Monday, July 03, 2006

مش فيلم عربي


اليوم فقدت صديقي ..
كان من المقربين إلى .. بل كان الاقرب
فقدته اليوم ..
لم يكن امرا كبيرا ولم يشهد لقاؤنا مأساة كبرى ..
كان جالسا هناك أمامي ولكنه لم يكن هناك .. كنت اشعر ان المقعد خالي .. لم يكن هناك
فقدته في تلك الدقائق التي تبادلناها في المقهي الامريكي الخالي من الروح ..
لا ادري ان كان ذلك بسبب شيء ما قاله او بسبب اشياء لم يقلها .. ولكني فجأة شعرت انه لم يعد هناك
فجأة علت بيننا جبال ملساء من الجليد .. بلا اي بروده
لا ادري لماذا بكيت كالاطفال عند عودتي إلى المنزل
رغم عدم حدوث اي امور درامية ..
لم اتخيل اني قد افقد جزءا كبيرا من حياتي هكذا .. بمنتهى الهدوء والتحضر والعبث
ربما حتى لم يشعر هو بذلك
مر الامر بهدوء شديد وبصورة عادية جدا .. ولكني بكيت كالاطفال
لم يعلمني احدهم ابدا كيف املأ الفراغ الذي يخلفه الاخرون .. المارون من هنا ويمضون وبماذا يجب نملأه
الحياة تافهة حقا .. كثيرا ما نتوقع ان تكون احداث حياتنا كبيرة وضخمة ومهمة
ان تحدث كل احداث حياتنا بصورة درامية .. ولكن كما قال احدهم في رواية ما
(دي حياتك مش فيلم عربي)
ولكني ابدا لم اتوقع ان تكون بهذا الفتور والبساطة .. فقدت جزءا كبيرا من حياتي وذكرياتي هكذا في كلمتين
او اقل
يا لها من تفاهة مطلقة
صديقي الذي لم اتوقع ابدا خسارته: لن اكتب إليك .. فان لم تعلم ما اردت قوله
فالكلمات لن تجدي كثيرا
صديقي الذي كان من الامور التي راهنت عليها كثيرا
من الثوابت .. لم يكن غيابك او فقدان مساحة تواجدك في حياتي يوما ضمن حساباتي
ولكن يبدو ان حساباتي صارت في حاجة لمراجعة .. لان امور كثيرة تسقط منها هذه الايام

16 comments:

الحالمه بالحريه said...

عايزه اقولك ان في ناس احيانا بنعتقد انهم شئ اساسي في حياتنا ولا نتوقع ابدا خسارتهم اومجرد فكرة بعهم عن حياتنا لكن مش عارفه ليه دايما هما البيكونوا سبب في حدوث جرح عميق لنا
فلا تحزني فهناك العديدمن الكلمات التي تموت عندما تولد
عندما نقولها لاشخاص هم في لاساس ليسوا علي قيدالحياه

Anonymous said...

بلو.. شدي حيلك..

تدوينتك مؤثرة جداً .. للأسف مفيش ثوابت في الكون غير خالقه بس.. كلنا ماشيين.. تجربة فقدان شخص عزيز مؤلمة جدا.. ولكن الحياة بتستمر..


تقبلي تقديري

abderrahman said...

ما قد يؤلم أو يضايق هو أن النهاية هي دوما ما يعلق بالأذهان.. فلو انتهت أي علاقة لأي سبب على صورة جيدة نظل نتذكر دوما أنها كانت علاقة جميلة، والعكس ...

لا أحد يدري ما يحمل معه المستقبل ..

Anonymous said...

صديقي الذي لم اتوقع ابدا خسارته: لن اكتب إليك .. فان لم تعلم ما اردت قوله
فالكلمات لن تجدي كثيرا

++++++++++++++++++++++++


موجعة جداً، ومغرية للكتابة، والكآبة
وأظن صديقك لم يتوقع خسارتك أيضاً
لأنه لم يتخيل أن يكون سكينه حاداً لهذه الدرجة


ربما لأننا حين نقترب من أحبابنا لا نعود نهتم لصورتنا أمامهم، ربما لا نفكر كيف نظهر الآن
لأن المهم أننا نحبهم، وأنهم يقبلوننا كما نحن، وللأسف .. فإننا وقتها نظهر على طبيعتنا
وبداخل طبيعتنا تلك.. توجد دائماً أشياء مزعجة.. سواء أحسسنا بها أم لا..


قد يكون صديقك لا يعرف تلك الزاوية بداخلك
والتي جعلتك تشعرين بالضيق لما قال أو فعل!


المشكلة الآن
هل مازال يظن أنك صديقته؟ أم أنه فقدك أيضاً؟
قد أشعر بالخديعة لو كنت مكانه.. صديقتي فقدتني، وأنا مازلت صديقتها!!!


اتفقنا أنه لا حرج على تخاريفي :)
مساء الخير

bluestone said...

