Thursday, October 02, 2008

حج




تجلس كل الليلة في تمام الحادية عشرة مساء
على مقعدها الخشبي الهزاز امام النافذة
ترتدي دائما شالها الصوف الاسود المفضل
الذي يحميها من لسعات الهواء الباردة شتاء

كل ليلة في تمام الحادية عشرة تغلق اضواء العالم
تستحضر روح رفيقتها الاثيرة فيروز

"زعلي طول انا وياك وسنين بقيت /جرب فيهن انا انساك ما قدرت نسيت"ا

تغمض عينيها تستسلم لثوان لرياح صوت الصديقة

وتتسلل روحها من جسدها ببطئ شديد
تخطو على اطراف الوجع بهدوء
وترحل على متن غيمة ضائعة

كل ليلة تصل دائما إلى حيث هو
تارة تقبل عينيه النائمتين
واخرى توصي الستائر والنوافذ
والاوراق والاقلام
ان تعتني به

ومرات تذهب لتراقبه
تدفع اصدقاءه للمزاح
فيرسمون ابتسامة متعثرة على شفتيه

احيانا كثيرة كانت تكتفي
ان تقترب من وجهه
تتنسم انفاسه
فتحيا
تشم رائحته
تتمتع بأمان لم يولد
إلا بالقرب منه

وتعود

حيث مقعدها الخشبي
القديم
تحتضن شالها
المهترئ
تفتح عينيها
لتنام








2 comments:

زفت said...

الخريف
حاضن الاطياف التي تأتي اليك راكبة اوراق الشجر الاصفر

اطياف شكلتها الذاكرة وغيرت من تفاصيل اصحابها فجعلتهم الان اكثر حميمية ودفئا بعد ان غاب حضورهم الجسدي لأسباب لم تعد انت تذكرها ولم تعد ذات اهمية

تخاف احيانا ان تختفي قسمات وجههم فيختفي قسم من حياتك منك انت فتكثف فعل الاستذكار لكي تتشبث على الاقل بالانطباع الاخير الذي تركه صاحب/ة
الطيف معلقا على جدار الذاكرة

وكما تثير صور الطبيعة الصامتة لديك انطباعا وجدانيا...سيحدث نفس الشيء لصاحب الطيف بعد ن يمر وقت كاف او يحضر الى ايامك انسان اخر...لكي يبقى او ليترك طيفه وراءه لخريف قادم

ليس هناك اجمل من كلمات اغنية فيروز:

بتذكرك كل ما تيجي لتغيم
وجك بيذكر بالخريف
ترجعلي كل ما الدني بدها تعتم
متل الهوا الي مبلش عالخفيف


شكرا لصاحبة المدونة

Anonymous said...

وعليكم السلام

أتمنى التوفيق لهذا الموقع القيم جدا

وفعلا محتوى الموقع مفيد جدا واستفد منه الكثير

www.fr7ty.com/vb

www.fr7ty.com