الركض في حالة ثبات

مجرد ثرثرة عقلية ..او اكثر

.

.

كنت اسمع هذا القول كثيرا قديما .. اصحاب العقول في راحة . ولكني بدأت ادرك انه قول احمق حقا.. بل ابعد ما يكون عن الصواب ... اعتقد ان الاقرب للدقة والحقيقة هو ان اصحاب العقول يشقون بعقولهم

.

.

.

قال لي صديق انني لن انعم ابدا بتلك النعمة التي وصفها بانها السلام الداخلي او كما يقولون راحة البال. لاني لا اتوقف عن التفكير ابدا حتى اثناء النوم. ولكن ألم يعطنا الله عقولا لنفكر ... مش ذنبي ان الاخرين لا يستخدمونها

.

.

.
واتوقف مرة اخرى لاسأل نفسي لماذا خلق الله لنا العقل .. رغم اننا لم نعرفه اولا بالعقل .. بل عرفناه بالايمان والحدس القلبي كما يسميه الفلاسفة. وتقلص دور العقل في معرفة الله على مجرد تدعيم ذاك الحدس القلبي بالادلة

.

.

.
فلماذا منحني الله عقلا لم يقودني إليه؟

.

.

.

.
اسأل نفسي كثيرا.. لماذا لا اتوقف مؤقتا عن التفكير؟ لست شخصا عمليا بطبعي ولست عقلانية مئة بالمئة .. بالعكس ما اعلمه عن نفسي تماما اني شخص انفعالي تنتج افعاله نتيجة انفعالات وليست قرارات عقلية.. فلماذا لا تتوقف قطعة الجيلاتين تلك عن العمل وتحليل كافة المواقف والامور يوميا على مدار الساعة؟ لماذا لا تستريح قليلا؟

.

.

.

.
لماذا لا املك احلام الفتيات الاخريات؟ لماذا لست مثلهن؟ اعرف ان امي تسألني تلك الاسئلة بعينيها كل يوم؟ لماذا لم اصبح مثلهن .. اتوق للزواج ب"العريس اللقطة" وانجب عددا من الاطفال و"ابقى ست بيت شاطرة" بدلا من "التنطيط" طوال النهار بين العمل والانشطة الاخرى التي تزعجها دائما.و

.

.

.

"الصحافة خربت مخك؟ السياسة هي السبب.. الشعر ده بتاع الافلام والاغاني .. الثقافة مابتوكلش عيش.. انتي ليه متمردة..مفيش راجل يحب مراته تفكر احسن منه"ز

.

.

اسمع هذا الكلام بتنويعاته بصورة يومية احيانا .. وكثيرا ما اشعر بغربة بين اقرب الاشخاص إلي.. ولكني لا الومهم .. فانا ايضا اسأل نفسي نفس الاسئلة.. لماذا لم اكن مثلهن؟؟؟؟ه

.

ما عيبهن ؟ ألسن سعداء؟ ألا يتمتعن بالحياة اللائي يتمنينها ؟؟؟ بينما انا مازلت ابحث عن المستحيل وانقب في طيات الغيب.. ولن افلح في ان اصير مثلهن وان حاولت... لن اتمكن من ذلك ابدا

.

.
.

.

إلى اين يقودني عقلي؟ لا اعلم ... ومازالت احاول ان اتلمس طريقي به .. اتغلب على نوبات الصداع والاسئلة الكونية المعقدة

.

نفس الصديق قال لي انه يتعين على الانسان المؤمن ان يتعلم فضيلة التسليم .. وانا لن افعل ابدا ... لن اتمكن من تعلم تلك الفضيلة او اكتسابها مهما حدث ... ايعني هذا اني لست مؤمنة ؟؟؟؟؟؟ لا اعلم

.

.

لم اجد الله حينما بحثت بعقلي فقط وبحسب توجيهات الاخرين.. اختبرته حقا بالحدس القلبي ..مازالت احاول .. ولكن ما فائدة العقل إذن؟ ما نفعه؟

.

.

ما الذي ربحته في حياتي من وراءه؟ وإلى اين سيقودني؟ وهل يحق لفتاة في مجتمعنا ان يكون لها عقل ؟؟؟؟ بعضهم لمح لي انه امر سلبي وليس ايجابي في حياة فتاة شرقية... ربما

.

.

.

.

حاولت ان اوضح لصديقة فكرة بسيطة لاشرح لها رؤيتي للامر.. الفكرة ليست ذكاء خارقا .. وليس اني اتمتع بعقل راجح لا يغلبه غالب .. الامر مثل مضمار السباق في اكتر من (تراك) او حارة للركض ... هكذا عقلي .. او هكذا انا ........ عشرات من الحارات فتراني في اسعد حالاتي وانا اشارك في مناقشة سياسية ساخنة واشعر بسعادة طاغية ان انتهيت من قصيدة جديدة و ان حصلت على كتاب طالما رغبت في قراءته ارقص كالاطفال بينما استمتع بجولات التسوق واحاديث الفتيات وجلسات النميمة والثرثرة عن الرجيم والاكل والموضة !!!!ه

.

لا اعرف كيف يحدث هذا ولكني اعتقد بصحة فكرة حارات مضمار العقل....ه

.

.

ورغم استمتاعي الشديد بتلك الالوان .. والتي تثري حياتي تنوعا .. ولكنها في نفس الوقت تشعرني بالوحدة الشديدة بينهم جميعا ... فدائما ينقصني شيئ ما ... دائما هناك شيء مفتقد

.

.

وبعد ذلك لا يمكن ان يلومني احدهم لاني اشعر بالوحدة بصحبة اصحاب التراك الواحد... وان كنت احسدهم جدا

.

ولكن أأبادل عقلي بآخر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ه

.

.

.

.

.

مطلقا .... ولو بالعالم اجمع ....ء