Saturday, October 25, 2008

عزيزي الدكر .. لا علاقة للأمر بليلى



وكلامي اليوم سيكون لعزيزي الدكر :ا
نعم دكر (بالدال) ليس خطئا مطبعيا ولا كيبورديا ..الدكر كما يمجده المجتمع
كلامي موجه للذكر .. وليس للرجل.. فكلمة الرجل لها عندي مفهوم ومعنى مختلف تماما لا علاقة له بالنوع الإنساني ولا باي أعضاء جسدية تثبت النوع او توضحه. كلامي اوجهه للذكور بحسب النوع .. والذكر لا يشترط ان يكون رجلا بالضرورة

ولكن لا مشكلة لدي ان يقرأ كلامي أيضا الرجال على ندرتهم

عزيزي الدكر
..ه

لا أتوقع منك أن تفهم أو تدرك ما أنا بصدد الحديث عنه بأي حال من الأحوال. فكلماتي التالية نابعة من عقلي الذي هو مصدر التفكير وموقعه في المخ وهو ذلك العضو الكائن أعلى رأسي .ا
أعذرك تماما يا عزيزي ان لم تفهمني لأني أعرف ان فكرك ينبع من مكان آخر تماما في جسدك، كائن في نصفك الأسفل. لذلك فعملية التفكير بالقطع مختلفة بيننا.ا


أود آسفة أن أعلمك بحقيقة مرة .. وهي أن كثيرا مما قالته لك الست والدتك لم يكن صحيحا تماما. وانها فقط كانت تتعامل معك بمنطق ان (القرد في عين أمه غزال). فأرجو ألا تصدق كل العبارات التي طالما رددتها على مسامعك في طفولتك (انت راجل وملو هدومك)(اي واحدة تتمناك. انت شاور كده وهما يترموا تحت رجليك) (كلمتك تمشي على اخواتك البنات كبيرهم قبل صغيرهم) (واكسر للبنت ضلع يطلع لها مش عارف كام) (والست اللي تعصى جوزها ماتستاهلش تعيش..عشان بتزعل الراجل اللي آنيها) وكل الموروث الشعبي المقزز الذي أورثته لك المسكينة بإنجابك.ا

ولا كلام والدك واشقاءك بأن (البنات دول كلهم ....كل واحدة عايزة بس مايبانش عليها)(يتمنعن وهن الراغبات) (والرفض ده دلع ودلال) (هي بتبقى مبسوطة بس مكسوفة ومش عايزة تبين) (البنات بيحبوا المعاكسة عشان بيحسوا انهم حلوين) (طالما بتؤدي واجبك الزوجي تمام .. يبقى المدام خدامة تحت رجليك.. شغلتها اللقمة والهدمة والنومة)ا.


معلش .. هاصدمك .. الست طلعت بني آدمة.......تخيل !!!!!!!!!!!!!!!!!ا
لديها شعور واحساس وتفرح وتغضب وتتألم وترغب وترفض مثلك تماما

انتظر .. لا تغضب.. أعرف تماما انك حتى هذه اللحظة وربما بعدها كنت تعتقد وتؤمن ان المرأة ما خلقها الله إلا لمتعتك ومكافئتك على تعبك في الدنيا.. وان وظيفتها في الحياة وسبب خلق الله لها هي ان توفر لك حياة مريحة ..أكل كويس وبيت نضيف وتلبية لرغباتك بلا تقصير ثم انجاب أطفال يحملون اسمك الغالي تفخر بهم امام الاهل والاقارب كدليل على قدرتك ونجاحك ومقدرتك على فتح بيت، شريطة ان تنجح هي في تربيتهم مع الاحترام الكامل لمهامك الاشرافية .. هم في النهاية ولادك وشايلين اسمك .. ومش مهم طبعا القطة اللي ولدتهم .. دي مجرد وسيلة لانجاب العيال. ما انت مش هتعمل كل حاجة لوحدك برضه

اعرف ان من الصعب بمكان بعد كل ما سبق يحدث بيننا تفاهم على اي مستوى من المستويات. ولكن بعد اقراري بتلك الحقيقة الصادمة اود لو علمت التالي:ا

