Thursday, December 24, 2009

عن ليلي التي لا اعرفها: الانسة لطفية النادي



كثيرا ما أفكر ما الذي يدفع أي فتاة على التمرد الكامل على كل ما تعرفه؟

ما الذي دفع فتاة لملاحقة من تحرش بها قانونا حتى وان تأثرت حياتها سلبا؟

ما الذين يدفع كاتبة سعودية ان تثير جدلا واسعا بدفاعها عن تعدد الازواج متحدية ليس الدين فقط ولكن ما قد يراه البعض طبيعة البشر؟

ما الذي يدفع فتاة لم تعرف في حياتها سوى مجتمعها الخليجي المغلق ووالدها المتشدد ان تطالب بحقها في العودة الي بلدها حتى لو وصل بها الامر الي اللجوء لسفارة بلادها لحمايتها من والدها؟؟

ما الذي يدفع فتاة او امرأة في مجتمع مثل مجتمعنا ان تحرق أو تخاطر بحرق كل سفن العودة إلى بر الامان الذي نعرفه جميعا والذي نعرف قيمته جيدا؟

لقد خضت بعض التحديات في حياتي وقدت ثورات صغيرة على الاسرة والعائلة والمجتمع حتى اكتسبت مكانة لا تخلو من نظرة سلبية من البعض ولكنها أبدا لا تقارن مع فعلته أي من هؤلاء النساء؟

ما الذي يدفع فتاة إلى مغادرة منطقة الأمان في رحلة الى مجهول في مجتمع لا يرحم المرأة المستقلة ويعتبر الفتاة كائنا مستضعفا وفرصة جيدة للخداع والسيطرة... مجتمع بحق لا يكن احتراما للمرأة.

وانا هنا اتحدث عن النظرة العامة للمجتمع برجاله ونساءه بينما أعرف من الرجال من يحترم المرأة ويقدر وجودها ككائن مساو له كيان خاص.

وبينما كانت تلك الاسئلة تدور برأسي وقع اسمها بالصدفة أمامي.. الآنسة لطفية النادي...أول طيارة مصرية!!!ا

ولدت لطفية في عام 1906 وعندما أنهت دراستها المدرسية قررت الالتحاق بمدرسة الطيران التي تم إنشائها حديثا آنذاك. وقد كان قرارا صادما مذهلا لأسرتها!!!!ا

لماذا ترغب فتاة تخرجت حديثا من المدرسة ان تتعلم الطيران؟

ألا تجيد الطهي وأشغال الابرة؟؟؟ وربما يفهم جنوحها للعمل كطبيبة أو محامية أو حتى مهندسة ولكن طيارة!!!ا

بالطبع قوبلت الفكرة برفض قاطع من والدها وأمام تصميمها المدهش لم يجد ما يفعله سوى انه قرر أن يمتنع عن دفع أي مليم مقابل تعلمها الطيران.


فما كان من العنيدة إلا ان عملت في مصر للطيران لتوفر مصاريف الدراسة. وفي عام 1933 بعد ثلاثة أشهر فقط من التحاقها بمدرسة الطيران حصلت علي رخصة الطيران الخاص بها.

كانت لطفية الطيارة رقم 34 على مستوى مصر !!! نعم فقد سبقها فقد تخرج قبلها 33 رجل فقط لا غير.

ساهمت لطفية في أنشاء "نادي الطيارين" وكانت السكرتير العام للنادي لمدة عشرين عام.

وفي عام 1933، فازت بالمرتبة الأولى في السباق الدولي الرسمي الذي أقيم بمصر "الإسكندرية - القاهرة للطيران"، وتفوقت على نظيراتها الأوروبيات.

حصلت لطفية على رخصة قيادة الطائرة ولقب كابتن طيار بعد ميلاد نوال السعداوي ب3 سنوات وقبل 23 سنة كاملة من حصول المرأة المصرية على حقوقها السياسية.

قابلوا معي لطفية النادي ... امرأة مصرية أخرى

7 comments:

r said...

السلام عليكم
شوفى انا مقتنعه تماما ان اى سيده او فتاه ممكن تعمل اى شئ
بس لو ركزت اكتر وفكرت وشغلت مخها شويه
ومش بستغرب انى اشوف طياره وظابطه مرور ووكيله نيابه حتى رئيسه بلد
المشكله فى النظره الاخرى سواء بقى نساء مثلها والرجال طبعا لانهم مهما كان مش ممكن يقبلوا تفوق سيده عليهم
يعنى يمكن دلوقتى الامور بقت بقوانين الاسره واتاحه الفرص للمرأه للتعبير بقت بتعرف تاخد حقها الى حد ما

بس تبقى ليلى احيانا كتيره خلف الباب المغلق خوفا من المجتمع وكلامه عنها لا غير
اما عن لطيفه فسبق قرأت عنها وهى وغيرها من الرائدات يستحقوا كل التقدير

دمتى بخير

Desert cat said...

تعرفى اكثر ما يثير قرفى هو المرأة الفاشلة أو الجاهلة التى لا تعلم من الدنيا سوى انها عورة ووجب اخفائها فى المنزل وعندما ترى نموذج مرأة مشرفه بدلآص من ان تقل تخير او تصمت .. نجدها لا تتلفظ الا بالفاظ هى الغباء بعينه هى فاكرة نفسها راجل ؟ طب ده شغل رجاله .. هى مش ليها اهل يلموها .. هى ماشية على حل شعرها فى الحالة لا اجد رد سوى اتكسفى على دمك وطلعى انتى بس ابنك الراجل بلاش البنت ربعها

تحياتى ليكى عزيزتى بلو على هذا النموذج المشرف

AD sabry said...

thats really a great post
i never heard about her before
thanks for introducing her to us

يا مراكبي said...

تحياتي على هذا البوست وعلى عرض هذا النموذج المشرف

لفت نظري بشده أنك تعلمين أن ما تعانيه المرأة أو الفتاه هو ليس نتاج تسلط ذكوري فحسب .. بل إن هناك العديد من الأمهات اللاتي يزكين ويدعمن هذه المعاملة أيضا إما بطريقة مباشرة ذد بناتهن أو بطريقة غير مباشرة بالطريقة التي ينشئن بها أولادهن الذكور من ضرورة أن يقهروا زوجاتهم المستقبلية

micheal said...

أشكرك لطرح قصة النموذج المشرف للمرأة المصرية لطفية النادي
بصراحة انا أول مرة اسمع عنها بس فعلا أشكرك انك أضفتي لمعلوماتي هذه الشخصية الجديرة بالإحترام اللي تثبت أن ليلى تستطيع أن تفرض وجودها في أي مجال في الحياة إن أرادت ذلك وتحدت المجتمع بكل قيوده
تحياتي

سارة نجاتى said...

أنا كنت قريت عنها قبل كده
و لما قريت ....
اتكسفت من نفسى

تحياتى

وتلومني فيك said...
This comment has been removed by a blog administrator.