Saturday, September 09, 2006

كلنا ليلى: ليلى امنحوتب كانت أكثر حرية


ليلى المصرية .. ليلى الفرعونية .. ليلى كما يجب أن تكون:::

ربما كانت أكبر المناصب في مصر الفرعونية لا يحتلها سوى الرجال .. ولكنه لم يكن ابدا مجتمعا ذكوريا كما نرى مجتمعنا اليوم. لقد كانت المرأة المصرية في مصر الفرعونية تحتل منصبا هاما في الحياة ,, كانت ملكة وآلهة وكبيرة كهنة.
وبعيدا عن عالم الساسة وعالم الطبقة الحاكمة كانت المرأة تحظى باحترام غير عادي لأنها كانت تعتبر مسؤولة عما هو أهم من العمل وهو إدارة المنزل إلى جوار عملها.

وفي الطبقة الحاكمة كانت أمهات الملوك وبناتهن يعاملن معاملة الملك وفي عصر المملكة الوسطى كان يبنى لوالدة الملكة هرما عند وفاتها تماما كالملك. ولا يتوقف الامر فقط عن نفرتيتي وايزيس وكليوباترا وغيرهن من الاسماء المعروفة ولكن كانت هناك نساء مصريات تمكن من إدارة شؤون مملكة عظيمة كمصر (آنذاك) وسطر التاريخ اسماءهن بحروف من مجد.
ومع بداية العصر الذهبي للحضارة الفرعونية (المملكة الجديدة) انطلقت مجموعة من النساء وارتقين اعلى المناصب ليست الملكية فقط بل والعسكرية أيضا بداية من الملكة (إعح حوتب) وهي زوجة الملك (سقنن رع) (تاعا الثاني) من الأسرة السابعة عشرة، و هي أم الملك أحمس الاول. وقد منحت أمجاد كثيرة وتكريم عسكري كبير لشجاعتها وقدرتها على إدارة البلاد بعد وفاة زوجها وحتى تسلم أحمس الحكم وبعد ذلك أيضا. ومن ألقابها (سيّدة المصريين)
ولاحقا سطع نجم الملكة تي وهي زوجة الملك امنحوتب الثالث وكانت من عامة الشعب امرأة عادية وكانت تحتل منصب بمثابة وزيرة خارجية مملكتها حيث كانت ترسل مبعوثيها الدبلوماسيين إلى الدول المجاورة.
وما لا يعرفه الكثيرون هو الدور الذي كانت تقوم به النساء اللائي لقبن (بمحظيات الملك) .. وهن النسوة اللائي يعشن في بلاط الفرعون. وكان يعتقد انهن دورهن لا يزد عن كونهن خصصن لمتعة الملك وسعادته ولكن الحقيقة انه كان لهن دور كبير في البلاط الملكي وإدارة شؤون القصر.

من مقال للبروفيسور جوآن فلتشر الباحثة في مجال المصريات في جامعة يورك.
الحقوق القانونية لليلى الفرعونية:
امتدت حقوق المرأة الفرعونية إلى كافة المجالات القانونية والاجتماعية. ويمكننا معرفة أن المرأة المصرية تمكنت من امتلاك الارض والأموال والممتلكات والعبيد والخدم والماشية. كما يمكنها إدارة أموالها بنفسها دون الحاجة لوسيط. كما كانت توقع على عقود الزواج (بعد ظهورها) بصفتها شريك متعاقد. وكان بمقدورها تحرير العبيد او بيعهم وتبني الاطفال ورفع القضايا دون الحاجة لممثل ذكر وهو ما لم تكن المرأة اليونانية نفسها تتمتع به حيث كانت في حاجة مثلا لممثل ذكر ينوب عنها أمام القضاء وفي المعاملات القانونية مثل زوجها أو والدها أو شقيقها.

