عنوان البوست هو شعار من الشعارات اللي بعض الشباب رددوها في مظاهرة في ملوي
احتجاجا على ما صفوه بتخاذل الأمن في التعامل مع المشكلة .. ربما يصف حالة من المبالغة ..التسرع .. الغضب غير الموجه وقد يكون غير مبرر....وربما مبررا
المشكلة:
قطعة أرض من أملاك الدولة عليها نزاع بين رهبان دير ابو فانا بملوي وبين فلاحين عرب ويعرفون باسم عرب قصر هور ..الارض تابعة لملكية الدولة..بعد نزاعات سابقة اقل حدة حصل الرهبان على قرار من المحافظة وهيئة الاثار (لان الدير أثري) ببناء السور على قطعة من الارض ..
القرار لم يعجب الفلاحين فهاجموا الدير وحصل (كما قيل) اشتباك بالاسلحة النارية بين الجانبين
واقتحام للدير من قبل الفلاحين
الاشتباك أسفر عن مقتل شخص وهو أحد الفلاحين (مسلم) وإصابة أربعة مسيحيين اثنين رهبان وخطف ثلاثة رهبان وتمت اعادتهم بواسطة قوات الامن بعد أن خطفهم أحد المتهمين واسمه سمير ابو لولي.. وكشفت التحريات إصابتهم بإصابات بالغة وآثار جلد بالسياط
الضحايا:
-خليل إبراهيم محمد «٣٢ سنة - فلاح» من عرب قصر هور
جثة هامدة متأثراً بأعيرة نارية في أنحاء متفرقة من جسده
-منير لبيب إبراهيم «٣٤ سنة»- ورأفت زكريا وباخوم أبافني «٣١ سنة»
-فيني أبافني «٣١ سنة» رهبان
- وبولس «٢٧ سنة» طالب رهبنة
مصابين بجروح غائرة في القدم والرأس، بينهم اثنان مصابان بتهتك شديد في الذراعين
الخسائر :
الاعتداء علي الدير أدي إلي حرق كنيسة البابا كيرلس
و٤ قلالي رهبان
وتدمير مصنع عسل نحل ومبني تابع للدير إضافة إلي خلع أشجار مزرعة الدير وحرق جرار زراع
توابع:
تظاهر المئات من الشباب الأقباط داخل مطرانية ملوي للمطالبة بمحاسبة المتورطين في الحادث، واتهموا الشرطة بالتخاذل والسلبية.. وألمحوا إلي أن الأمن يعرف مرتكبي
-قال باهي الروبي، رئيس مجلس محلي المحافظة، إن النزاع في المنطقة ليس الأول من نوعه، حيث شهدت معارك بالأعيرة النارية من قبل المتنازعين علي تملك الأرض
-وقال القس بولا أنور كاهن مطرانية ملوي انه لم يحدث تبادل إطلاق نار بين الأعراب والرهبان قائلا «ضرب النار كان من طرف واحد فقط والدير لا يملك أي قطعة سلاح ومستعدين للتفتيش في أي وقت».
