بعد تفكير عميق قررت تطبيق الفكرة الجهنمية
تلك النظرية التي ستوفر الكثير من الانكسارات
والاحباطات اليومية
تلك الديدان الصغيرة التي تنخر علاقتك بالاخرين
بفعل خيبة الأمل
قررت ألا انتظر شيئا من أحد
ولا اتوقع من الاخرين الكثير
قررت أن اكتفي ذاتيا
ولو بصورة نسبية
فقد لا يكون الاخرين دائما جحيما ولكن يمكنهم أن يكونوا وقودا قويا لذلك الجحيم ولكنني اليوم برغم ذلك قررت أن اكتب عنهم .. لانهم (ناس بعرفهم) ولأنهم ورغم حذري الشديد يقدرون أن يتسللوا كل يوم عبر حصون المسام
ويلمسون القلب بضوء
يلقون تحيات المساء
ويسكنون بعض الوقت
حيث يكون هناك متسعا
لبعض القهوة وكعكات الود
(بي إس) رغم ان ثلاثتهم مدونين لكن لا تتوقعوا اي روابط فليس في الأمر ثمة إعلان
الفراشة:
وجه طفلة وجسد ممتلئ .. يحدان روح مضطربة دائمة التغير وصوت أنثوي حاد وصارم.ا
ربما تلخص تلك الكلمات بعضا مني ..ربما .. ولكنها تمثل الخطوط العريضة لشخصيتها كما أراها وأسميها ... الفراشة.
فكلما نظرت إلي عنينها تشعر أن هناك فراشة حبيسة داخل ضلوعها .. ولا تهدأ ابدا
ربما يكون هذا هو سر تغيرها الدائم واضطرابها المزعج أحيانا
ان نظرت ابعد من أسوار المرأة في عينيها ترى تلك الطفلة التي مازالت تحمل البالونات الملونة وتحلم بالأبيض
العجوز:
بسنوات عمره القليلة وبضع شعرات بيضاء على جانبيه رأسه المثلث ودخانه الذي ينفثه من سجائره التي لا تفارق اصابعه وصوته العميق لا تستطيع إلا أن تلمح بين أركان شبابه رجلا مسنا ...اثقلته السنوات وارهقته التجارب
ربما هو الوحيد بين الثلاثة الذي قد يتعرف على ملامحه كما ارسمها .. وربما لا
حينما تتحدث إليه تستشعر دفئا ما
ربما يخرج من موهبة أو رقة أو عمق .. وربما من قلب حكيم ومراهق
ولكن لا تملك إلا ان تشعر براحة ما تجعلك اكثر رغبة في مد جسورك إليه
عيناه تشعان بريقا .. ليس براءة وانما فكر حاد قد يجرحك ان اختبرته ويبهرك ان احتويته
موهبته ليست في قلمه كما يعتقد الكثيرون ولكنها في الطريقة التي يرى بها العالم من حوله فيكتبه في كلمات
لن يمكن أن ترى الطفل القابع في ذلك الركن المضيء داخله إلا بعد ممارسة قليل من الأمومة عليه ...والتي لا تخطئها امرأة تحمل قدرا من الحنان ولا يرفضها طفل عجوز
المضيء:
(بحس ان فيه حاجة منورة جواه) كان تعليق أحد اصدقاءه عليه بعد مقابلته بضعة مرات
وان قابلته ستدرك السبب او ربما فقط تستشعر ذلك النور
دون أن تفهم سببا له
مثالي حتى الحماقة
ملتزم حتى حدود التزمت احيانا
ليبرالي أحيانا حتى الجنون
ولكن في جميع الاحوال
لا يمكنك ألا ترى تلك الطيبة التي تشع من قلبه لمن حوله
ربما لو وزن قلبه لتعجبت كيف يحمله
وهو ملئ بكل هذه الهموم والأحلام
يذكرك بأبطال الافلام المصرية القديمة
بحسين صدقي تحديدا ...البطل المثالي حتى النهاية
الذي لابد وان تشعر انه قريب منك بدرجة ما
لم تخط التجارب بقلمها خيوطا غائرة في روحه
فتشعر بها خفيفة كما هي
وربما هموم العالم التي يحملها فوق قلبه
هي ما تبقيه ثابتا على الأرض