-وكانت المرأة تحصل على المتتلكات غالبا عن طريق الهدايا أو الميراث من الاب أو الزوج. كما كانت بعض النساء تشتري الارض بعد كسب الاموال من العمل. وكان يحق لها الحصول على ثلث الممتلكات التي يحصل عليها زوجها بعد الزواج بينما كان من حقها الاحتفاظ بمالها الخاص الذي كان لها قبل الزواج.
وكان من حق الزوجة أن ترث ثلث ممتلكات زوجها المتوفي على أن يوزع الثلثين على الابناء.

-ولم يكن هناك أي تحيز ضد النساء أمام القضاء. وهناك أمثلة عديدة على فوز النساء في قضايا كثيرة. كمها مثلا البرديات التي تروي وقائع قضية ميس التي رفعت قضية لضمان حق في قطعة أرض.

ليلى الفرعونية والشوارع المصرية:
كان من حق المرأة التواجد في جميع الاماكن العامة بلا أي نوع من الحظر. حيث عملت في الحقول والورش. ولم تكن المرأة آنذاك ترتدي غطاء للرأس (والذي ظهر للمرة الاولى لدى المراة الاشورية).
وكان الملك رمسيس الثالث يفخر في مخطوطاته بقوله "لقد مكنت المرأة المصرية من أن تتحرك بحريتها وتذهب اينما ارادت وامتدت رحلاتها كيفما شاءت دون أن يتعرض لها أحد في الطريق".




ليلى الفرعونية وسوق العمل في مصر القديمة ::
لم يقتصر دور ليلى الفرعونية على كونها أم وزوجة .. بل احتلت المراة المصرية قديما واحدة من اقدس المهن وهي مهنة الكاهنة. وكان لقب "زوجة الاله" الذي يمنح للنساء الملكيات يمنحهن نفوذا سياسيا طاغيا. وكانت المرأة الكاهنة تتمتع بنفس المكانة التي كان يتمتع بها الكاهن.
كما شغلت المرأة المصرية مهنة أول طبيبة في التاريخ وهي السيدة بيشيشت التي سبقت إليزابيث جاريت أندرسون بنحو أربعة آلاف سنة. وحملت لقب رئيسة الاطباء وفقا للنقش الموجود على شاهد قبرها «ويعتبر الباحثون السيدة بيشيشت أول طبيبة في التاريخ المدون».

ولم يكن بقاء المرأة المصرية في المنزل لادارته نابعا من عقدة ذكورية لدى الرجل أو نتج عنه نظرة دونية تجاهها .. بل على العكس لقد كان دورها يعد عظيما لانها تتولى إدارة الاسرة بحكم انها هي من تنجب الاطفال ومن حقها رعايتهم.
-وتشير المخطوطات إلى ان نساء الطبقة العليا كن يشغلن مناصب رسمية حقيقية. وهو ما كان شائعا في المملكة الاولى.
وكان أعلى منصب شغلته امرأة بعد منصب الملكة كان لامرأة اسمها نيبيت خلال الاسرة السادسة وكان منصبها هو (وزيرة وقاضية وحاكمة) وكانت جدة الملك بيبي الاول.
وهناك مناصب مثل (النبية الثانية ) أو كبيرة كهنة آمون في معبد الكرنك.
-وكانت النساء اللائي ينتمين للطبقة العليا لا يعملن ولكنهن كن يدرن منازلهن وأراضيهن وكانت المنازل آنذاك تضم ورشا صغيرة للغزل وعدد كبير من الخدم والعبيد.
-كما كانت النساء تعين لادارة البلاط الملكي وكانت السيدة تخات أول امرأة تشرف على البلاط الملكي.
-كما كان المجتمع لا يأنف أو يحرج من اعتبار المرأة بطلة قومية وهناك أمثلة واضحة على ذلك مثل الملكة (إعح حوتب) في بداية الاسرة الثامنة عشر. ويرجع لهذه المرأة العظيمة الفضل الاول في حماية مملكة مصر في حروب التحرير ضد الهكسوس ويرجع لها الفضل في قيادة الجيش المصري والقضاء على الثورة التي اندلعت في الصعيد.
وحصلت أعح حوتب على الوسام العسكري المصري من الدرجة الاولى ثلاث مرات على الاقل.
-وهناك أيضا الملكة حتشبسوت التي ملكت مصر وتوجهت على رأس حملة عسكرية إلى بلاد النوبة وشاركت في المعارك وحملت السلاح.