-أرجو ألا تنتظر مني اي تعاطف مع احتياجاتك ولا كبتك ولا عجزك عن السيطرة على نفسك في الشارع أمام أي انحناءات أنثوية
-ما ورثته من مفاهيم عن المرأة سواء جاءك من رجال او نساء في حياتك، ليس بالضرورة يجب تطبيقه علي
-انا إنسان مثلك تماما.. ولم يخلقني الله لا متعة ولا مطية ولا وسيلة لأحد
-الكلمات الخارجة والسفالة اليومية واللمس والتحرش والانتهاك والنظرات الجارحة في الشارع لا تعجبني
-لأ .. تعني لأ
-للمرأة طريقة أخرى في النظر للأمور ولذلك مش كل واحدة ماشية في الشارع (عايزة). أعرف ان ذلك أمر صعب التصديق نظرا لعملية التفكير الخاصة بك ولكن تلك هي الحقيقة
-رؤيتك ومفهوم للفضيلة والأخلاق لا يعنيني ورجاء لا تطبقه علي
-أرجو ألا تعتقد انه لا يمكننا المعاملة بالمثل أو بالأسوأ

ولحديثنا بقية


المسؤولة عن كل ماجاء أعلاه،
هي


====================================================================

رسالة لعزيزي الرجل: مع بالغ تقديري
الصورة من الموقع ده

أعلم انك احيانا ترى اني أبالغ واضخم من حجم الامور حينما اتحدث عن كياني كامرأة وعن ما يزعجني
اعرف انك تحاول ان تفهم ولكن المسألة صعبة. ولا ذنب لك .. لانك لم تكن ابدا في موقف مماثل لتتعرض لما اتعرض له انا يوميا

فلا يمكنك ان تتخيل مهما حاولت:ا
-
انك تضطر تغير الشوارع اللي بتمشي فيها اتقاء لشر بائع او مبتعدا عن مكان خروج مدرسة بنين في وقت الذروة
-لما ماتقدرش تستمتع بالمشي في الشارع زي بقيت الناس من غير ما عيون تركز عليك وتفحصك. بنظرات تنتهكك
وده اقل واجب طبعا
-لما تنزل من بيتك كل يوم
(كل يوم) وانت مرعوب خايف وعامل حساب هتسمع ايه النهاردة يسم بدنك ويفسد يومك كله
او تتعرض لما هو اكتر من كده
-انك تدخل مكان عام او تمشي في الشارع وانت حاسس ان على جسمك مليون عين بتفحص كل جزء فيك وكل حركة وكل نفس
-انك تتحول على لسان البعض من بني آدم ماشي في الشارع لعضو .. يعني تتحول من بني آدم إلى دراع او رجل او صدر او اي عضو تاني اكثر احراجا ليك
-ان تشعر بحالة قلق دائم واضطراب اثناء مشيك في الشارع .. تقوم بحساباتك في ثوان لتقييم ما اذا الشخص القادم في الاتجاه المقابل يمكن ان يؤذيك أو لا
-ان تضطر ان تتعامل وتتحدث لزميل لك في العمل وهو يتفحص جسدك بطريقة سافلة دون ان يستمع لاي كلمة مما تقول
-ان يهينك أحدهم ويذلك ولا تستطيع ان ترد أو تفعل اي شيء وإلا تعرضت لمزيد من البهدلة
-ان يتم انتهاكك وجرحك يوميا ويرى المحيطون بك انه امر بسيط .. ويقول لك احدهم (هي الشتيمة بتلزق) (او معلش عيل طايش)ا
-ان تضطر لعمل حسابات دقيقة ومكررة لكل شيء كلما فكرت في ان تخرج من بيتكوا
-ان تضطر آسفا ان تستعين (بشنب) قريب او أخ او صديق كلما فكرت في التوجه لقضاء مصلحة عامة او ذهبت لمكان تجمع
-ان يعتبرك الناس في الشارع صيدة وفرصة سهلة لمجرد انك تسير وحدك
-ان تضطر ان تشبه كل الناس وألا تتميز لا شكلا ولا موضوعا حتى لا تكون محط أعين غير مرغوب فيها
-ان تجد نفسك مضطرا لان تبدوا قبيحا وترتدي الرث من الملابس إذا ما قررت السير لاكثر من 15 دقيقة في شوارع القاهرة

ادرك تماما انك حاولت كثيرا التخلص من ميراثك الثقافي فيما يخصني ونجحت إلى حد بعيد في ذلك. ربما هناك بعض الامور ولكنك على الأقل تحاول

ربما عليك ألا تصدر احكامك المطلقة علي دائما.
أو على الأقل حاول جاهدا ان تنظر إلى ما هو أبعد من العيون المكحلة والتنورة المكشوفة والرقة البالغة.. حاول جاهدا ألا تعاملني كقطعة من البسكوت الهشة. او تتوقع ان أكون كذلك. فإن لم أكن .. وصمتني بأني عسكري

أعرف ان عقلي يخيفك في أحيان كثيرة .. وكثيرا ما لا تسعفك ثقتك بنفسك أمامي. إعلم عزيزي انه يمكنني أن أرى ذلك جيدا فلا تحاول اخفاءه بالتقليل من شأني أحيانا.ه
ادرك أيضا انك تؤيدني كثيرا وتعرف حجم معاناتي اليومية مع الذكور (معدومي الرجولة) في الشارع او العمل واعرف ان كثير من ردود أفعالك تأتي غالبا من محاولة حمايتي والخوف علي .. وصدقني أقدر ذلك كثيرا واحترمه فيك

