استيقظت صباحا قبل السابعة ارتدت ملابس بسيطة كالعادة
جذبت حقيبتها من فوق (التسريحة) الصغيرة التي ازدحمت بأدوات وألوان مختلفة أغلبها لم تستخدم بعد
وان كان قد علتها بعض الاتربة
وغادرت ونسيت كالعادة أيضا أن تنظر إلى المرآة
تدير سيارتها بينما تحاول الابتسام بصعوبة في وجه بواب العمارة العجوز الذي يحيها بود صادق
(كنت بس عايز اقولك اسكندرية من غير عيونك شاطئ بلا بحر)ا
تنطلق مسرعة إلى عملها في الشركة التي صارت على قمة مجلس إدارتها قبل عامين
يعرف عنها اصدقاؤها عشقها للنظارات الكبيرة حتى ان البعض كان يطلق عليها النظارة السوداء. حاولت التخلي عنها كثيرا خاصة في الشتاء حيث يتسبب ارتداؤها للنظارات الشمسية في المزيد من السخرية ولكنها لم تتمكن من ازالة الهالات السوداء حول عينيها والتي غالبا ما تشير صباحا إلى إن صاحبتها إما قضت ليلتها في البكاء او تعاطي المخدرات
تنهي عملها في المكتب وتنزل إلى سيارتها مسرعة ..، تضع جهاز (الام بي ثري) الذي حصلت عليه كهدية في مناسبة لا تذكرها أو بدون مناسبة على الأرجح وتنطلق
(صباحك شيكولاتة بالبندق..وبس)ا
تدور لبضعة ساعات بسيارتها قبل ان تعود إلى المنزل
تقضي أمسياتها وهي تنقر بأناملها التي خلت من أي ألوان على لوحة مفاتيح جهاز الكمبيوتر المحمول في أمور تافهة في مجملها
اليوم تكمل عامها الخامس والثلاثين
تقرر ألا تطفئ أي شموع .. ترفض جميع دعوات الاحتفال من الاصدقاء
بينما تغاضت عن جرح سببه لها الأهل محاولين تجاهل اليوم .. اليوم الذي تتم في 35 عاما وهي مازالت تعيش بتلك الغرفة في منزل والديها
(مش عايز من الدنيا دي حاجة غيرك انتي وأمي)ا
استيقظت قبل السابعة كعادتها ولكنها اليوم تقف امام المرآة لاكثر من ساعة
ارتدت الجونلة الملونة التي يعشقها ووضعت عطرها القديم
اغلقت هاتفها وأبلغت سكرتيرتها انها مريضة
(هموت واخدك في حضني وابوس عيونك حالا دلوقتي) ا
أربع ساعات مروا وهي تتجول في شوارع القاهرة من حي لآخر
لم تفلح النظارات اليوم في اخفاء مشاعر غلبتها فأفسدت كحل عينيها التي اجتهدت صباح ذلك اليوم في وضعه
توقفت دقائق عند ذلك المقهى في الحي الكبير اشترت قهوته المفضلة ورحلت
(عيناك فجر ميلادي ولحظة حدادي/بهجة أيامي وأحزان أجدادي)ا
توقفت عن مقهى آخر يطل على النيل في الحي الهادئ .. رفضت عرض النادل في الجلوس إلى طاولة على الجانب.. وانتظرت حتى خلت طاولة ما وتوجهت إليها
طلبت قهوتها ومشروبه المفضل في تصرف لم يدهش النادل كثيرا
أخرجت علبة سجائرها
أشعلت سيجارة ثم أطفأتها ثم أشعلت أخرى ودخنتها
أخرجت زجاجة عطر صغيرة سألت شقيقها الأصغر عن اسمها بعد أن اصطحبته لمتجر العطور بحجة انها تريد شراء هدية لزميل في العمل
(انا عايز اكمل عمري معاكي .. عايز اعمل عيلة بس معاكي انتي وبس)ا
لا تكف أبدا عن الاندهاش من سبب احتفاظها بتلك الرسائل على هاتفها المحمول