-من جانب اخر رفض الرهبان تصريحات السيد محافظ المنيا اللواء ضياء الدين مؤكدين أنه لم يحدث اطلاق نيران متبادل لان الدير لم يملك سلاح سوى الصليب والصلاه فقط مشيرين انهم لا علم بما قاله حول وفاة مسلم ربما يكون اصيب من الطلقات العشوائية من المجموعات المسلحه الغوغائية واكد الرهبان ان المصابين وصل عددهم ألى أربعة رهبان
ملاحظات على الهامش::
البعض يقولون ان المسألة نزاع على قطعة أرض فقط لا غير وان الرهبان والعربان حرامية اراضي من الدولة وانتهى الامر
-آخرون يقولون ان المسألة فيها اعتداء على المسلمين حيث ان القتيل الوحيد في النزاع مسلم
-وجانب ثالث يقول إن الفلاحين اقتحموا الدير وانتهكوا حرمة المكان المقدس حيث انه مكان عبادة كما انتهكوا قرارا حكوميا وتعدوا على الرهبان وخطفوا 3 منهم تعرضوا للتعذيب وكانوا في حالة إعياء شديدة
تحديث مطلوب:
أسرة القتيل الوحيد في الواقعة خليل ابراهيم محمد قالت ان الرصاص الذي أصاب ابنهم كان من طلقات العرب الطائشة حيث ان خليل لم يكن ضمن المهاجمين ولا ينتمي لقبائل العرب في المنطقة ولكنه أحد سكان احدى القرى المجاورة للدير وكان يعمل في مزرعة مجاورة للدير .. وهو ما اغفلته وسائل الاعلام تماما
حيث حولت الامر لمعسكرين مسلم ومسيحي بينما الحقيقة انه في هذه الواقعة كان هناك 3 اطراف (قبائل العرب والرهبان والفلاحين سكان المنطقة) لكن الاعلام الأحمق غير المحايد بالمرة حول الامر للمسألة الاسهل وهي انه طالما هناك طرف مسيحي يبقى الطرف التاني مسلم ويبقى خناقة طائفية
هل الواقعة مجرد نزاع على أرض؟ ام هي طائفية ؟؟ أم ان الامر أكثر تعقيدا من هذا وذاك؟؟
أم القضية برمتها تتعلق بسيادة القانون واحترامنا له ؟؟؟؟؟
ما رأيكم ؟؟
هل اختلط ما هو طائفي بما هو غير ذلك في هذا النزاع وغيره؟؟
ربما يكون النزاع بالاساس نزاعا على قطعة أرض ولكن ألا تعتقدون ان العنف أو المبالغة في رد الفعل نتاج تراكم خبرات طائفية .؟؟؟ وتعامل كل طرف مع الآخر بحكم دينه ؟؟ أو في هذه الواقعة تعامل الفلاحين مع الرهبان بحكم انهم رهبان لا طرف في نزاع ؟؟؟
تملأ رأسي أسئلة كثيرة تكاد تشجها ... ويغمرني الأسى أيضا .. ادعوكم وارجوكم
لفتح حوار حقيقي في حالة من الصراحة قبل أي شيء
ثم الاحترام كأساس
أعلم ان الكثيرين يبحثون عن إجابة
وانا ايضا ابحث عن اجابات
لكني لا أريد ان اسمع اجابات كل معسكر على حدى من هنا ومن هناك لنحاول معا طرح الاسئلة والبحث معا عن اجابات
ملحق إضافي:لمن طلبوا معلومات مفصلة عن تاريخ الدير
ومكانته .. وما ذكر عنه في كتب التاريخ
معلومات عن الدير:
يقع دير أبو فانا علي بعد حوالي 30كم جنوب المنيا وحوالي 30كم شمال مدينة ملوي علي نفس خط عرض دير سانت كاترين في سيناء قرب الجانب الشرقي للصحراء الليبية. يقع الدير فى الحاجر الغربى بقرب بلدة هور ويبعد عنها بحوالى أربعة كيلو مترات ، وتتبع هور مركز ملوى محافظة المنيا.يرجح علماء الاثار ان يكون الدير من أوائل أديرة الصعيد بل ويعد من أقدم الأديرة فى العالم
يعد دير أبوفانا من الأديرة الأثرية التي أسسها القديس أبوفانا في القرن الرابع الميلادي، وأصدر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في ٢٩ مايو ٢٠٠٤ قراراً بالاعتراف بالدير ضمن الأديرة الرسمية في الكنيسة، تحت إشراف الأنبا ديمتريوس مطران ملوي.