ولكني ايضا اتمنى ان يكون لك رد فعل إيجابي تجاه الذكور ايضا وليس تجاهي فقط. رغم الفارق بينكما فالنوع يجمعكما
ولذلك يقع على عاتقك دور كبير جدا جدا جدا في مواجهة ذكور المجتمع وردعهم وليس فقط في محاولة حمايتي بشتى الطرق

عزيز الرجل .. ما بيننا دائما هو علاقة تكامل .. وليس منافسة .. انا لا أطالب بمساواتي بك .. فالأمر ليس منافسة هنا.. ولكني أطالب باتحادنا .. بتكاملنا .. بأن تراني كما قال وصفني الكتاب المقدس (معينا نظيرك)ا


وفي النهاية عزيزي الرجل .. اشكرك اينما كنت واقدر انك مازلت تتمتع بصفة عز وجودها في ذلك الزمان
واتوقع منك الكثير .. ومن فضلك .. توقع منك الكثير أيضا

المخلصة دائما
هي


====================================================================
لذا لزم التنويه::::::::::ا
لست نسوية ..او فيمينيست كما يطلقون عليها ..مما يزعج صديقتي النسوية كثيرا .. ولكنها الحقيقة
لست من دعاوة المساواة ولا احب الحركات النسوية. ربما ترى صديقتي ان شخصيتي تناسب فكر النسوية كثيرا، ولكن ببساطة الرجال الذين تعاملت معهم في حياتي معاملة حقيقية (في محيط الاسرة والعائلة والاصدقاء واحيانا العمل) كانوا رجالا وليسوا ذكورا. فلم أعاني من نموذج سلبي صارخ للذكر في حياتي يجعل من القضايا النسوية اولوية في حياتي

كما اني لست من المشاركين في حملة كلنا ليلى ولا في اي حملة أخرى للمراة "المضهدة" واعلنت بوضوح رفضي الكامل للمشاركة لا في الحملة ولا في الفعاليات الاعلامية اللاحقة لها وذلك لأسبابي الخاصة التي لا مجال للحديث عنها الآن

كما اكره الاستغلال الاعلامي للأحداث .. ولست شريكة ولا مشاركة في أي حملة .. إلا انه من الطبيعي ان اتأثر بما يكتب لم استطع أن اكبح قلمي بعد قراءتي لما كتب هنا وهنا التعليقات أيضا
وهما بوستين للعزيزة بنت القمر والعزيز الاستاذ احمد شقير

واوجه تحية خالصة لمراقب مصري على تعليقه القوي جدا على بوست الاستاذ احمد شقير
يا مراقب ... انت قلت اللي كان واقف في زوري بصراحة

19 comments:

Unknown said...

لا انا عايزة اقولك انك قولتى كل اللى كان واقف فى زورى بصراحة وبجد

بشكرك جدا والله .. يمكن بالبوست ده عرفت قد ايه فى ناس زيي وبيعيشوا نفس معاناتى اليومية فى فكرة " الخروج من البيت " .. اللى بعانى منها كل يوم فى الخروج لأى حتة

بدءاً من الجيران او حارس العقار او البقال حتى رؤسائى فى العمل

وحسبى الله ونعم الوكيل وربنا يارب يخرجنا من الدنيا دى على خير اللهم امين


خالص تحياتى وحبى واعتزازى وتقديرى لشخصك الكريم

دنـيـا محيراني(ايناس لطفي said...

اول مره اجي ومش هاقول غير
تسلم ايديكي وعقلك
تحياتي

ابن المليونير said...

بصراحة ادميتى قلبى بكلامك .معاكى فى كل حرف كتبتية و بأسف ليكى على معاناتك اليومية انتى و أختى و أمى و بنت بلدى و ارجو انك تسامحينى لأنى كنت واحد من المشاركين فى تلك الوليمة حتى ايام قليلة قبل توبتى

ابن المليونير said...
This comment has been removed by the author.
ابن المليونير said...

