ما الذي دفع فتاة لملاحقة من تحرش بها قانونا حتى وان تأثرت حياتها سلبا؟
ما الذين يدفع كاتبة سعودية ان تثير جدلا واسعا بدفاعها عن تعدد الازواج متحدية ليس الدين فقط ولكن ما قد يراه البعض طبيعة البشر؟
ما الذي يدفع فتاة لم تعرف في حياتها سوى مجتمعها الخليجي المغلق ووالدها المتشدد ان تطالب بحقها في العودة الي بلدها حتى لو وصل بها الامر الي اللجوء لسفارة بلادها لحمايتها من والدها؟؟
ما الذي يدفع فتاة او امرأة في مجتمع مثل مجتمعنا ان تحرق أو تخاطر بحرق كل سفن العودة إلى بر الامان الذي نعرفه جميعا والذي نعرف قيمته جيدا؟
لقد خضت بعض التحديات في حياتي وقدت ثورات صغيرة على الاسرة والعائلة والمجتمع حتى اكتسبت مكانة لا تخلو من نظرة سلبية من البعض ولكنها أبدا لا تقارن مع فعلته أي من هؤلاء النساء؟
ما الذي يدفع فتاة إلى مغادرة منطقة الأمان في رحلة الى مجهول في مجتمع لا يرحم المرأة المستقلة ويعتبر الفتاة كائنا مستضعفا وفرصة جيدة للخداع والسيطرة... مجتمع بحق لا يكن احتراما للمرأة.
وانا هنا اتحدث عن النظرة العامة للمجتمع برجاله ونساءه بينما أعرف من الرجال من يحترم المرأة ويقدر وجودها ككائن مساو له كيان خاص.
وبينما كانت تلك الاسئلة تدور برأسي وقع اسمها بالصدفة أمامي.. الآنسة لطفية النادي...أول طيارة مصرية!!!ا
ولدت لطفية في عام 1906 وعندما أنهت دراستها المدرسية قررت الالتحاق بمدرسة الطيران التي تم إنشائها حديثا آنذاك. وقد كان قرارا صادما مذهلا لأسرتها!!!!ا
لماذا ترغب فتاة تخرجت حديثا من المدرسة ان تتعلم الطيران؟
ألا تجيد الطهي وأشغال الابرة؟؟؟ وربما يفهم جنوحها للعمل كطبيبة أو محامية أو حتى مهندسة ولكن طيارة!!!ا
بالطبع قوبلت الفكرة برفض قاطع من والدها وأمام تصميمها المدهش لم يجد ما يفعله سوى انه قرر أن يمتنع عن دفع أي مليم مقابل تعلمها الطيران.
فما كان من العنيدة إلا ان عملت في مصر للطيران لتوفر مصاريف الدراسة. وفي عام 1933 بعد ثلاثة أشهر فقط من التحاقها بمدرسة الطيران حصلت علي رخصة الطيران الخاص بها.
كانت لطفية الطيارة رقم 34 على مستوى مصر !!! نعم فقد سبقها فقد تخرج قبلها 33 رجل فقط لا غير.
ساهمت لطفية في أنشاء "نادي الطيارين" وكانت السكرتير العام للنادي لمدة عشرين عام.
وفي عام 1933، فازت بالمرتبة الأولى في السباق الدولي الرسمي الذي أقيم بمصر "الإسكندرية - القاهرة للطيران"، وتفوقت على نظيراتها الأوروبيات.
حصلت لطفية على رخصة قيادة الطائرة ولقب كابتن طيار بعد ميلاد نوال السعداوي ب3 سنوات وقبل 23 سنة كاملة من حصول المرأة المصرية على حقوقها السياسية.