Thursday, April 03, 2008

تخاريف نثار الحروف

مقدمة بلا أي داعي منطقي:
قرأت في احدى المرات في قصة قصيرة كان كاتبها يتساءل لماذا تبدأ كل القصص والروايات بأحدهم (وهو غالبا البطل) يجلس في مقهى يحتسي القهوة ويتأمل في كل شيء.. ومن ذلك الكوب تبدأ القصة وربما تنتهي أمام كوب من القهوة أيضا أو في نفس المقهى أو آخر
حسنا أنا ايضا لا اعرف لماذا تبدأ الرويات بالقهوة ومدى ارتباطها بالكتابة او ارتباطها بالذكريات أو الحزن او حتى عقدة الرواية.ولذا لاني لا اعرف ولانني ربما لست كاتبة من الأصل فلن أبدأ ما اكتبه الآن والذي لا اعرف له بعد تعريفا بانني أجلس في مقهى احتسي القهوة. ورغم انني أجلس الآن بالفعل واحتسي كوبا كبيرا من القهوة الأمريكية أو النسكافيه الردئ النوع
ولكن كما قلت لكم لن أبدأ ما اكتبه الآن باني اجلس احتسي القهوة واكتب.. اولا لانكم بطبيعة الحال لا يمكنكم التأكد ابدا من أنني أجلس في مقهى احتسي القهوة .. ربما سأقول لكم ذلك حتى تبدأ القصة بطريقة صحيحة وحرفية ولكن قد أكون جالسة في علبة أسمنتية فاخرة في غرفة واسعة تضيئها أضواء النيون الميتة كوجوهنا تماما واحملق في شاشة كمبيوتر من نوع الفلات واتهرب من واجبات العمل الذي بات كسرطان يتوغل وينتشر داخل عقلي وروحي كل يوم حتى بدأت تتآكل أو ربما كنت أجلس على فراشي واضع شاشة المحمول أمامي واكتب لا لشيء الا لانني اشعر بقدر اكبر من الخصوصية وانا متكورة امام تلك الشاشة أخاطب اناس لا أعرفهم اكون معهم وامامهم نفسي التي لا اعرف كيف اكونها امام القاطنين في الغرفة المجاورة. إذن ليس في الأمر ثمة مقهى قديم ولا رواد يهيجون بثور الذكريات ولا قهوة مرة تحمل فلسفة للحياة ولا وجوه تستدعي اجترار لاحداث سابقة او تولد الهام ما .. انه فقط انا وانتم وتلك الشاشة .. فلا يمني احدا نفسه بغير ذلك

عن العبث الذي تقوله فيروز:
كان يوما طويلا اليوم ..هناك مفهوم لن اتمكن ابدا من استيعابه حينما لا يكون لدينا شيئا لنفعله يكون لديك الكثير من الوقت .. دائما هناك وقت كاف للبكاء والحزن والندم واجترار الحماقات واستدعاء الذكريات السيئة .. هناك دائما وقتا إضافيا لتذكر كل الذي عبروا من هنا وخلف كل منهم كدمة ذات لون ازرق واحمر
قبل أسابيع مررت بيوم جميل .لم يكن يوما كاملا بالطبع. كان ساعات قصيرة جدا .. اذكر انني ضحكت مرتين وشعرت بالدفئ ل4 لحظات وبالأمان لخمس دقائق .. وانتهي اليوم .. ولم يعد هو .. ولم يعد اليوم
وانا في طريقي الي العمل مساء اليوم سمعت فيروز تغني من الام بي ثري في السيارة (احترف الحزن والانتظار) كيف يفعل إنسان ما هذا؟ كيف يمكن احتراف الحزن والانتظار. كيف يصير الحزن عملا. وكيف يذهب المرء إلى (الانتظار) كل صباح؟؟؟ ترى لو احترف احدهم الحزن والانتظار .. ما هي العملة التي سيتقاضاها في نهاية الشهر ؟ وهل يتقاضى أجرا نظير الحزن والانتظار ؟ ام انه ينتظر فرصة أفضل ؟؟
عن الأحمق الذي هو صديقي:
كنت اتحدث في الهاتف مع صديق طيب القلب .. كان يشكو قلبه الطيب .. لديه مشكلة ما .. دعنا نقول انها مشكلة عاطفية . دون سرد تفاصيل كثيرة .. يكفي فقط ان تعلموا ان أفضل البشر واطيبهم يحصل على الأسوأ دائما. غريب هذا أليس كذلك؟؟ه
كدت أصرخ في وجهه وهو يشكو .. كيف لم تلحظ تلك البلهاء التي تحبها ذلك الجمال الذي تحويه داخلك ؟ كيف لم تفهم تلك الحمقاء انها تتزوج دون كيشوت قادر على فعل شيء هذه المرة؟ ولكن قبل ان اصرخ تنهدت وقلت له ان بعض الناس فقط حياتهم معقدة جدا بدون سبب

هو قدر ربما ودعونا لا نتحدث عن القدر والسماء والطرق المرسومة والموضوعة سلفا وكل تلك الأمور ... فلست أفضل من يتحدث عن ذلك. اعتقد اني في حالة خمول روحي .. احيانا ما يكون الانسان متدينا ولكنه ليس روحيا .. ما علينا .. فالافضل ايضا الا نتحدث عن التدين او الدين .. فهي كلمات تزعج المثقفين والليبراليين احيانا .. وتجعلك تبدو متأخرا بعض الشيء.