العزيزة ماريان
دة من أوضح ما قرأت عن ظاهرة التحرش الجنسى و حبيت بس أشارك حضرتك بيه

قاله دكتور علاء الأسوانى فى الدستور
بتاريخ 24/11/2008

فى معرض إجابتة عن تسأول بعنوان

لماذا يتحرش المصريون بالنساء..؟

الإجابة التقليدية لهذا السؤال تقول:
إن النساء برغم كونهن ضحايا التحرش الجنسي إلا أنهن أنفسهن المتسببات في حدوثه، لأنهن يرتدين ملابس ضيقة أو عارية تثير شهوة الشباب مما يدفعهم إلي التحرش بهن.. وهذا الكلام يحمل في الواقع مغالطة كبري ومنطقا معوجا، وكأن المرأة يجب أن تتحمل الذنب دائما حتي عن الأخطاء والجرائم التي ترتكب في حقها.. أو كأن هؤلاء الشباب مجرد حيوانات ليس بمقدورهم التحكم في غرائزهم فما أن يلمحوا امرأة في ثوب ضيق حتي يثبوا عليها وينتهكوها فورا..

علي أن هذا المنطق الظالم الذي يلوم الضحية قد تهاوي مؤخرا وتبين أنه عار تماما عن الصحة..فقد أثبتت الدراسات أن أكثر من 75 % من السيدات اللاتي تعرضن للتحرش الجنسي في مصر من المحجبات، بل إن الفيلم المتاح علي الإنترنت الذي يصور واقعة التحرش الجماعي التي حدثت في وسط القاهرة منذ عامين، يكشف لنا كيف نهش المتحرشون عرض فتاة كانت ترتدي الإسدال الذي يغطي جسدها كله.. . أضف إلي ذلك أن المجتمع المصري ظل حتي نهاية السبعينيات يتقبل اجتماعيا فكرة أن ترتدي المرأة مايوهاً يكشف عن أجزاء من جسدها أمام الرجال، وكانت الشواطيء وحمامات السباحة في الأندية كلها تشهد آنسات وسيدات ينزلن إلي المياه بالمايوهات بدون أن يتحرش بهن أحد، بل إن الموضات التي انتشرت في تلك الفترة مثل الميني جيب والميكروجيب كانت تكشف عن ساقي المرأة وكانت نساء كثيرات في مصر ترتدين تلك الملابس في أماكن العمل والدراسة وفي المواصلات العامة وكانت الملابس القصيرة آنذاك تثير حفيظة المحافظين من الناس لكنها لا تدفعهم أبدا إلي التحرش بالنساء.. المؤكد إذن أن التحرش الجنسي مرض وافد علي المصريين ولم يكن موجودا ـ كظاهرة ـ في مصر قبل ثلاثين عاما.. كما أن الحافز إلي التحرش الجنسي أبعد بكثير من الملابس الضيقة أو العارية. . إن ظاهرة تحرش المصريين بالنساء، التي استفحلت في الآونة الأخيرة تحمل بلاشك أبعادا اجتماعية واقتصادية عديدة: فهناك الكبت الجنسي وتأخر سن الزواج والبطالة والفقر وانتشار العشوائيات والإحباط والفراغ والإحساس بانعدام العدالة، كل هذه في رأيي عوامل مهمة لكنها مساعدة، أما السبب الأصيل في رأيي لانتشار التحرش الجنسي فهو تغير نظرتنا إلي المرأة.. فعبر التاريخ الإنساني كانت هناك طريقتان للتفكير في المرأة: الطريقة المتحضرة تعتبر المرأة كائنا إنسانيا حدث أنه أنثي، كما أن الرجل كائن إنساني حدث أنه ذكر، وهذه النظرة المتحضرة تعترف للمرأة بكل طاقاتها وقدراتها الإنسانية ولا تختصرها في كونها أنثي وهي بالتالي تتيح مجالا واسعا للتعامل الإنساني المحترم فطبقا لهذه النظرة سوف يتعامل الرجل مع زميلته أو تلميذته أو أستاذته في الجامعة باعتبارها إنسانا وليست مجرد أنثي يشتهي مضاجعتها.. أما الطريقة المتخلفة لرؤية المرأة فهي تختصرها في كونها جسدا يشتهيه الرجل وهي تعتبر أن المرأة أولا وأخيرا أنثي، أداة متعة ووسيلة غواية وماكينة لإنجاب الأطفال، وأي نشاط