ربما مش البشر اللي بيكونوا شيء أساسي لكن اعتياد وجودهم ..
اعتقد ان خسارة شيء غير متوقع بيكون مؤلم اكتر من خسارة شيء كنتي متوقعة تخسريه .. عشان كنت توقع الاسوأ بيكون مفيد في احيان كتيرة .. كمان لازم الواحد يدرب نفسه على عدم اعتياد الاشياء ولا البشر ..وده الاصعب

bluestone said...

محمد حبيب ::
يمكن مش فقد الاشخاص .. تجربة الفقد نفسها مزعجة جدا .. وده للناس التي ترتبط بالبشر والاشياء .. قريت مرة لكاتب أمريكي ان الارتباط لعنة .. الارتباط بالاشياء والبشر وان التحرر الحقيقي هو ألا تكون بحاجة لاي شيء ولا لاي أحد ...

bluestone said...

افتقد وجودك يا منار بصفة دائمة ..

(أظن صديقك لم يتوقع خسارتك أيضاً
لأنه لم يتخيل أن يكون سكينه حاداً لهذه الدرجة)
اعتقد ان هذا آلمني بالاكثر .. انه لم يشعر بذلك ابدا ..

ولا اعرف بعد اجابة على سؤالك .. ربما سيكون انسحابي اعلان قويا بما يكفي ..
ولكني الان اكثر تركيزا على عملية تدريب ذاتي .. احاول يا منار هذه الايام ان اتعلم الاكتفاء الذاتي ..
رغم مقتي وكراهيتي لتلك النظرية السخيفة ألا تكون بحاجة لاحد ولا لشيء .. ولكن يبدو انها اصبحت من فرضيات الاوضاع الجديدة .. فقد سئمت الخسارات ..
كما ان التعلق بالاشياء والبشر اثبت انه هواية غير صحية بالمرة ..

ما تسمينها تخاريفك .. تنجح دائما يا صديقتي في اثارة الكلمات داخلي .. فان كانت تلك تخاريف فلا تتوقفي ابدا عن الهذيان

Guevara said...

عادي بتحصل و الله .. بس الواحد بيعمل نفسه مش واخد باله غالباً

باسم said...

أداء هادئ .. له طعم موسيقى البلوز .. لا تتوقعى الكثير من الميلودراما فى الحياه اليوميه .. خسرت أصدقاء كثيرين فى حياتى فما كنت أفعل ؟؟ . أشعل سيجارة أخرى وأمضى فى طريقى الى صديق جديد سأعرفه .. أظن أن بكائك كان لأسباب أخرى .. المجاعات فى دول العالم الثالث ربما .. دى حياتك مش فيلم عربي .... بدأت مدونتى من الأمس فقط .. لو ممكن تشوفيهاهاكون سعيد جدا هى shewayet-homom.blogspot.com

باسم said...

بالمناسبه انا باسم اللى علق على تدوينتك عن عمارة يعقوبيان .. الواد ده بتاع الحنيه

bluestone said...

باسم .. اختيار اسم المدونة عجبني جدا من قبل ما ازورها (شوية هموم) .. منور مرة تانية .. اما سبب بكائي .. الاسباب لم تعد تهم كثيرا .. علينا ان نتعلم ان هذه الاشياء تحدث بصورة يومية وعادية جدا .. وان التمسك بالبشر والاشياء عادة غير صحية .. ابدا

باسم said...

صحيح .. الآخرون هم الجحيم .. المشكله يا بلوستون ( أهذا معناه الصخره الزرقا أم الخرزه الزرقا ) أنى بعد كل علاقة منتهيه مع أى كائن .. بلاقى جوايا وقاحة أقامة علاقه جديده .. علم فى المتبلم يصبح باسم .. من زمان بيراودنى حلم أنى أعيش لوحدى .. بعيد عن أبويا و أمى و أخواتى و التانيين .. بعيد عن الجحيم ..

Anonymous said...

لسه حاصل معايا الموقف ده من يومين بس وخلف لدى شعور عميق بالمرارة حتى الآن واستغربت إنك بتكتبى فى نفس الموضوع. صديق منذ أكثر من 9 سنوات، تشاركنا كل شئ، الفرح والحزن، الأكل، والجوع، ليال مظلمة كئيبة وأيام شمسية مفرحة... وبدون مقدمات ولا نهايات إنتهت علاقتى به ... شعر بتغيرى نحوه وسألنى: "إنت زعلان منى" قلتله: "أيوة" ، سألنى: "ليه" ولأن الجرح كان عميقاً جداُ لم أستطع الكلام وإنتهى الحوار وإنتهت الصداقة بكل بساطة وشعرت وكأن سكين حامية جداً تغور فى قلبى بدون ألم ولكن النتيجة معروفة مسبقاً.

للأسف مفيش ثوابت لأى حاجة وإعتيادنا لوجود أصدقاء وأهل حولنا هو شعور نستحدثه بداخلنا لنشعر بالأمان وخروجهم من حياتنا لا يخلف سوى المرارة والحزن والكآبة ويرجعنا لنقطة اللا أمان.

