Friday, January 25, 2008

the Day I got touched


لا أتحدث اليوم عن أي حملات ولا يأتي كلامي غير المرتب في إطار حملة او دفاع عن قضية او اي شيء
فقط أرغب في أن أروي ما حدث .. لاني أريد ان احدث احدهم عما حدث. انه أحد هذه الايام
أشعر بالانزعاج الشديد .. والانتهاك والهزيمة .. والكثير .. الكثير من الغضب
حاولت أن اتصل بأحد اصدقائي فقط لأتحدث .. ولكن تلك كانت مشغولة وهذا هاتفه مغلق وذلك لا يهتم .. وآخر لا أملك الجرأة أن اتحدث معه في أمر كهذا .
وانتبهت إلى ان المكان الوحيد الذي اكون فيه على راحتي دون قواعد هو هنا .. فلا انتبه كثير للاداب العامة ولا للواجهة الشخصية ولا قواعد العمل ولا حتى القواعد اللغوية ..فقط تلك المساحة من الفضفضة
فقررت ان اكتب ما لم اتمكن من قوله لأحد
اتباهى كثيرا بأني امرأة قوية .. لست في حاجة لأحد .. استطيع الاعتماد على ذراعي وشق طريقي في الحياة .. اعمل كثيرا جدا جدا لاثبت ذلك ..لست في حاجة لأحد .. ولا يستطيع احد ان يسلبني حقي او يسحقني مهما كان
ولكن الليلة شعرت بمدى كذب تلك الفكرة .. الليلة فقط كنت كما طفلة بائسة شعرت بانهزام مفاجئ ولا من احد تهرع إليه لحمايتها
الامر لا يعدو مجرد يوم آخر .. في طريقي للمنزل بعد يوم عمل شاق .. كان قرارا سيئا أني تركت السيارة عند المنزل صباحا وقررت اني كأن إنسان آخر من حقي أن أسير في الشارع كباقي البشر اتمتع بيوم مشمس ومساء طيب .. وكنت مخطئة
استوقفت سيارة ميكروباص لاني لا اثق كثيرا بسائقي التاكسي بعد التاسعة مساء
وحملت حقيبتي وأوراقي وبعض الصحف وجلست على المقعد الأمامي خلف السائق مباشرة
وجلس بجواري رجلان .. وانطلقت السيارة
كان الرجل بجواري قريبا مني جدا لدرجة ازعجتني فاعتدلت اكثر من مرة لاعلن عن ضيقي ولكنه كان شبه نائم عينيه ربما كانت عيناه مغمضتين .. فاكتفيت بان التصق قدر الامكان بنافذة السيارة .. فالامر لا يعدو مجرد دقائق قليلة واصل للمنزل
ولن يحدث مرة اخرى ان اترك سيارتي .. وامارس حقوقا وهمية مرة أخرى
وقبل دقيقتين من محطة نزولي .. حدث ما لم اتوقعه .. لقد وضع الرجل يده على قدمي !!!!!!
هكذا في وسيلة مواصلات عامة .. بلا ادنى تردد
فانزعجت واستدرت فجأة ورمقته بنظرة حادة ..فسحب يده في هدوء قاتل ..اعجزني عن الكلام
اعلم ان الكثيرين سيلومونني .. لماذا لم تضربيه او تصرخي او تشتميه بما اوتيت من ألفاظ .. ولكني لم افعل ..فقط لم افعل
فجأة فقدت تماما اي قدرة على النطق او التصرف .. لثوان معدودة شعرت اني طفلة تبحث عن اباها في زحام شديد
هممت بالنزول قبل مكان منزلي
ولم أفعل اي شيء
شعرت بقدر مؤسف من المهانة والغضب ..والعجز
وانكسار ....... أمام نفسي اولا
لم افعل شيئا على الاطلاق.. خفت ربما
وربما استغرقت لحظات في التفكير في الفضيحة التي ربما كنت سأتسبب فيها ان صرخت في وجهه وشتمته
ماذا سأقول للركاب الآخرين ؟؟؟ ماذا لو شتمني بدوره؟؟؟
لا اعرف .. فقط لم افعل شيء .. فقط نزلت من السيارة وسرت في خطوات بطئية لمنزلي وانا اشعر بلا شيء فقط باحساس يشبه الحريق على تلك البقعة من قدمي
وبكيت كالأطفال .. حتى الآن ..
مدهش حقا كيف يمكن لغرباء تافهون ان يسلبوا أجزاء من إنسانيتنا يوميا دون ان يكون لدينا اي رد فعل او آلية للدفاع