للمرأة خارج وظائف الأنثي يظل فرعيا وهامشيا. والحق أن مجتمعنا المصري، منذ القرن التاسع عشر، قد قطع شوطا كبيرا ومبكرا في التحديث، وبالتالي تمتع المصريون مبكرا جدا بنظرة متحضرة تحترم إنسانية المرأة. وقد كانت المرأة المصرية رائدة النساء في العالم العربي. كانت أول من تعلمت وأول من توظفت وأول من قادت السيارة والطائرة وأول من دخلت البرلمان وأول من شغلت منصب وزيرة بين نساء العرب.. وقد سادت في مصر نظرة متحضرة تحترم آدمية المرأة حتي أوائل الثمانينيات، حين تعرضت مصر لموجة عاتية من الفكر السلفي الوهابي، الذي يقدم رؤية مختلفة تماما للمرأة. فالمرأة في نظر السلفيين جسد أولا وأخيرا وأكثر ما يشغلهم هو تغطية هذا الجسد، «منذ أيام دعا شيخ سعودي بارز النساء المسلمات إلي ارتداء النقاب بعين واحدة درءا للفتنة وحماية للأخلاق» هذه النظرة التي تلخص المرأة في كونها جسدا تجعل منها تلقائيا غنيمة جنسية محتملة في أي وقت، وهي تعتبر المرأة كائنا بلا إرادة أخلاقية تقريبا فلابد أن يصحبها دائما رجل من أهلها ليحميها من الآخرين ومن نفسها أيضا.. وبالتالي فإن اعتبار المرأة مجرد جسد يدفع باتجاه استهدافها في أول فرصة يأمن فيها المتحرش من العقاب.. إن النظرة المتخلفة للمرأة المنتشرة الآن في مصر تم استيرادها للأسف من مجتمعات بدوية صحراوية كانت مصر متقدمة عنها بشوط كبير في كل المجالات الإنسانية. وبدلا من أن نساعد هذه المجتمعات علي التقدم الإنساني أصابتنا عدوي أفكارها المتخلفة. إن الشباب الذين يخرجون في الأعياد ليتحرشوا بالنساء في الشوارع، يطبقون ببساطة ما تعلموه عن المرأة، فإذا كانت المرأة مجرد جسد، وإذا كانت لا تمثل إلا الشهوة واللذة، وإذا كانت مصدر الغواية، فلماذا لا ينتهكها كل من يأمن العقاب؟! وقد التقت جريدة «المصري اليوم» بعض المتحرشين فأكدوا جميعا أن أي امرأة تنزل للنزهة يوم العيد تريد أن يتحرش الشباب بها.. وهذا المنطق مطابق تماما للنظرة السلفية المتخلفة للمرأة . فالمرأة تحمل الغواية في دمها وإن تظاهرت بالعكس، وعلي الرجل أن يحرس حريمه بمنتهي الحذر، أما المرأة التي تخرج وحدها في يوم مزدحم فليست إلا ساقطة تريد من الشباب أن يتحرشوا بها جنسيا.. لقد استبدلنا بنظرتنا المتحضرة للمرأة نظرة متخلفة تتستر بالدين الذي هو في الواقع بريء منها، ولقد بدأنا ندفع ثمنا باهظا لهذه الأفكار المتخلفة قبل أن ندعو الشباب إلي عدم التحرش بالنساء علينا أن نعلمهم أولا كيف يحترمون المرأة؟. علينا أن نكف عن مناقشة ماذا ترتدي المرأة وماذا تخلع؟ وإذا كان يجب أن تغطي أذنيها أو تترك خصلات شعرها متدلية.. علينا أن نكف عن هذه النظرة المتخلفة المهوَّسة في الواقع بجسد المرأة وإن دعت إلي تغطيته وتظاهرت بالتقوي.. علينا أن نستعيد أفكارنا المصرية المتحضرة وأن نتذكر أن المرأة هي الأم والأخت والابنة وهي كائن مساو للرجل تماما في القدرات والحقوق والواجبات.. علينا أن نبرز لهذا الشباب نماذج لنجاح المرأة المهني وتميزها العقلي، يجب أن يتعرفوا علي المرأة الطبيبة والمهندسة والقاضية..وعندئذ يدركون أن المرأة لديها إمكانات إنسانية حقيقية أهم بكثير من جسدها.. وعندئذ ، فقط ، سيكفون عن التحرش بالنساء في الشوارع.

