إلى الثوار :
اعذروني ان آذيت طهركم الثوري المقدس .. ورمانسيتكم الحالمة بغد مشرق وواقع وردي. اتحمل هجومكم ان اردتم وتقبلوا اعتذاري ان جرحت كلماتكم الرومانسية الثورية التي تغلف اجواء كل من وطأت قدمه ايمانا أرض التحرير.
الواقع لم يصبح أفضل.. اصدقائي وزملائي الثوار .. الواقع لم يصبح أفضل. لم نغدو بشرا أفضل. أسقطنا القشرة التي غلفت الجرح ومنعت عنه الهواء فلم يلتئم واملأ صديدا وعفنا مع استحالة البتر. فلا يمكنك أن تبتر قلبا .. ونحن أصبنا في مقتل الوطن.
رغم بقاءكم طيلة 18 يوما في الميدان كنت هناك في بعضها أنادي بمطالبكم او بعضها وارفض البعض الاخر. واخضع للتخوين تارة والتشجيع تارة أخرى. لكن الواقع لم يفارقني مثل كثيرين.
قبل الثورة بأيام .. وبعد عودتي من مظاهرة أمام وزارة الداخلية بوسط البلد بعد ان طارنا كلاب العادلي في الشوارع والازقة واضطررت وصديقة ان نختبئ في مدخل احد المنازل القديمة كي لاتطولنا أيدي كلاب الداخلية، كتبت أن المظاهرات ليست حلا. ولن تفلح في التغيير ولكنها متنفسا جيدا للغضب. وحينما اندلعت الثورة التونسية كتبت بالحرف الواحد (المصريين لو خرجوا هيخرجوا على بعض) واعتقدت بعد قيام الثورة المصرية اني كنت على خطأ .. والآن لا أعلم .. ربما .. وحده التاريخ سيقول كلمته وسيحاكمنا ويدين من يدين. وربما يوما سيلومنا احفادنا او يشكرونا .. الله اعلم
ولكن اعزائي الثوار.. سامحوني ان خدشت وهج انتصاركم .. الثورة لم تحدث بعد. ربما لم يكن أيا ممن شاركوا او لم يشاركوا يتخيل ما حدث. وربما حققنا جزء منه وكان للعسكر كلمتهم أيضا في حسم الامور . ولكن الواقع يقول ان ما حدث كان الأسهل. ولم يكن أينا مؤهلا لما حدث. ولا يملك أحد أي بدائل مقترحة لانقاذ الموقف.
سقط النظام ورحلت بعض رموزه للجحيم ولكن لم يملك أيا منكم حلا بديلا. اسقطتم دولة ولم تقدموا نظاما بديلا. سقط النظام فاحتفلتم بينما الاصعب لم يأتي بعد. سقطت الدولة الهشة فساد نظام العدد. فان نجحت في اخراج ألف شخص إلى الشارع هتفنا الشعب يريد .. وضع اي قائمة المطالب بعدها. نحن شعب لا يحترم القانون، ونستمتع بكسره نكاية في واضعيه. واليوم رحل واضعوه ونحن ندفع ثمن ما علمونا. اليوم تفرض إرادة الفوضى .. ومعها تسقط آخر قلاع لهيبة الدولة. والكل يطالب بمساواتهم بالتحريريين. فأهل التحرير تحدثوا باسم الشعب قائلين الشعب يريد .. من اول اسقاط النظام، ثم اسقاط الرئيس ثم محاكمة الرئيس واستعادة الاموال ..إلخ من الجمل التي تبدأ بالشعب يريد. فلم يجد آخرون مانعا من ان يجتمعوا ليتحدثوا هم ايضا باسم الشعب .. ويصبح الشعب يريد اشياء كثيرة. الشعب يريد اي حاجة. وتلك ليست شرعية الثورة ولا شرعية الشعب ولكنها شرعية الفوضى للاسف.
فالشعب الذي يرى في الحكومة اختصارا للوطن ويرى في القانون اختصارا للسلطة وجد ضالته في عشوائية الحرية. سقط النظام وكان لابد ألا تسقط الدولة ويسقط القانون ..
فما حدث في قنا بعيدا عن المسألة الطائفية في الامر.. هو ما اعتبره البعض شرعية الاغلبية .. 10 آلاف من أصل مئات الالاف نجحوا في النزول إلى الشارع ليتحدثوا هم ايضا باسم "شعبهم" فصار الشعب يريد اسقاط المحافظ. بغض النظر عن مدى قانونية او مشروعية المطالب. فعلى هذا يمكنني غدا صباحا جمع 10 آلاف شخص لنقطع طريق الهرم ونطالب بهدم الهرم الأكبر .. لأي سبب .. مش مهم .. فقط أنا اريد .. ومعي بضعة آلاف كل منهم يريد ايضا .. فيصبح الأمر الشعب يريد .. هدم الهرم !!