ليلى الفرعونية والزواج::
كانت الزواج يتم دون أي مراسم .. فقط يشترط موافقة الطرفين ورغبتهما في الحياة معا ..وكان يتم تنظيم حفل كبير وتبادل الهدايا ثم تعلن الزوجة رسميا أنها "سيدة الدار".
كان الزواج في مصر القديمة يشكل عماد المجتمع الفرعوني. ولم توجد أي وثائق رسمية للزواج ولا مراسم رسمية للزفاف كما لم تضطر المرأة المصرية إلى تغيير اسمها على اسم زوجها بعد الزواج.
وبالرغم من ان الزوجة قد تخضع لحماية زوجها إلا انها كانت تحتفظ باستقلاليتها الكاملة بعد الزواج وتمكنت من إدارة ممتلكاتها بنفسها.

وفي حالة الطلاق كان الامر يعتبر شيء خاص بين الزوجين والاسرة فقط وكانت السلطات تكتفي بتقديم المتقدم بالطلاق عذرا أو سببا لطلبة الطلاق. وكان الزوجان يتفقان قبل الزواج على ما وثيقة أو شروط للطلاق.
-بينما لم تتغير نظرة المجتمع كثيرا للانجاب .. الذي كان يعد دليلا على خصوبة المرأة وقدرة الرجل. بينما لم يهتم المجتمع الفرعوني كثيرا بنوع الجنين ذكرا كان أم أنثى.
-أما المرأة التي لم تكن تتمكن من الانجاب فلم يكن المجتمع يحتقرها بل على العكس حينما كان الرجل يطلق زوجته لانها لا تنجب كان يواجه احتقار المجتمع .. وكان حل مشكلة عدم الانجاب يكمن في التبني.

أول طبيبة في العالم::
مثل الرياضيات والتنجيم كان الطب أيضا متقدما في مصر القديمة.
وفي عام 1930 نشر الدكتور سليم حسن بردية بشيشت التي اكتشفت في مقبرة تابعة للمملكة القديمة والتي وصفت بشيشت بأنها (كبيرة الاطباء) كما كانت (مديرة كاهنات الروح) اللائي كن يشرفن على جنازات أراد البلاط.
وتشير المخطوطات إلى انه كان هناك جمعية ما للطبيبات في مصر القديمة وكانت بشيشت هي كبيرتهن. ويعتقد انه كان هناك أكثر من مئة طبيبة في مصر.

ليلى الفرعونية والحروب::
كان الفراعنة يرون أن عالمهم ينقسم بالتساوي بين المرأة والرجل فلم يكن هناك أي تفرقة من أي نوع بين الاثنين. وان هذا الازدواج أو المساواة بينهما هو ما يمنح الكون اتزانه ونظامه. وكانت الربة مات هي رمز التناغم والكوني.
-وكان قيام المرأة بالعمل الجسدي العنيف أمر طبيعي حتى انهم كانوا يصورون ملكاتهم وهن يسحقن اعدائهن ويعدمن المساجين ويطلقن السهام على الاعداء.
كما صورت النساء العاديات وهن يحاربن ويضربن جنود الاعداء بالسيوف ويتغلبن عليهم. وكانت النساء يقلدن الاوسمة العسكرية لادائهن في الحروب.