تحياتى

فانتوماس said...

كلام علاء الاسواني رائع فعلا كنا ننظر للمراءة بطريقة محترمة الي ان جاء البترودولار بكل ثقافته الهمجية وامواله التي يدفعها لنشر تلك الثقافة البغيضة... ما يحيرني كيف لاينظر الدكر لنفسه كشيء اقل من الحيوان الذي لايستطيع التحكم في مشاعرة المستثارة علي طول ..حاجة تقرف ..المصيبة ان اي رجل محترم ربما لايستطيع ان يردع دكرا في الشارع يتحرش بأي انثي لانه يخاف علي نفسه وعيلته فمن سيحميه لو كان الدكر مسلحا وامن في الكازوزه

زفت said...

حقا انه لشيء مقرف ان يتم نقاش الاجرام الجنسي بمثل هذا الكم الهائل من السفسطة والابتكار في ابتكار تبريرات فلسفية لدوافع هذا التصرف الحيواني المريض وانا لا اتكلم عن من يرى في "الانثى" وجسدها عورة ومن يلومها على "غوايتها" للمنحرف, فهؤلاء ليس لي نقاش معهم كما ليس هناك نقاش مع من يزال يعتقد ان الارض مسطحة, هؤلاء اعتبرهم قطعا من "البراز" الانساني الذي احاول تجنبه, وليس في ذلك غرور او استعلاء وانما كي يبقى لي امل في البشرية اغمض عيني عنهم بعد ان حاولت ان اغير شيئا وفشلت. اعرف ان اغماض العينين (عن النقاش معهم) هو امتياز لا تستطيعين انت ممارسته لان هؤلاء لا يناقشون المراة وانما تؤسس قناعاتهم بشكل مباشر وغير مباشر لانتهاك حقوقها واستقلاليتها كفرد وكأنسان وكمواطن. بمعنى ما فكر هؤلاء هو "مصدر الشرعية المجتمعي" للاجرام الجنسي, لكن القانون الجنائي لا يعاقب على الافكار في العادة.

حين اقول نقاش الاجرام الجنسي واصفه بالمقرف (اي النقاش), اقصد بالتحديد هؤلاء ممن يتبنون خطاب "الضحية تجني على الضحية" بالذات في الجرائم الجنسية ليس لاهداف بحث منهجي في مجال علم الجريمة وليس في اطار برنامج سياسي يقترح مشروعا تثقيفيا او اصلاحيااو علاجيا لمرتكبي الجرائم الجنسية وانما لهدف التعاطف وكسب التأييد مع الجاني عبر اضفاء سمة الضحية عليه وتوظيف هذه السمة عند تقييم فعله الاجرامي وتقييم العقاب الذي يستحقه.

ما يميز هذا الخطاب هو الولوج الى عالم المجرم ومحاولة استقراء ماضيه وطفولته و"كم هو بسيط" وانسان مسالم في العادة, وكيف انهم لم يعلموه ان يتعامل مع المرأة, لذا عندما كبر لم يستطع التفاهم معها, وان ما فعله كان مجرد سوء تفاهم لم يقصد هو ان يصل الامر الى ما وصل اليه, وانه كان يقصد الاقتراب منها فعندما صدته بعنف سيطرت عليه القيم الذكورية التي تربى عليها وفقد السيطرة على اعصابه الخ الخ.
هذا الخطاب هو بالتحديد خطاب محام دفاع في قضية جنائية ينتهج ما يسمى بلغة القانونيين تقنية
"ENTERING THE ROOM" اي نقل القاضي/المحلف/القاريء الى داخل "الحدث" من وجهة نظر موكله وبكلمات اخرى عرض قراءة للحدث بتفاصيله من وجهة نظر الموكل ومن منطلق احكامه القيمية وقناعاته وشعوره وتردداته والمه وخوفه لكي يرى القاضي/المحلف الحدث ليس قائما بحد ذاته وانما في سياق منظومة القيم التي يحاول سارد القصة (المحامي) عرضها ومن منظور حياة موكله.

طبعا يحاول محامي الدفاع من خلال هذه التقنية ان يهمش "قصة" الطرف الاخر وهي ضحية الاعتداء الجنسي في هذه الحالة, ويجعلها هامشا على قصة موكله بالتحديد, فشعورها وانتهاكها بكل بشاعته وقصتها هي وانعدام اي شعور بالامن بعد انتهاك جسدها وشخصها في الحيز العام, كل ذلك مؤسف وفقا لهذه القصة لكنه لا يحظى باي تفصيل او تعاطف وحميمية, هو مجرد واقعة حدثت لانسان مجرد لا يلعب دورا رئيسيا في هذه "القصة" وليس من ابطالها وعالمه الخاص وتاريخه ليس ذي علاقة بالمنطق الداخلي لاحداث هذه القصة وسيرها.

هي تقنية قانونية جيدة لا شك لكن هناك مشكلة بسيطة. بينما يؤدي محامي الدفاع واجبه مدفوع الاجر ان كان مقتنعا بعدالة قضية موكله ام لا (ويجب عليه ان يؤدي واجبه ان اختار ان يدافع, لان كل متهم يستحق فرصة ان يدافع عن نفسه امام القضاء) يدل اختيار هذه الزاوية لمعالجة مثل هذا الموضوع من قبل مدونين و"مثقفين" على التعاطف الاختياري او على الاقل اللاواعي مع عالم القيم الذي يمثله الجاني - ليس بالضرورة انهم يؤيدون عمله هذا- لكن بالتاكيد هم يحاولون "انسنته" ونفي صورة المجرم "الوحش" عنه, مرة اخرى ليس كمشروع علاجي او اصلاحي تثقيفي يحاور المجتمع الذكوري ويحاول التاثير عليه عبر ابراز بشاعة الاعتداء الجنسي, بعده المرضي وتأثيره الهدام على ضحية الاعتداء وانما في سياق كسب التعاطف للمعتدي الفرد الواحد كممثل لشريحة ذكورية هي بدورها ضحية.

