل ان ادخل في الموضوع وبشكل مباشر والحديث عما يعنيني قبل ان تصابون بالملل ان لم يكن هذا قد حدث بالفعل
قبل مباراة مصر والجزائر الثانية في القاهرة أصيب الاعلام المصري بحالة هوس غير مفهومة ولا مسبوقة ربما المباراة كانت مهمة بالفعل ولكن ما فعله الاعلام المصري من شحن للجماهير كان مثيرا للريبة والعجب ولا اخفي اني شعرت بقلق بالغ من ذلك الشحن غير المبرر خوفا من الهزيمة وتبعاتها من احباط فلم يكن اكثر المتشائمين يتصور السيناريو الذي حدث . ثم جاء السبت الحزين ... والذي شهد تضييقا امنيا وتعتيما اعلاميا ربما لاسباب بث حصرية او اعلانية او امنية .. ولكنها في النهاية فتحت الباب للخيال الاعلامي
طبيعي ان يصاب مشجعون متحمسون في مباراة في ملعب يتسع لاكثر من تسعين الف انسان .. التدافع وحده قد يفعل ذلك ثم واقعة اتوبيس الفريق الجزائري الذي اخطأت فيه السلطات المصرية حينما حاولت او سارعت بالنفي بدلا من الاعراب عن اسفها رسميا لما حدث والتعهد بفتح تحقيق واسع ورسمي فيما حدث والتأكيد الفعلي على ان المصالح الجزائرية في مصر تحظى برعاية وحماية حقيقية وهو امر واقع يعرفه سكان الزمالك والمارة من امام السفارة الجزائرية كما يعرفه الجزائريون المتواجدين في مصر
ومن هنا يلتقت الاعلام الجزائري المنفلت طرف الخيط ليغزل خيوط الجريمة المحققة التي باركها ان لم يكن شارك فيها النظام الجزائري الذي ارتكب سلسلة من الاخطاء الفادحة والجرائم غير المعلنة حاول الاعلام الجزائري تبرير الهزيمة ونسج اكاذيب وترويجها بلهجة شابها الكثير من الاهانات وحفلت بكمية لا بأس بها من الاكاذيب مما كان له اكبر الاثر في تهييج الجماهير الجزائرية التي تشبه كثيرا الجماهير الانجليزية في ميلها للعنف ونسيان مظاهر التحضر حينما تحضر كرة القدم
أجرم الاعلام الجزائري في شحن جماهيره وتسييس النتيجة واستغلال العداء الكروي بين البلدين خوفا من تكرار الهزيمة ونحن نعلم جيدا انه لا توجد حكومة غربية تستطيع تحمل رد فعل شعبها في حالة هزيمة مماثلة فاعطي الاعلام الجزائري المنفلت الضوء الاخضر للجنون وانطلقت الجماهير الجزائرية بلا رقيب ولا رادع تدمر المصالح المصرية في الجزائر متناسية تاريخا اقتصاديا لا يمكن اغفاله وما يدعوني للعجب هنا هو الدور السلبي للامن الجزائري .. هل كان متواطئا وهي مصيبة ام عاجزا وتلك كارثة
كارثة تجعل اي مستثمر يفكر الف مرة من الاستثمار في بلاد لا يمكن لامنها السيطرة على مشجعين في حالة هياج
ما حدث بعد ذلك يجعلني اكثر ميلا للتفسير الاول وهو تواطؤ الامن الحزائري .. فان تقرر حكومة ارسال مجموعة من قطاع الطرق واللصوص والبلطجية على متن طائرات تنطلق من مطارات عسكرية مجانا للسودان هي جريمة يجب التحقيق فيها بشكل رسمي وملاحقة المسؤولين عنها قضائيا
لقد أجرمت الحكومة الجزائرية في حق شعبها اولا .. فحينما ترسل مصر فنانيها وسياسيها ورموزها لتمثيلها في المدرجات بينما ترسل الجزائر بلصوص وقطاع طرق ..فأي رسالة تود نقلها للعالم ..أي صورة تقدمها الحكومة الجزائرية عن شعبها .. أهؤلاء هم رموزها؟؟ اهؤلاء هم ممثلو الشعب الجزائري ..!!! فهذا يعني اما اننا امام حكومة مجرمة في حق شعبها او اننا امام شعب من المجرمين وقطاع الطرق
اجرمت الحكومة الجزائرية او المسؤول فيها عما حدث في السودان في حق الحكومة السودانية .. فقد كانت على علم انها ترسل مجرمين يهددون امن دولة اخرى وينتهكون القانون على اراضيها
اجرمت الحكومة الجزائرية في حق المصريين حينما ارسلت بمجرميها ليعتدوا على الامنين ويخدشون حيائهم ويقومون بتلك التصرفات التي لم تخفى على احد ان الجريمة التي ارتكبت لا يجب ان تمر مرور الكرام .. ولا يجب ان تتأثر بالكلام المرسل والشعارات المناهضة والمؤيدة للعروبة والعلاقات الثنائيةو ... ما حدث جريمة وانتهاكا للقانون يجب ان يكون هناك تحقيق موسع رسمي ومعاقبة المذنب
لا يهم اعادة المباراة ولا يهم من يصعد لكاس العالم .. فسيعود ايهما سريعا على اي حال.. كما ان سيناريو الصعود مشين لكلاهما.. وما شهدته اسبانيا وفرنسا حيث تدخلت قوات مكافحة الشغب الفرنسية لتفريق مشجعي الفريقين الشقيقين يجعل من كرة القدم برمتها شأنا تافها ... ولكن لا يجب ان تمر تلك الجريمة مرور الكرام ... يجب محاكمة المسؤول .. بشكل رسمي ومعلن واعتقد انه لو كان كان اصوات عاقلة في الجزائر واعلم انها موجودة فالان هو وقتها والا فلتصمت للابد ... الان هو وقتهم .. بعيدا عن الشعارات والكلام الرسمي .. الذي سيبقي ما في القلب في القلب .. وهكذا تولد الفتن طائفية كانت او دولية دعوة لكل عاقل جزائري ان يخرج للنور الان وادعو كل عاقل مصري الي ضبط النفس وعدم تطبيق العقاب الجماعي على 40 مليون جزائري كما ادعو كل مسؤول او صاحب نفوذ مصري ان لا تهملوا القضية ........ نريد حقنا .. فقط حقنا
والي الاعلام المنفلت ورموزه في البلدين ... انا لا احترمك .. ولا يشرفني ان انتمي لمجال يعمل امثالكم فيه