ماذا يعنى أبا فانا ؟
يسمى بالقبطية الصعيدية ( آفا فانا ) ، وبالقبطية البحرية (آفا قينى) وهى تعنى نخلة
وحسب رأى عالم الآثار هملوت بوشهاوزن ان اسم قينى أى نخلة كان كثير الاستعمال وشائعاً فى منطقة هرموبوليس (الاشمونين حالياً ) بينما مسقط رأس القديس كان فى ممفيس (جنوب القاهرة)
-ولد القديـــس فى ممفيس سنة 355 ميلادية وعاش أيام الأمبراطور البيزنطى الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير (أى فى النصف الثانى من القرن الرابع الميلادى) وهو القرن الذى أنتشرت في بدايته الرهبنه فى أرض مصر
ويذكر التاريخ ان دير القديس أبو فانا قد ضم اليه اكثر من 1000 راهب وكان من اوائل الاديرة فى الصعيد وعاش اولئك الرهبان فى ما يعرف بنظام المشوبيات (القلالي) وهو نظام يجمع بين حياتى الشركة والوحدة فى آن واحد، فكان كل جماعة من الرهبان من حرفة واحدة او من قرية واحدة يسكنون فى منشوبية والمنشوبية عبارة عن عدة قلالى متجاورة كل راهب يسكن منفرداً فى واحدة منها وتنتشر حول مبنى واحد وهو الكنيسة حيث يجتمعون للصلاة ومبنى المائدة يجتمعون لتناول الطعام معا.
وتخرج من هذا الدير:
القديس الايغومانس ( القمص ) أنبا ابرآم الفانى ( 1321-1396م )
واثنان من الآباء البطاركة هما البابا تاودسيوس البطرك (79) والبابـــــــا متـــاؤوس الأول البطــريرك (87 ) وهو المعروف باسم متى المسكين وكان قد ترهبن بدير أبو فانا وعمره أربعة عشر عاماً ( 1378 - 1408م )
وبعد ذلك تدهورت أحوال الدير ولم يقم فيه سوى عدد قليل من الرهبان فى القرن الخامس عشر الميلادى، ومنذ ذلك الوقت وكان الذى يهتم بالدير هم كهنة كنائس منطقة غرب ملوي ، وابتدأت الكثبان الرملية الغزيرة تزحف على الدير الى ان تمكن القمص متياس جاب الله كاهن كنيسة ابو فانا بقصر هور فى آواخر القرن التاسع عشر الميلادى من ازالة الرمال والكشف عن الدير واعداده للصلاة فيه
الدير في كتب التاريخ::
قال عنه المقريزى : " دير أبو فانا بحرى بنى خالد وهو مبنى من الحجر وعمارته حسنة وهو من اعمال المنيا ويقع فى الحاجر تحت الجبل
-وفى سنة 1717م وضع الاب سيكار وصفاً للدير يذكر ما شاهده من الصلبان الكثيرة التى تزين حوائط الكنيسة وتمكن من قراءة كتابة باللغة القبطية فيها عبارة " خشبة الحياة "
وهذا تقرير الاب سيكار بالفرنسية: " رحلت من هذه الاديرة يوم 15 نوفمبر لكى اذهب الى كنيسة الصليب الفخمة التى تسمى ايضاً دير ابو فانيوس أو الانبا فانيوس. وهى مزينة بأحد وعشرين عموداً من الرخام من الطراز القوطى . أحد عشر منهم فى صحن الكنيسة والعشرة الآخرون يحيطون بالهيكل.الحوائط مرسومة من أعلى الى اسفل بعدد لا يحصى من الصلبان برسومات مختلفة وبألوان يختلف . وبحثت بدون جدوى فى جميع أنحاء الكنيسة عن مخطوط يفيدنى عن تقويمها او تاريخها فلم أجد الا فى قبة الهيكل الكبير وحول الصليب الكبير هاتان الكلمتان اليونانيتان بحروف كبيرة التى تعنى " خشبة الحياة " . كما أن الكنيسة نفسها علي شكل صليب لذلك أطلق علي الدير اسم (دير الصليب).