سيداتي انساتي ساداتي

في جرائم الاعتداء الجنسي الي مالية البلد هناك فقط ضحية واحدة - التي اعتدي عليها باللفظ و/او بالنظر و/او باليد. وما دام لسه منؤمن انه الجاني هو الجاني في كل الجرائم التانية رغم ان الظروف الي مر فيها برضه يمكن تكون بنت كلب, فبلاش نبتدي نجرب في فلسفة ثنائية الجاني/الضحية في الجرائم الجنسية بالذات

معلش
اصل احنا مش ناقصين

Moon-baby said...

اشكرك يا ماريان على وصفك الدقيق لحالة البنت قبل ما تفكر تنزل الشارع و الاحتياطات اللي بتاخدها و المخططات ( و المخططات البديلة) اللي بترسمها في مخها لو حصل موقف معين....انا شخصيا بامشي عيني في وسط راسي...صدقيني مش ببص قدامي بس..ده انا ببص قدامي و ورايه و يمين وشمال و ساعات كتير برمي ودني علشان لو اي قذر فكر يعمل حاجة

"ان تجد نفسك مضطرا لان تبدوا قبيحا وترتدي الرث من الملابس إذا ما قررت السير لاكثر من 15 دقيقة في شوارع القاهرة" :)) انتي بردو بتعملي كدة؟


بالنسبة لمفهوم الرجولة...فهو غير واضح لبعضهم...الرجولة ليست في الشخط و فرض الاراء ...و لا هي مجرد ان يقوم الرجل بواجباته الزوجية...رجولة يعني احتواء و حضن دافي مفتوح

مش عايزة اطول عليكي...بس زي ما واحد قال اللي واقف في زورك انتي قولتي كل الواقف في زوري :))

Love and respect

Shazly said...

انا معاكى فحاجات كتير اوى
وانا كولد بحس انى لما ببص لبنت فالشارع نظره فيها شهوه
بتقلل منى..على الاقل قدام نفسى
ان مكنش اللى حوليا شايفين كده

على باب الله said...

بعد قراءة مقالك حسيت أني شخصياً مشارك بشكل أو بآخر في الجريمة اليومية اللي بتحصل للبنات في الشوارع

أكيد مش ها أقدر أفهم بشكل كامل كل المصايب اللي بتمري بيها و بتمر بيها كل بنت في الشارع

علشان كده محتاج بنات زيك كده يفهموني و يفوقوني و يقولوا لأ

bluestone said...

إنسانة:
اشكرك على زيارتك
واكيد هي معاناة كل يوم لأي بنت
--------------------------------------
إيناس لطفي:
مشكورة على الزيارة
وياريت تتكرر
-------------------------------------

bluestone said...

ابن المليونير:
اهلا بيك
واشكرك على المشاركة الثرية

وحمدلله ع السلامة وتوبة مقبولة


:)

bluestone said...

ماريان:
فانتوماس:
متفقة مع كلام الاسواني لحد كبير جدا
بس اللي عندي رغبة حقيقية في التركيز عليه بجد هو الحلول
لاننا اخدنا وقت طويل في مناقشة الاسباب والمشكلة بتتعقد زيادة

المشكلة ان المتحرش مش شايف انه غلطان
لانه اصلا اتربى على ثقافة عدم تحمل المسؤولية والتماس الاعذار ليه بشكل مستمر
هو دايما معذور لاي سبب من الاسباب
من طفولته
لو ضرب اخته يبقى معذور بيخاف عليها ويحميها
لو اذى زوجته تبقى مراته وهو حر فيها وهي السبب هي اللي ضايقته

دايما فيه عذر مفاده في النهاية انه راجل

دلوقتي بقى ضروري نناقش حلول
لو كل راجل في الشارع امتنع عن ردع المتحرش .. هتفضل الست في مواجهته لوحدها وده اسوأ حل
===================================

bluestone said...

لاعب النرد:
معك حق تماما

حقا انه لشيء مقرف ان يتم نقاش الاجرام الجنسي بمثل هذا الكم الهائل من السفسطة والابتكار في ابتكار تبريرات فلسفية لدوافع هذا التصرف الحيواني المريض

بالنسبة لي مواجهة هذا "البراز" الإنساني أمر لا مفر منه
تضطر للتعامل معهم يوميا بل وتشعر ان عيونهم تلتصق بجسدك احيانا إلى حد تود لو قمت بغسله بماء نار

اما هؤلاء اصحاب نظريات وتبريرات الفعل الحيواني فهم أكثر إثارة للغثيان

اقدر واحترم بشدة ما قلته من قراءة عميقة لواقع مؤسف
تحياتي وشكري غير كافيين على الإطلاق

bluestone said...

