على مدار الايام الست الماضية ولا حديث لأغلب أصدقائي إلا عن هبة .. هبة نجيب الفتاة المصرية التي تصغرني بعامين تقريبا وتحاول الفرار من براثن أسرتها في السعودية والعودة إلى مصر. ولا يكف اصدقائي عن سب ولعن الخارجية المصرية التي ضربت أمثلة غير مسبوقة في الصفاقة والنطاعة برفضها إعادة مواطنة مصرية إلى بلادها ومطالبتها بالامتثال للقوانين السعودية وقانون والدها!!ا
وبالاضافة إلى غضب أصدقائي ضد الخارجية المصرية التي لا تتواني عن فضحنا في كل مكان وإظهار مدى التدهور الحضاري الذي انحدرنا إليه وبين انتقاد الكثيرين لموقف الأب المتخلف الذي استولى على أوراق ابنته الثبوتية بالكامل والتضييق عليها بتهمة اتباعها لفكر ديني مختلف أكثر تحررا حيث اعتقد انها انحلت وفسدت واتبعت مذهب الامام محمد عبده كما انها تذهب للاوبرا وتسمع الاغاني ومثل هذه الامور الشركية والعياذ بالله، استمعت لوجهات نظر أخرى .. الجانب الآخر من القصة
فقال أحدهم ان القضية ليست متوازنة لاننا لم نسمع من الأب لنفهم وجهة نظره في احتجاز ابنته ورفضه سفرها فربما الفتاة تعاني من مشكلة نفسية أو حتى عقلية توجب الوصاية عليها. بينما تبنى البعض وجهة نظر الخارجية المصرية في أن هبة ترغب في السفر إلى مصر "عشان تعيش على حل شعرها" وتنحرف براحتها وهو أمر مناف لكل أخلاق.. وأن الأمر لا يعدو مجرد مشكلة عائلية بحتة .. أب يرفض سفر ابنته ويخاف عليها وعلى مصلحتها. وسمعت من البعض تخوفه من أن لابد وأن في الأمر شيئا! فتاة والدها متشدد هكذا كيف يمكنها استخدام الانترنت ومراسلة الصحف والمشاركة في البرامج الفضائية وكتابة مقالات وانشاء مدونة ؟!!! ا
لابد وأن في الأمر شيء "مش مظبوط" مؤامرة ربما. في الحقيقة كثيرا ما نواجه تلك الشكوك أو تنتابنا مخاوف عند مساندة شخص ما صاحب قضية عامة أو حينما تتحول مشكلة شخص ما إلى قضية عامة فيخشى بعضنا من مساندة شخص مجهول ربما يستغل الجميع ويخدعهم لتحقيق أهداف شخصية خفية
وما بين اتهام هبة بالجنون أو بالخلل العقلي او النفسي المستوجب للوصاية وما بين الشكوك التي تشير إلى احتمال وجود مؤامرة او تفاصيل خفية ترفض هبة الكشف عنها أقول لهبة أولا ولهم ...ة
عفوا أنا لست متضامنة مع هبة...ا
أنا متضامنة مع حق هبة ...وهنا يكمن الاختلاف ...ة
هنا لا يعنيني كثيرا أي مؤامرة ولا يعنيني سماع وجهة نظر الوالد أو التأكد من سلامة قواها العقلية والنفسية .. ولا اهتم كثيرا ما تريد أن تفعله عند عودتها إلى مصر .. وما ان كانت ترغب في أن تحل شعرها أو تمتهن السرقة او البغاء (عفوا) .. هي حرة فيما تفعله .. بل لا يعنيني حتى أن تكون هبة تدبر لمؤامرة خطيرة صهيو/امريكية ضد أي حاجة
... أنا أساند حقها .. أساند الحق في الحرية ... أساند حق كفله القانون والعقل والشرع وكافة الاعراف الدينية والعالمية...ء
أساند حق امرأة بالغة تبلغ من العمر 27 عاما في السفر وحرية الحركة ... أساند حق امرأة تحمل الجنسية المصرية في رغبتها في العودة إلى وطنها. وأساند حق مواطنة مصرية "سرقت" أو "فقدت" أوراقها الثبوتية لدى أي شخص أيا كان وترغب في العودة إلى بلادها .. فمن واجب السفارة المصرية القائمة على حقوق المصريين في الخارج إعادتها بناء على رغبتها
واقرأوا الآتي لنذكر أنفسنا::: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
المادة 3 : لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه
المادة 4 : لايجوز استرقاق أو استعباد أي شخص،
المادة 9 : لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفاً
المادة 13: ( 1 ) لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة
( 2 ) يحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه
أقول لكم إن من لا يملك جسده .. لا يملك الحق في الحياة
أرجوكم .. لا تساندوا هبة .... ساندوا حقها .. ساندوا الحق وكفى