حرية ليلى الفرعونية::
-وكانت الحرية التي حظيت بها المرأة المصرية أذهلت الحضارات المجاورة ويتعجب المؤرخ اليوناني هيرودوت من أنه كيف "يتعاملن في الاسواق ويشاركن في التجارة بينما يجلس الرجال في المنزل للحياكة .. لقد عكس المصريون نظام الكون". وبالتأكيد تلك الصورة المبالغ فيها كانت نتاج دهشة الحضارات المجاورة من الحرية التي وصلت إليها المراة المصرية.


ليلى الفرعونية واستقلالها:
كانت المرأة المصرية تتمتع باستقلال مالي مذهل عن الرجل .. بل وكانت تحصل على نفس الرواتب التي يتقضاها الرجال. وهو ما لم يحدث في العالم حتى الان.

ليلى الفرعونية وصورة المرأة ::
ولم تهمل ليلى الفرعونية رغم تلك الحياة المشحونة بالعمل ليل نهار مظرها كأنثى مكتملة الانوثة .. وكانت المراة المصرية تعني كثيرا بمظهرها ولم يؤثر عملها ابدا على كونها أنثى تهتم بصورتها فلم تكن "مسترجلة" ابدا حتى بعد خروجها للعمل وقيادة الجيوش.
وقد صورت البرديات والنقوش في المعابد ان المرأة المصرية كانت تجلس بصبر أمام الكوافير وخبراء التجميل.


10 comments:

كلبوزة لكن سمباتيك said...

الف مبروك الخبر السعيد
مبروك انطلاق شعاع المصارحة يا كل ليلي
مدونة ممتازة
و جهد ملحوظ
هي ليلى في كل العصور
الي الامام

Polka Dotted said...

Great post :)
laila 7aterga3 mohema tani isA...
el moshkela en 3la marr el agyal bneskot aktar

Anonymous said...

إدى إدى دا إحنا دخلّنا ليلى فى الفراعنة وحاجات جامدة أوى :)

على العموم كنت عارف إنك هتنضمى للحملة النسائية دى وكنت منتظر تدوينتك بس ماكنتش متوقع الحقيقة إنك هتكتبى من الجانب ده.

لكن ده شوية بعيد عن مشاكل ليلى اليوم، فين ليلى يا ليلى ؟!!!!

Anonymous said...

أحييك على المعلومات
وترتيب الأفكار
وحرفية العرض
والأهم: الفكرة


صباح الخيرات

Mirage said...

مقال رائع ..

محاولة لتأريخ ليلى الفرعونية


تحية لك

bluestone said...

آنسة سمباتيك :: بطابيط :: فيولينا
ليلى في كل العصور هي ليلى تستحق كل الفخر والاحترام ..

في انتظار عودتها ..

اخناتون ::
ليلى الفرعونية مثالا يحتذى .. لان مجتمع ليلى الفرعونية كان يقيم توازنه علي آدم وحواء معا.

منار النور ::
حمد لله على السلامة ..
في انتظار ليلى الجديدة

farida said...

بوست اكثر من رائع
احييكي عليه و على مجهودك في كتابته بتلك الطريقه الرائعه


جميل فعلا

farida said...

بوست اكثر من رائع
احييكي عليه و على مجهودك في كتابته بتلك الطريقه الرائعه


جميل فعلا

Anonymous said...

بالتأكيد كانت ليلى الفرعونية اكثر تحررًا بمراحل إذا جاز في الأساس أن نطلق صفة التحرر على ليلى الحالية الخانعة الدمية العورة التي ينظر إليها على أنها أقل من إنسان إن لم تنظر هي إلى نفسخا بهذا الشكل

احساس لسه حى said...

عزيزتى
طبعا الحضارة المصرية من احسن الحضارات تعاملا مع المراه لاكنها كان بها بعض الاشياء التى تأذى المراه وتظلمها
وهجيب مثلين الاول الختان بطريقته المعقدة جدا وعروس النيل الذى انتشر بصورة كبيره فى عهد الفراعنه والتضحيه بامراه لا ذنب لها
وكان الزواج من الاخت حلا لعدم انتقال الميراث الى الاخرين
معلومات جميله احيكى عليها
سلام