موون بيبي:
المخططات والمخططات البديلة دي اخدت مننا راقات

====================================
laugh story:
ده الاحساس المحترم اللي نفسنا يوصل لكل الناس

تقديري لاحترامك لرجولتك واخلاقك في المقام الاول
================================

bluestone said...

على باب الله:
لسه فيه امل

قوللي محتاج تعرف وتفهم ايه وانا وبنات كتير يسعدهم جدا انهم يعرفوك ويفهموك كل اللي انت عايزه

ست الحسن said...

مساء الخير

أنا أول مرة أعلق هنا بس مش أول مرة آجي المدونة

بصي
النص الأولاني من المقال بتاع الموروثات والأمهات بتربي ولادها على ايه
ده كان بالنسبة لي مستفز

بصراحة طول عمري موجودة وسط الرجال أو الذكور كما تسمينهم
في البيت والشارع والكلية والشغل

والحكاية مش بالطريقة الزايدة أوي دي
على فكرة أنا ساكنة في منطقة شعبية
يعني محدش يقولي يمكن ده عندكو بس

صحيح أخويا بياخد حقوق أكتر مني
بس هو عارف ان ده غلط صحيح بيتخانق معايا لو لبست حاجة ضيقة شوية وبيعمل فيلم
بس في الآخر بيهدا وبيقتنع اني هاعرف أحمي نفسي
صحيح بيطلع عيني لكن الموضوع يمكن التعامل معاه

صحيح في الشارع والكلية والشغل الناس بتقيمك بشكل جسمك بس ده بيبقى قبل ما يتكلموا معاكي ويعرفوكي

صدقيني بعد عشر دقايق من بداية الكلام بيبصوا لعنيكي ويختلفوا او يتفقوا معاكي... وبعدها بيبقوا مجبرين على احترام البني آدم اللي أدامهم

الرجال أيضاً يائسين وتائهين وأحياناً يتصرفون بطريقة لا يقرونها بأعماقهم
قليلاً من التفهم سيفيد جداً



النص التاني
الخاص بالشارع والناس
ده مس قلبي أووووي وبجد أنا بعمل زيك ودي نفس مشاعري تجاه الأمر

فعلاً بحس بغضب شديد أوي لما معرفش أمشي في الشارع من غير مايبان علىَّ اني متحفزة وغضبانة ومش طايقة نفسي

بجد
الموضوع بتاع الشارع بأة صعب أوي


على فكرة
مفيش تناقض في كلامي
الناس اللي ف بيتي وف بيتك هما اللي بينزلوا الشارع وبيضايقوا البنات
أنا عارفة

بس متهيأ لي الناس لما بتعرف البني آدم اللي أدامها بجد بتعرف تتعامل أحسن
ودايماً هيبقى فيه ناس قابلة للإقناع وللتفهم

اقصوصه said...

صح لسانك :)

bluestone said...

ست الحسن:
انتي تنوري سواء علقتي او لأ

شوفي اكيد لكل قاعدة استثناءات
لكن الاستثناءات ببساطة تثبت القاعدة في النهاية
وخلي بالك انا فرقت جدا بين الرجال
وبين الذكور
حظك حلو جدا لو كنتي عايشة بين الرجال وتعرضك للذكور فقط قليل

اخوكي بياخد حقوق اكتر منك
مين اللي ادهاله؟؟؟ البيت والمجتمع
مش مهم هو شايف ده غلط ولا صح
المهم انه بيحصل على الحقوق دي
وبيمارسها وهو عارف انها غلط
والوضع بيتدرج
يعني انتي اخوكي بيتخانق معاكي وشايف ان ده حقه
واحدة تانية اخوها بيضربها وبرضه شايف ان ده حقه

مش مهم تقييمك للتصرف ايه ان كان صح ولا غلط طالما في النهاية بترتكبيه والمجتمع مش بيحاسبك عليه

اكيد كل راجل عارف ان التحرش عيب
لكن المجتمع مش بيحاسب عليه وبيتم ارتكابه يوميا

كلنا بنحس نفس المشاعر احساسنا بالتقيد في الشارع ولازم الواحد زي ما علموه اهله يمشي زي العسكري

اكيد جارك لو كان متحرش او بيعاكس يعني في الشارع مش هيعاكسك
مش لانه يعرفك وبيقدرك
بس لانك عارفاه وممكن تعمل لي له فضيحة

==========================
اقصوصة:
كتر خيرك