اسقاط المحافظ لن يكون احتراما للاغلبية ولن يكون مجرد معركة اخرى فازت فيها الطائفية على المواطنة ولكنها ايضا اعلان صريح ورسمي بسقوط الدولة .. وانهيار هيبتها تحت اقدام الاغلبية. والحديث هنا عن القانون سيكون من قبيل العبث.
اعذروني ولكن ان قال احدا أمامي ان مصر ليست بها طائفية والدليل ميدان التحرير..عليه ان يتحمل وابلا من السباب المعتبر .. لاني لم يعد لدي قدرة حقيقية على تحمل "الاستعباط". شهر العسل التحريري انتهى .. وعلى الجميع مواجهة الواقع.
نحن شعب طائفي وسنظل حتى تقوم الثورة الثقافية الحضارية .. فمن يتحدثون عن المؤامرات وفلول امن الدولة التي مازالت "صاحية وبتلعب" عليهم ان يتسائلوا ان كان الامر ذلك حقا فما الذي يجعل تلك المؤامرات تنجح نجاح ساحق .. ان لم تكن بالفعل تجد هوى في نفوس الناس فيستجيبون.
علينا ان نعترف ان الثورة لم تمر بأماكن كثيرة ..بل لم تكن ثورة في اي مكان منها. ولن تكون. لقد كان الصعيد قلعة امنية محصنة إن اردت ان تعمل بها عليك ان تحصل على فيزا أمن الدولة .. قبل الثورة ببضعة شهور كنت اشارك في تدريب في أسيوط وكنت اتلقى مكالمة هاتفية من امن الدولة كل ساعتين لمجرد اعلامي بإنهم يعرفون أين أنا؟ رغم ان التدريب كان يتم بعد الحصول على "تصريح" أمن الدولة.
وقد تذوقت من المعاملة الامنية الصعيدية ما هو اكثر في نجع حمادي وقنا حيث احتجزنا ونمنا على البورش وعرضنا على نيابة صورية ولفق لنا محضر للاضرار بالامن العام واثارة الشغب وقتها !!!!!!!!!!
ستنجح الثورة يوم يكون هناك في اسيوط مركزا ثقافيا ونشاهد معا اسبوع الفيلم الايطالي في قنا وننظم عرضا مسرحيا في دمنهور ومسرح شارع في المنصورة وبانوراما الفيلم الاوربي تعرض في بني سويف وتوشكى.
للسيد محافظ قنا (المستقيل) .. اشهر اسلامك ليرحمنا الله ! :
سخيف شعور الرفض ياعزيزي.. ولا اعلم ان كنت قد اختبرته من قبل ام لا. فلا اعرف عن سيرتك سوى القليل. ولكن كونك رجل شرطة سابق يمنحني الكثير من الشكوك.
فكرت كثيرا في كل الحلول.. فبقاؤك في منصبك سيشعل قنا نارا لا تنطفئ يروح ضحيتها أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في الامر برمته، ورحيلك سيعد انتصارا للطائفية والتخلف والجهل والتطرف وتكريس لسياس لي الذراع وأدبيات شرعية الفوضى وسترسي بتلك الفعلة لسابقة ستتكرر حتما إلى ان يصل إلى اقالة محافظ لا يعجبنا لون ملابسه او لا يتمتع بالمواصفات الجسدية المناسبة لامزجتنا المتقلبة. فان رحلت سترحل معك هيبة الدولة وسيادة القانون واحترامنا لكليهما.
وان قبلنا الحل المائع الذي طرحه اصدقائي الثوريون سنرسي لقاعدة أخطر وهي العسكر كلمة السر لكل مشكلة. فوضع حاكم عسكري على المحافظة ليس حلا وانما خلقا لمشكلة جديدة. فكل أزمة سيكون الحل السحري فيها كلمة العسكر ! وهي كارثة لا تقل خطورة عن وجود الدولة الدينية بكل اشكالها.
الحل إذن يارجل .. ان تشهر إسلامك حتى انتهاء مدتك ... ذلك هو الحل الوحيد .. ان كان رأي الاغلبية يطالب بمحافظ مسلم .. فلأجل خاطر الوطن .. يجب ان تتمتع بالدين المناسب للوظيفة !!!
للاعلام المصري:
ويستمر مسلسل الفشل الذريع .. الثورة لم تقم في ماسبيرو .. فمازلتم تتلقون خطابات الشؤون المعنوية !!
فقد تحولتم من لاعقي احذية السلطة إلى لاعقي بيادات عسكرية .. لا اختلاف كبير سوى ان البيادات تلمع أكثر مع اللعق المستمر.