للأسف كل يوم بفقد إيمانى بإن فيه حاجة إسمها حب مجانى بدون دوافع أو منافع (حتى على المستوى المعنوى). للأسف...

bluestone said...

يا باسم
بلوستون اولا هي الصخرة الزرقا (او الحجر الازرق وهو حجر القمر من الاحجار الكريمة)
انا لا اؤمن اطلاقا بمقولة ان الحجيم هو الاخرون .. لاننا اصلا لا يمكن ان نعيش بدون آخرين .. البني آدم كائن اجتماعي بطبعه ,, وحياتك لا تستقيم بدون الاخر ..
الازمة في اعتياد الاخرين
احيانا لا تقدر ان تعيش معهم ولا يمكن ان تحتمل غيابهم .. تلك هي المسألة على رأي شكسبير ..

علم في المتبلم يصبح كلنا .. مش انت لوحدك يا باسم والله ..
وعلى فكرة من يفقد تلك القدرة على العودة للارتباط بالاخرين يفقد قدرا كبيرا من انسانيته ..

bluestone said...

منور يا اخناتون ..
صدفة عجيبة فعلا !! انا ايضا يعود تاريخي وصديقي هذا الي 9 اعوام .. إلا كام شهر لتحري الدقة :)

المؤلم فعلا في الموضوع هو النهايات البسيطة .. اللي مالهاش طعم
انك تفقد اشخاص كانوا بيشكلوا جزء يومي في حياتك فجأة وبهدوء .. وتتسلل مساحات مظلمة في علاقتكم وفجأة تلاقيها انتهت ..
من كتر ما المسألة موجعة مش قادر تتكلم .. لانه مفيش اسباب
حاولت اشرح لصديقة سر الازمة ولقيتني مش لاقية كلام .. قعدت تسألني (المشكلة ايه ؟؟ ايه اللي مزعلك منه؟) وكنت متوقعة اني هبدأ في سيل من الكلام لا ينتهي .. وفجأة لاقيتني مش عارفة اقول اي حاجة مش لاقية كلام ..

-معاك ان مفيش اي ثوابت في حياتنا إلا الميلاد والموت ووجود الله
انما اعتيادنا على الاخرين جزء من وجودنا يا عزيزي .. جزء من انسانيتنا .. لا يمكننا التخلص منه .. مش هنقدر ..
ان نتحمل الالم الذي يخلفه الاخرون داخلنا افضل من ان نتحول لحجارة صماء ..

انا شخصيا توصلت الي اني افضل البصمات التي يتركها الراحلون على ان اتحول إلى حجر ..
الاكتفاء الذاتي خرافة .. والوحدة مرض قاتل بطيء ..

/للأسف كل يوم بفقد إيمانى بإن فيه حاجة إسمها حب مجانى بدون دوافع أو منافع/
يا صديقي العزيز .. مفيش حاجة اسمها حب مجاني إلا حب الله لنا ..
انما مفيش حاجة اسمها حب بشري مجاني ..
الانانية مكون اساسي من مكونات الحب اذا انتزعت منه الانانية والشهوة وحب الامتلاك والغيرة وغيرها من الاحاسيس السلبية لن يبقى لديك سوى شعور بالانسانية لا طعم له.

كل حب في الدنيا له دوافع .. الحب المجاني الافلاطوني خرافة
انت تحب الاخرين لانك بحاجة إليهم
انت تختار انسان تحبه لانك لا تريد ان تعيش وحدك .. لانك بحاجة لشخص يشاركك حياتك .. لاحد يهتم بك وتهتم به .. ان تحب وان تشعر انك محبوب.

ان تسعى لصديق لان تريد شخصا يشبهك تقضى اوقاتا معه وتشاركه افكارك وحياتك ..
وهكذا طبق المثال السابق على كافة علاقاتنا الاجتماعية
أليست هذه أنانية ؟؟
بالتأكيد .. ولكنها جزء من بشريتنا
لا يوجد انسان في الدنيا يحب شخص آخر فقط لاسعاده او يخوض علاقة ليسعد الاخرين بدون ان يكون له اي استفادة من اي نوع.. مستحيل
حتى في خدمة الاخرين مثلا .. حينما نحب الاخرين فنهبهم حياتنا ومجهودنا .. هناك أنانية .. لانك حينما تخدم الاخرين وتشعر باحتياجهم لك .. تشعر انت باهميتك ونك انسان صالح ..

هذه الانانية يا عزيزي جزء من بشريتنا
اما الحب المطلق فهو الحب الكامل
والكمال صفة من صفات الله فقط

The Eyewitness said...

Bluestone:
ده أول مرة أقراء التدوينة ده، لكن التدوينة ده بتمسني جداً...

في حاجة وحدة عايز أقولها تعليقاً على تعليقك الأخير... أتا بشوف أن الحب مسيرة مينفعش نوصل لنهياتها قبل منبتديها... يعني الحب بينمو وبيكبر وكمان بيتحرر من كونه غير مجاني مع الوقت لو بنختار نكبر معاه ونتحرر معاه...