ياكلوا حلاوة ياكلوا جاتوه .. ياكلوا كل اللي يحبوه
تلك الاغنية الخالدة التي لا يعرفها غير المصريين .. والتي ما ان يسمعها مصري في أي مكان بالعالم ستجد ردا تلقائيا قويا ... (والتسويسسسس)
ياكلوا كل اللي يحبوه ولكن بالتأكيد ليس خبزا ...
وبعيدا عن التسوييس ومشاكله ..اجدني اتسائل ما الذي سيأكله المصريون ؟؟؟ وحتى متى سيكتفون بأكل أنفسهم غلا وغضبا عملا بموروث ضخم من الاقوال التي تدعو للخنوع والسلبية من عينة تحريم الخروج على الحاكم. والجبن سيد الاخلاق والجري نص الجدعنة وعيش ندل تموت مستور . وان جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك
لست بالتأكيد من دعاة الاضرابات (ليست المطلقة الفوضوية على اي حال) ولا اتهم حكومتنا بالمسؤولية الكاملة عن الوضع المذري الذي نعاني منه الآن (فهو نتاج حكومات متعاقبة) ولا استطيع ان ألوم الرئيس (لانه لا يوجد مجال لمقارنته بغيره بالنسبة لي ولجيلي على الاقل فلم نعرف غيره رئيسا منذ طردنا من بطون أمهاتنا) .ا
أعرف أن الحكومة ليست مسؤولة وحدها فالعالم يشهد منذ بداية العام الجاري ارتفاعا مجنونا في الاسعار منذ الارتفاع المفاجئ في أسعار الزيوت والارز والقمح قررت على اثرها امتناع عدد من الدول عن تصدير الارز وواجهت دولا اخرى أزمات حادة في استيراد القمح والارز.
اللينك ده في تقرير مجمع (غير مؤكدة دقته) عن الدول التي تواجه أزمات في الغذاء
ما يذهلني في هذا الأمر ليس ارتفاع الاسعار الكبير والمستمر ولا في بيانات الحكومة العجيبة التي تشبه فوازير رمضان .. ولكن المذهل حقا في الأمر هو رد فعل المصريين في الشارع والاكثر ذهولا هو رد فعل النخبة في مصر
ولمزيد من الدقة دعوني اوضح ماذا أعني بكلمة النخبة. النخبة بالنسبة لي في تعريفي الخاص هم النشطون سياسيا من الحزبيين والصحفيين والنشطاء والمهتمين بالشأن السياسي والعام من كتاب وصحفيين مستقلين ونشطاء على الانترنت
الشعب المصري:
ذلك الشعب الغريب في تركيبته وبنيته ردود أفعاله دائما مجهولة !! لا يمكن حسابها على الاطلاق .. او كما قال مدون كويتي في احدى المرات شعب جبار وصعلوك .. ففي اللحظة التي يعتقد فيها المرء انه لابد وان تعلن نهاية ذلك الشعب تماما بعد أن أصابه الموت الاكلينكي .. ورماه الله بكل العلل كما أيوب .. احترف الصبر القاتل الذي قتل أيوب جاهين أيضا .. تدب فيه احدى أوصاله الحياة وتنطلق النار في المحلة ونهتف جميعنا مع خالدة الذكر (عالمحلة منييييييييين يا سمنودي )
ثم يصيبه ابو النوم مرة أخرى !!!! فها هي الاسعار ترتفع إلى حد الجوع ؟؟ وتمنحه الحكومة العلاوة باليمين لتأخذها اضعافا بالشمال. ويقول قائل او محلل الشارع ان المسألة كلها من دقنه وافتله .. أي ان الحكومة قامت بزيادة الاسعار لتتمكن من الاستجابة لمطالب العمال .. والله اعلم .. كل ما اعلمه هو ان العلاوة تبعتها الزيادة بلا اي فاصل وقتي لننعم بتلك الزيادة فلا يتحرك أحد ولا يعترض أحد ويبلع الجميع الامر كاللقمة الناشفة غير المتوفرة وشوية مية بالملح ومحدش بيبات من غير عشا !!!! حقا فشلت في حل لغز ذلك الشعب
أما النخبة فحدث ولاحرج:
فقد احترت واحتار دليلي مع الست ام كلثوم والست السندريلا أيضا في أمرها. فمئات البيانات والاحتجاجات والمظاهرات واللافتات على النقابات آخرها رأيتها بالأمس عند نقابة المحامين (أعزها الله) عن شعب غزة وانقذوا غزة ...إلخ ... ولم أرى لافتة واحدة عن (انقذوا الوايلي او انقذوا امبابة او شبرا الخيمة) او شعارات من قبل (لا لزيادة الاسعار) (أبطال الطوابير مخلدون في ذاكرتنا) إلخ ..
وأيضا على مستوى الناشطين على الانترنت والعديد منهم من المدونين وكتاب المواقع والمنتديات .. فبينما رأيت ملايين من البانرات من عينة (انقذوا غزة) (غزة لن تموت) (فداءك يا غزة) (إلا رسول الله) (أطفالنا في الشيشان) (غزة في القلب) (افرجوا عن فلان) (الحرية لعلان) .. إلخ
لم أجد حملة محترمة ولا بانرات مثل (انقذوا الفقراء في مصر) (القاهرة لن تجوع) (إلا رغيف الخبز) (أطفالنا في الشوارع)ا
ربما يتحدث الكثيرون منهم عن حرية التعبير وضرورة التغيير واستحالة قبول التوريث ويصل الامر بالبعض للدعوة لاعتصامات ومظاهرات واضرابات لرفض التوريث والمطالبة بحرية التعبير والديموقراطية والاصلاح والتغيير ... إلخ
وهي كلمات لا يعرفها رجل الشارع ولا تهمه في شيء .. ولذلك تبقى النخبة (بكل ألوانها) منعزلة تماما عن الشعب .. مهما طالبت ستبقى بعيدة تماما.
فلو سألت أي رجل يسير في الشارع عن مطالبه لن تخرج بأي حال عن لقمة العيش ومصاريف الدروس الخصوصية والخضار وكيلو لحمة في الشهر
كما انها مطالب مطاطة ومفتوحة ... لا للتوريث نعم للتغيير !!!
تغيير من ؟؟؟ إصلاح ماذا ؟؟؟؟؟؟؟ لا للتوريث فما البديل ؟؟؟
كلها مطالب مطاطة لا يمكن تحقيقها .. بينما يمكن لتلك النخبة تحديد مطالبها مثلما يمكن لكل طائفة تحديد مطالبها والسعي لتحقيقها بطريقتها.
حدثني صديق ان 3 مدونين في الكويت ساهموا في اسقاط حكومة كاملة !!! كانت مطالبهم محددة ورؤيتهم واضحة والبديل حاضر
مطالب مرحلية صغيرة ..فمهما صغرت فالاستجابة لها هي الانجاز الحقيقي ..!!
اقول قولي هذا
واتحسر لى رجال مصر في مقام آخر
اقول غطيني وصوتي يا صفية !!!