اعذروني ان آذيت طهركم الثوري المقدس .. ورمانسيتكم الحالمة بغد مشرق وواقع وردي. اتحمل هجومكم ان اردتم وتقبلوا اعتذاري ان جرحت كلماتكم الرومانسية الثورية التي تغلف اجواء كل من وطأت قدمه ايمانا أرض التحرير.
الواقع لم يصبح أفضل.. اصدقائي وزملائي الثوار .. الواقع لم يصبح أفضل. لم نغدو بشرا أفضل. أسقطنا القشرة التي غلفت الجرح ومنعت عنه الهواء فلم يلتئم واملأ صديدا وعفنا مع استحالة البتر. فلا يمكنك أن تبتر قلبا .. ونحن أصبنا في مقتل الوطن.
رغم بقاءكم طيلة 18 يوما في الميدان كنت هناك في بعضها أنادي بمطالبكم او بعضها وارفض البعض الاخر. واخضع للتخوين تارة والتشجيع تارة أخرى. لكن الواقع لم يفارقني مثل كثيرين.
قبل الثورة بأيام .. وبعد عودتي من مظاهرة أمام وزارة الداخلية بوسط البلد بعد ان طارنا كلاب العادلي في الشوارع والازقة واضطررت وصديقة ان نختبئ في مدخل احد المنازل القديمة كي لاتطولنا أيدي كلاب الداخلية، كتبت أن المظاهرات ليست حلا. ولن تفلح في التغيير ولكنها متنفسا جيدا للغضب. وحينما اندلعت الثورة التونسية كتبت بالحرف الواحد (المصريين لو خرجوا هيخرجوا على بعض) واعتقدت بعد قيام الثورة المصرية اني كنت على خطأ .. والآن لا أعلم .. ربما .. وحده التاريخ سيقول كلمته وسيحاكمنا ويدين من يدين. وربما يوما سيلومنا احفادنا او يشكرونا .. الله اعلم
ولكن اعزائي الثوار.. سامحوني ان خدشت وهج انتصاركم .. الثورة لم تحدث بعد. ربما لم يكن أيا ممن شاركوا او لم يشاركوا يتخيل ما حدث. وربما حققنا جزء منه وكان للعسكر كلمتهم أيضا في حسم الامور . ولكن الواقع يقول ان ما حدث كان الأسهل. ولم يكن أينا مؤهلا لما حدث. ولا يملك أحد أي بدائل مقترحة لانقاذ الموقف.
سقط النظام ورحلت بعض رموزه للجحيم ولكن لم يملك أيا منكم حلا بديلا. اسقطتم دولة ولم تقدموا نظاما بديلا. سقط النظام فاحتفلتم بينما الاصعب لم يأتي بعد. سقطت الدولة الهشة فساد نظام العدد. فان نجحت في اخراج ألف شخص إلى الشارع هتفنا الشعب يريد .. وضع اي قائمة المطالب بعدها. نحن شعب لا يحترم القانون، ونستمتع بكسره نكاية في واضعيه. واليوم رحل واضعوه ونحن ندفع ثمن ما علمونا. اليوم تفرض إرادة الفوضى .. ومعها تسقط آخر قلاع لهيبة الدولة. والكل يطالب بمساواتهم بالتحريريين. فأهل التحرير تحدثوا باسم الشعب قائلين الشعب يريد .. من اول اسقاط النظام، ثم اسقاط الرئيس ثم محاكمة الرئيس واستعادة الاموال ..إلخ من الجمل التي تبدأ بالشعب يريد. فلم يجد آخرون مانعا من ان يجتمعوا ليتحدثوا هم ايضا باسم الشعب .. ويصبح الشعب يريد اشياء كثيرة. الشعب يريد اي حاجة. وتلك ليست شرعية الثورة ولا شرعية الشعب ولكنها شرعية الفوضى للاسف.
فالشعب الذي يرى في الحكومة اختصارا للوطن ويرى في القانون اختصارا للسلطة وجد ضالته في عشوائية الحرية. سقط النظام وكان لابد ألا تسقط الدولة ويسقط القانون ..
فما حدث في قنا بعيدا عن المسألة الطائفية في الامر.. هو ما اعتبره البعض شرعية الاغلبية .. 10 آلاف من أصل مئات الالاف نجحوا في النزول إلى الشارع ليتحدثوا هم ايضا باسم "شعبهم" فصار الشعب يريد اسقاط المحافظ. بغض النظر عن مدى قانونية او مشروعية المطالب. فعلى هذا يمكنني غدا صباحا جمع 10 آلاف شخص لنقطع طريق الهرم ونطالب بهدم الهرم الأكبر .. لأي سبب .. مش مهم .. فقط أنا اريد .. ومعي بضعة آلاف كل منهم يريد ايضا .. فيصبح الأمر الشعب يريد .. هدم الهرم !!