صديقتها المقربة تسخر منها دائما لهذا السبب.. ولكنها تؤكد دائما انها ابدا ما خالفت وعد قطعته على نفسها
تغلق الهاتف وتدفع الحساب
خطوات أمام باب المقهى تركض طفلة في الثالثة من العمر
عينيين لامعتين وشهر بني داكن
تصطدم بقدمها فيسقط هاتفها على الارض
(احنا اللي ما بينا اقوى من كل حاجة..انتي قدري)ا
تنحني لالتقاط الهاتف، وتطبع قبلة على وجنة الطفل
(آسف آسف، معلش مش قلت لك يا مريم ماتسيبيش إيد بابي)ا
قبل ان ترفع عينيها كاد عطره ان يفقدها توازنها
فشلت في رسم ابتسامة مناسبة تماما في المواقف المماثلة
تسمرت للحظات بينما همت بمد أصابعها تلمس شعيرات بيضاء ظهرت على جانبي رأسه
ولكن سرعان ما تراجعت بعد أن لمحت أخرى تأتي من بعيد
فرت دمعة مفاجئة من عينيه المتحجرتين
حملت نظرتها إليه مزيجا من غضب وحنين ووجع لم تدري بأنها مازالت تحتفظ بها داخلها حتى اليوم
بل لم تكن تدري انه مازال حاضرا داخلها حتى ذلك اليوم
وانها يوما ما تمكنت من حل تلك الضفائر يوم قالت له
(انت متضفر في عمري..تعرف شكل الضفيرة ايه؟)
ابتسمت للطفلة وغادرت
لمحتهما يجلسان على طاولتها التي كانت طاولتهما يوما
تجنبت أن تنظر لنفسها في المرآة
طبعت ابتسامة مرة على شفتيها
أشعلت سيجارة أخرى
ألقت بالهاتف من زجاج النافذة
وانطلقت بسيارتها لمكان ما
جذبت حقيبتها من فوق (التسريحة) الصغيرة التي ازدحمت بأدوات وألوان مختلفة أغلبها لم تستخدم بعد
وان كان قد علتها بعض الاتربة
وغادرت ونسيت كالعادة أيضا أن تنظر إلى المرآة
تدير سيارتها بينما تحاول الابتسام بصعوبة في وجه بواب العمارة العجوز الذي يحيها بود صادق
(كنت بس عايز اقولك اسكندرية من غير عيونك شاطئ بلا بحر)ا
تنطلق مسرعة إلى عملها في الشركة التي صارت على قمة مجلس إدارتها قبل عامين
يعرف عنها اصدقاؤها عشقها للنظارات الكبيرة حتى ان البعض كان يطلق عليها النظارة السوداء. حاولت التخلي عنها كثيرا خاصة في الشتاء حيث يتسبب ارتداؤها للنظارات الشمسية في المزيد من السخرية ولكنها لم تتمكن من ازالة الهالات السوداء حول عينيها والتي غالبا ما تشير صباحا إلى إن صاحبتها إما قضت ليلتها في البكاء او تعاطي المخدرات
تنهي عملها في المكتب وتنزل إلى سيارتها مسرعة ..، تضع جهاز (الام بي ثري) الذي حصلت عليه كهدية في مناسبة لا تذكرها أو بدون مناسبة على الأرجح وتنطلق
(صباحك شيكولاتة بالبندق..وبس)ا
تدور لبضعة ساعات بسيارتها قبل ان تعود إلى المنزل
تقضي أمسياتها وهي تنقر بأناملها التي خلت من أي ألوان على لوحة مفاتيح جهاز الكمبيوتر المحمول في أمور تافهة في مجملها
اليوم تكمل عامها الخامس والثلاثين
تقرر ألا تطفئ أي شموع .. ترفض جميع دعوات الاحتفال من الاصدقاء
بينما تغاضت عن جرح سببه لها الأهل محاولين تجاهل اليوم .. اليوم الذي تتم في 35 عاما وهي مازالت تعيش بتلك الغرفة في منزل والديها
(مش عايز من الدنيا دي حاجة غيرك انتي وأمي)ا
استيقظت قبل السابعة كعادتها ولكنها اليوم تقف امام المرآة لاكثر من ساعة
