Friday, June 16, 2006

فضفضة .. او سفسطة


كل القلوب غربتها ليها نهاية
وانا غربتي روح وعايشة جوايا
-------
تنتابني هذه الايام حالة من البوح والفضفضة لا سبب لها .. معلش بقى استحملوني .. ومن ما قدرتوش
just brouse away
بعد قراءتي لتدوينة
اللي ختمها ب(أشتاق أليكم وأكره لقائكم) تصادفت مع قعدات فضفضة مع بعض الاصدقاء اتكلمنا فيها عن الانتماء واحساس الغربة والاغتراب والوحده وحاجات شبه كده كتير ..
اشعر هذه الايام بحالة من التقوقع الذاتي عجيبة جدا .. كأني قفلت على نفسي .. وكأن العالم لا يوجد خارج حدودي دوائري متعددة السخونة.
وبدأت اتساءل لماذا هذا الاحساس بالغربة .. لماذا نشعر بهذا الكم من المساحات الفارغة بيننا وبين اقرب الناس إلينا .. لماذا تحولنا إلى جزر منعزلة يبدو اقرب الناس إلينا كشواطئ نائية.
كثيرا ما اشعر ان اقرب اصدقائي واسرتي يقفون على بعد اميال شعورية .. رغم العلاقات الطيبة .. رغم العمل رغم النجاح والاصدقاء والحياة الاجتماعية النشطة .. رغم كل شيء تغمرني الغرب .. كيف هذا مع كل شيء ..
كل شيء ؟؟؟
حسنا ... ربما ليس كل شيء .. دعنا نقول تقريبا كل شيء.
اذن لماذا اشعر اني اقف في وجه العالم وحدي .. رغم اني في بلدي وبين اصدقائي واسرتي ..
لماذا اذن اشعر احيانا اني لست منهم .. انهم آخرين. دائما ما يقفون عن حدود لا يستطيعون اجتيازها عابرين إليَ ويشترطون ان اضحي بالكثير ليسعني القارب المتجه إليهم ..
وانا على الجانب الاخر اصرخ .. (اني اكثر مما ترون .. هناك المزيد فافتحوا اعينكم او ارحلوا .. فقط لا تطبقوا على انفاسي بنظراتكم الضيقة .. هناك المزيد لرؤيته .. فقط لا تضعوني في قوالبكم الخزفية الجميلة ذات الورود والاشكال .. فانزف فتروى الزهور الخزفية وتكتسب لونا آخر).
اعتقد ان الغربة ليست في غياب الانتماء إلى مكان مااو زمان او شخص ما .. انما افتقاد الاحتواء ,,,
نحن بحاجة لوطن يحتوينا
لوطن يسعنا بكل اختلافاتنا ..
وطن لا يضيق على حماقاتنا ..
لا يسحقنا ان غضبنا واطحنا بعض الاوراق على تراب الوطن
وطن يمكنني ان اتنفس فيه هواء حرا يغسل روحي قبل رئتي ..
وطن لا يتربص بي .. ولا ينصب لي فخاخا للموت في كل خطوة.
تكون احيانا في حاجة لشخص يحتويك
بينما مازلت تشعر بحاجته اليك
شخص يرى ما خلف حدودك اليومية ..
ان يتركك تعبث بكل الوانك على اللوحات البيضاء الممتدة بينكما
دون ان يفزعه عبثية الرسم ..
دون ان يفرض عليك الوانه او يمسك بيدك حتى ترسم اشكالا مقبولة
تحتاج لروح تتشابك مع روحك
تحتاج لشخص لا تخشى ان تفتح امامه ابواب كل غرفك المغلقة
فيدخلها الهواء والنور فتتوهج
لم اجد من يعبر عن تلك الغرب مثل فيلسوف الشجن
يا بو قلب وحيد .. انا زيك تعالى
لنا عمر جديد نهايته بعيد .. تعالى
يا غريب الروح .. اليك الروح رسالة
" تعالى "


ياما قلبي من شقاه دق البيبان
كل باب مقفول على جنينة هَنا
و ابو قلب وحيد مالوش فيها مكان

إيش تطلبي يا نفس فوق كل ده
حظك بيضحك وانتي متنكده
ردت قالت لي النفس : قول للبشر
ما يبصوليش بعيون حزينة كده
عجبي !!

( صلاح جاهين )

5 comments:

The Eyewitness said...

"اني اكثر مما ترون .. هناك المزيد فافتحوا اعينكم او ارحلوا .. فقط لا تطبقوا على انفاسي بنظراتكم الضيقة .. هناك المزيد لرؤيته .. فقط لا تضعوني في قوالبكم الخزفية الجميلة ذات الورود والاشكال .. فانزف فتروى الزهور الخزفية وتكتسب لونا آخر)."

كلامك ده أثر في جداً، ودش عارف أقولك أيه. بس أنشاء الله سوف تجدي أرضك التي تكوني فيها أنت يذاتك الحقيقية والكاملة التي تنمو نحو أعمق أعماق أنسانيتها، سوف تأتي سفينتك لترحل بك ألى حيث أرض أحلامك وعندها لن تكوني بحاجة لنظرة من حولك، بل من حولك هم الذين سوف يكونو بحاجة ألى نظرتك.

الحالمه بالحريه said...

الاحساس بالغربه احساس قاسي وخاصة اذا شعرنا به وسط من نحبهم
اشعر وكان الاحساس بالغربه طعنه نحاول
ان نخفيها بابتسامه مغتصبه
**************************
وبدأت اتساءل لماذا هذا الاحساس بالغربة .. لماذا نشعر بهذا الكم من المساحات الفارغة بيننا وبين اقرب الناس إلينا .. لماذا تحولنا إلى جزر منعزلة يبدو اقرب الناس إلينا كشواطئ نائية
ولكن الامل الوحبد المتنبا له انه سوف يجهض ان لانظل جزر منعزله يبدو اقرب الناس لنا جزر نائيه

bluestone said...

المشكلة اننا يا eyewitness ما اتعلمناش يكون عندنا قبول لما هو مختلف .. لان المختلف غير موجود اصلا .. صنعنا قوالب وتعفنا داخلها .. واللي بيخرج بره القالب بيعاني .. اللي بيطلع راسه بره الطابور لازم يحس انه لوحده ..

ايتها الحالمة بالحرية ..
انه الحلم هو ما يبقينا على قيد الحياة .. الحلم هو ما يجعل من هذه الحياة امرا اكثر احتمالا

ماروكو ...
اننا بحاجة لوطن باشخاصه .. الوطن المفهوم وليس الارض .. ولكن حاليا مازلنا نبحث عن الاثنين

abderrahman said...

أحيانا ما تكون علاقاتنا بما حولنا علاقة جوار (فقط)، وذلك لعدم وجود ما يجمع بين أفكارنا، أو طموحاتنا وبين الآخرين.
عندما تتوحد - أو حتى تتقارب - الاهداف والطموحات، قد تختفي الغربة لأن الكل سيكون للواحد، الواحد سيندمج في الكل .

الحالمه بالحريه said...

فعلا الحلم هو ما يبقينا علي قيد الحياه ولكن لكي نحلم لابد من اجنحه لنحلق بها في سماء الاحلام ولكن كيف يحلق من تم تحطيم اجنحته واصبحت احلامه مجرد محاولاد بائسه فاشله
ولكن بالرغم من كل شئ لابد ان نحلم فهو املنا الوحيد لنتعايش مع واقع لاانساني