اسقاط المحافظ لن يكون احتراما للاغلبية ولن يكون مجرد معركة اخرى فازت فيها الطائفية على المواطنة ولكنها ايضا اعلان صريح ورسمي بسقوط الدولة .. وانهيار هيبتها تحت اقدام الاغلبية. والحديث هنا عن القانون سيكون من قبيل العبث.
اعذروني ولكن ان قال احدا أمامي ان مصر ليست بها طائفية والدليل ميدان التحرير..عليه ان يتحمل وابلا من السباب المعتبر .. لاني لم يعد لدي قدرة حقيقية على تحمل "الاستعباط". شهر العسل التحريري انتهى .. وعلى الجميع مواجهة الواقع.
نحن شعب طائفي وسنظل حتى تقوم الثورة الثقافية الحضارية .. فمن يتحدثون عن المؤامرات وفلول امن الدولة التي مازالت "صاحية وبتلعب" عليهم ان يتسائلوا ان كان الامر ذلك حقا فما الذي يجعل تلك المؤامرات تنجح نجاح ساحق .. ان لم تكن بالفعل تجد هوى في نفوس الناس فيستجيبون.
علينا ان نعترف ان الثورة لم تمر بأماكن كثيرة ..بل لم تكن ثورة في اي مكان منها. ولن تكون. لقد كان الصعيد قلعة امنية محصنة إن اردت ان تعمل بها عليك ان تحصل على فيزا أمن الدولة .. قبل الثورة ببضعة شهور كنت اشارك في تدريب في أسيوط وكنت اتلقى مكالمة هاتفية من امن الدولة كل ساعتين لمجرد اعلامي بإنهم يعرفون أين أنا؟ رغم ان التدريب كان يتم بعد الحصول على "تصريح" أمن الدولة.
وقد تذوقت من المعاملة الامنية الصعيدية ما هو اكثر في نجع حمادي وقنا حيث احتجزنا ونمنا على البورش وعرضنا على نيابة صورية ولفق لنا محضر للاضرار بالامن العام واثارة الشغب وقتها !!!!!!!!!!
ستنجح الثورة يوم يكون هناك في اسيوط مركزا ثقافيا ونشاهد معا اسبوع الفيلم الايطالي في قنا وننظم عرضا مسرحيا في دمنهور ومسرح شارع في المنصورة وبانوراما الفيلم الاوربي تعرض في بني سويف وتوشكى.
للسيد محافظ قنا (المستقيل) .. اشهر اسلامك ليرحمنا الله ! :
سخيف شعور الرفض ياعزيزي.. ولا اعلم ان كنت قد اختبرته من قبل ام لا. فلا اعرف عن سيرتك سوى القليل. ولكن كونك رجل شرطة سابق يمنحني الكثير من الشكوك.
فكرت كثيرا في كل الحلول.. فبقاؤك في منصبك سيشعل قنا نارا لا تنطفئ يروح ضحيتها أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في الامر برمته، ورحيلك سيعد انتصارا للطائفية والتخلف والجهل والتطرف وتكريس لسياس لي الذراع وأدبيات شرعية الفوضى وسترسي بتلك الفعلة لسابقة ستتكرر حتما إلى ان يصل إلى اقالة محافظ لا يعجبنا لون ملابسه او لا يتمتع بالمواصفات الجسدية المناسبة لامزجتنا المتقلبة. فان رحلت سترحل معك هيبة الدولة وسيادة القانون واحترامنا لكليهما.
وان قبلنا الحل المائع الذي طرحه اصدقائي الثوريون سنرسي لقاعدة أخطر وهي العسكر كلمة السر لكل مشكلة. فوضع حاكم عسكري على المحافظة ليس حلا وانما خلقا لمشكلة جديدة. فكل أزمة سيكون الحل السحري فيها كلمة العسكر ! وهي كارثة لا تقل خطورة عن وجود الدولة الدينية بكل اشكالها.
الحل إذن يارجل .. ان تشهر إسلامك حتى انتهاء مدتك ... ذلك هو الحل الوحيد .. ان كان رأي الاغلبية يطالب بمحافظ مسلم .. فلأجل خاطر الوطن .. يجب ان تتمتع بالدين المناسب للوظيفة !!!
للاعلام المصري:
ويستمر مسلسل الفشل الذريع .. الثورة لم تقم في ماسبيرو .. فمازلتم تتلقون خطابات الشؤون المعنوية !!
فقد تحولتم من لاعقي احذية السلطة إلى لاعقي بيادات عسكرية .. لا اختلاف كبير سوى ان البيادات تلمع أكثر مع اللعق المستمر.