ارتدت الجونلة الملونة التي يعشقها ووضعت عطرها القديم
اغلقت هاتفها وأبلغت سكرتيرتها انها مريضة
(هموت واخدك في حضني وابوس عيونك حالا دلوقتي) ا
أربع ساعات مروا وهي تتجول في شوارع القاهرة من حي لآخر
لم تفلح النظارات اليوم في اخفاء مشاعر غلبتها فأفسدت كحل عينيها التي اجتهدت صباح ذلك اليوم في وضعه
توقفت دقائق عند ذلك المقهى في الحي الكبير اشترت قهوته المفضلة ورحلت
(عيناك فجر ميلادي ولحظة حدادي/بهجة أيامي وأحزان أجدادي)ا
توقفت عن مقهى آخر يطل على النيل في الحي الهادئ .. رفضت عرض النادل في الجلوس إلى طاولة على الجانب.. وانتظرت حتى خلت طاولة ما وتوجهت إليها
طلبت قهوتها ومشروبه المفضل في تصرف لم يدهش النادل كثيرا
أخرجت علبة سجائرها
أشعلت سيجارة ثم أطفأتها ثم أشعلت أخرى ودخنتها
أخرجت زجاجة عطر صغيرة سألت شقيقها الأصغر عن اسمها بعد أن اصطحبته لمتجر العطور بحجة انها تريد شراء هدية لزميل في العمل
(انا عايز اكمل عمري معاكي .. عايز اعمل عيلة بس معاكي انتي وبس)ا
لا تكف أبدا عن الاندهاش من سبب احتفاظها بتلك الرسائل على هاتفها المحمول
صديقتها المقربة تسخر منها دائما لهذا السبب.. ولكنها تؤكد دائما انها ابدا ما خالفت وعد قطعته على نفسها
تغلق الهاتف وتدفع الحساب
خطوات أمام باب المقهى تركض طفلة في الثالثة من العمر
عينيين لامعتين وشهر بني داكن
تصطدم بقدمها فيسقط هاتفها على الارض
(احنا اللي ما بينا اقوى من كل حاجة..انتي قدري)ا
تنحني لالتقاط الهاتف، وتطبع قبلة على وجنة الطفل
(آسف آسف، معلش مش قلت لك يا مريم ماتسيبيش إيد بابي)ا
قبل ان ترفع عينيها كاد عطره ان يفقدها توازنها
فشلت في رسم ابتسامة مناسبة تماما في المواقف المماثلة
تسمرت للحظات بينما همت بمد أصابعها تلمس شعيرات بيضاء ظهرت على جانبي رأسه
ولكن سرعان ما تراجعت بعد أن لمحت أخرى تأتي من بعيد
فرت دمعة مفاجئة من عينيه المتحجرتين
حملت نظرتها إليه مزيجا من غضب وحنين ووجع لم تدري بأنها مازالت تحتفظ بها داخلها حتى اليوم
بل لم تكن تدري انه مازال حاضرا داخلها حتى ذلك اليوم
وانها يوما ما تمكنت من حل تلك الضفائر يوم قالت له
(انت متضفر في عمري..تعرف شكل الضفيرة ايه؟)
ابتسمت للطفلة وغادرت
لمحتهما يجلسان على طاولتها التي كانت طاولتهما يوما
تجنبت أن تنظر لنفسها في المرآة
طبعت ابتسامة مرة على شفتيها
أشعلت سيجارة أخرى
ألقت بالهاتف من زجاج النافذة
وانطلقت بسيارتها لمكان ما
18 comments:
فعلا حكاية عادية
كثيرا ما نحس بالحب بعد فوات الاوان
زي ما يكون ان ضريبة معرفة الحب هي الفراق والعذاب للناس اللي بنحبهم
ايه الوجع ده و الجمال ده
بحب احساسك جدا دايما
حكايه مش عاديه خالص
تكرار الألم لا يجعله شيئا عادي
و مهما رأينا من آلام الآخرين لا يخفف هذا عنا عندما يصيبنا نحن الألم
بحييكي
نفس الوجع ده حسيته وانا بتابع حكاية ندى اللى حبت زميلها فى الجامعه وكانوا على وعد بالزواج لكن الظروف فرقتهم ولما قابلته مرة تانية كان معاه بنته اللى اسمها برضه ندى على اسمها طبعا دى حكايات من حكايات فيلم حب البنات يمكن دى اكتر حاجه اثرت فيا فى الفيلم ده لكن ما انكشر ان الواقع دائما بيكون اكثر الم
مؤلمه بعمق , سرد رائع فعلا
بجد بجد
انت هايل
انت فظيع
انت فنااااان
هايله جدا
وتصويرات هايله جدا
تحياتي للصبح
جيد انها قد تخلصت من الهاتف بما يحمله من رسائل موجعة،و لكن ماذا عن ذلك الهاتف الفكرى الذى يباغتها من حين لاخر برسائل ملغومة بالوجع والذكرى المؤلمة؟
تحياتى و كل سنة و حضرتك بخير
هذه القصه نجحت فى إدخالى إلى عالمها باقتدار و غزت قلبى بكل رقتها و ألمها و عاديتها و تكراريتها المؤلمة التى تجلت فى عدم استغراب النادل من فعل الازدواج التى قامت به و كأنه شاهده كثيرا
الرسام الواقعي:
كل حكاية بنقراها بنعكسها بشكل لا ارادي على افكارنا وده حقيقي بشكل كبير
هي حكاية بتكرر كتير
فريدة:
اشكرك على كلامك الرقيق
زي ما بيقولوا من رحم الألم يولد الابداع
اهم بيقولوا كده برضه ")
تكرار الالم احيانا يحوله لأمر معتاد
يعني زي ما بيقولوا كتر الحزن يعلم البكا
قطة الصحراء:
الواقع دايما اكثر ألما بالتأكيد
ولكن زي ما قلت هي حكاية عادية جدا دائمة التكرار
الفارس الاخير:
اشكرك على الزيارة..
=========================
زيكا:
اشكرك جدا
بس هو انا هي
يعني هكون هايلة مش هايل
:)
ولو ان الوصف جميل في كل الاحوال
ابن المليونير:
هي محاولة للتغلب على ذكريات حية جواها اكتر مما تخيلت
لا أؤمن بالنهايات السعيدة
ربما النهايات المفتوحة اكثر واقعية
=================================
محمد ابو الفتوح:
اشكرك جدا على الكلمات الرقيقة
:)
كلامك اسعدني جدا
It's very well written, I liked it very much.You're very talented.
لا يوجد نهاية حزينة او نهاية سعيدة لان كل نهاية قصة هى بداية فصل جديد ، فحتى الموت هو نهاية فصل مرئى وبداية فصل مجهول من قصة دائمة وعرض كونى مستمر لا نعلم عنه سوى القشور
أحييك على ما تكتبين واتعاطف مع ما اعرفه او اتوقعه من معاناتك ككائن يفكر فى مجتمع ينظر إلى إستخدام العقل كمرض يستحق الدعاء بالشفاء...
اول زيارة للمخل...البضاعة تمام بس شوية عروض خاصة وانا ابقى زبون دائم انشاالله
سلام عليك يا بلو ستون
مش ممكن
ايه القصة التحفة دي
روووووووووووووووووعة
بجد
..
دي اول زيارة ليا هنا و اكيد مش الاخيرة
جميله اوي
سلام
مها
تظل التذكرات علامة إفتقاد
وليس كما يراها البعض مجرد نتوءات تمر على سطح الذاكره
نتذكر لإننا نفتقد
ولأن مايتاح لايصنع بهجة موازية
وهنا ينحد الألم بالمتة فيصنعان حنينا متصلا
يؤكد على رفضنا لكل مانلقاه
ويؤكد على أنه مرت علينا أوقات
كان علينا أن نستبقيها ولو قليلا
ونسمح لأنفسنا بكسر المألوف فى معايشتها ولو قليلا
لكن ربما هذا مسار المؤرقين فى الحياة
وتلك عاداتهم
نص جميل
تحيتى
Post a Comment