عن قلب عبد السلام النابلسي:
كنا نتحدث.. اقصد كنت احدثكم عن صديقي.. مسكين صديقي .. تمنوا له حظا سعيدا مع البلهاء.. فهو يحبها .. لذا فلا اعرف على وجه الدقة اي منهما أكثر بلاهة من الآخر
على كل حال طلب إلي صديقي ان نذهب سويا لشراء ملابس جديدة أنيقة تليق بزيارة لمنزلها .. ولقاء أهلها .. اتمام مراسم الخبل الاجتماعي سأذهب معه بالتأكيد .. ليست هذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها خدمات من ذلك النوع لصديق او صديقة من هنا او هناك .. فانا أجيد لعب دور عبد السلام النابلسي ببراعة. ربما لن احظى بدور البطولة ابدا
تخيل معي انك لا يمكنك حتى ان تلعب دور البطولة في حياتك ابدا.. مازلت في انتظار فرصة عمرك .. التي ربما أتت ومرت وانت منشغل بدور آخر.

بل يموت بعض الكلام:
قال لي منذ مدة طويلة .. ربما نحن مميزان جدا .. نحن لا نكف عن الكلام ابدا ..دائما معكي هناك الكثير لنتكلم عنه. اليوم آخر ما قاله على المسنجر قبل ان يعلن خروجا مدويا بعلامة (أوفلاين) (خلاص معادش فيه كلام يتقال..)
هل لم نعد مميزين أم الكلام قد انتهى.؟ كيف ينتهي الكلام اصلا؟ هل يمكن ان تتكلم وتتكلم ثم فجأة ينتهي الكلام .. يخلص؟؟ه
بعض الناس كانوا يشتكون ويتسائلون منذ مدة لماذا يأخذون الكلام إلى المحكمة؟
ربما الكلام متهم فعلا ؟ فنحن نمارس حياتنا كلاما قبل ان ننفذها فعلا.. او ربما نهرب إلي تلك الحياة حتى لا نعيش أخرى. كما ان البعض يرتكب جرائما باسم الكلام. انه متهم ومدان فعلا لانه لا يتحقق دائما

عن لمعة ولمعة:
قالت احدى قريباتي ان أمي حينما تتحدث عني أمام الناس تلمع عيناها ولا تكف الا بعد ان تقص على الجالسات كيف انها تراني تلك النعمة التي منحها الله إياها بعد طول انتظار وما تلبث إلا ان تحكي كيف ولدت بعد 7 اشهر فقط وكان الجميع يخشون ان لا اعيش طويلا في زمن لم تكن فيه الحضانات اختراعا مألوفا. وكيف اني صرت اليوم حلمها الوحيد وسندها وكنزها الذي تخبؤه للزمن

تذكرت لمعة العين هذه وصديقتي الاجنبية تحدثني عن روعة السفر والمستقبل الباهر الذي ينتظرني في تلك البلاد البعيدة.. وعن الحرية والاستقلال والحياة بلا قيود.. ... لمعت عيني انا ايضا يا أمي ولكني أخفيتها

لماذا رويت لكم تلك الرواية؟ ربما على ذكر الكلام ,,او ربما لا لسبب اصلا. فكما يبدأ الكتاب مقالاتهم بالقهوة اتحدث انا عن أمي بلا سبب

حينما تروي التجاعيد:
ماعلينا قبل وفاتها كانت جدتي تستمتع بان تروي لي ولزوارها قصة ميلادي الذي تراه اعجازيا. فبعد انتظار والداي خمسة اعوام بلا أمل قررت السماء انه الوقت .. وتقول جدتي انه لا بد واني كنت في عجلة من أمري لمغادرة السماء ومغادرة رحم أمي أيضا .
فشققت طريقي بعد سبعة أشهر فقط من الاقامة في منطقة الأمان .. كان في انتظاري استقبال حافل وفي انتظارهم مفاجأة غير سارة

تروي لي جدتي انها توقعت اني لن أصمد طويلا واني أضعف من مواجهة الحياة بلوني الأزرق ونموي غير المكتمل ورأسي اللين .. الذي لم يلبث ان صار حجرا الآن. وتكمل جدتي انني أثبت خطأها.. لانني كنت اقوى مما توقعت هي
واليوم علي أن أثبت لنفسي انني عكس ما توقعت ...على فكرة لقد انتهيت لتوي من كوب القهوة الردئ .. وربما سأتناول آخر.. ولكني سأضيف اللبن منزوع الدسم هذه المرة وبديل السكر (الكاندريل) من أجل الحمية.. التي مارست خلالها كل انواع الغش والتدليس منذ بدأتها قبل اعوام. ربما لم اخسر كثيرا من الكيلوجرامات ولكني بالتأكيد خسرت الكثير من المال سحقا لاطباء الحمية اللصوص .. ولتذهب الحمية إلى الجحيم.. انا لا اريد ان ارتدي البكيني اصلا . فاين يمكنني ارتداؤه على اية حال؟ه

أبي يقول ان من حق كل امرأة ان تشعر بحريتها وترتدي ما تشاء بشرط ألا تكون وحدها. وأمي تلاحقه امامي ارتدي ما تشائين وانتي مع زوجك.افعلي ما تشاءين وانتي في بيته يبدو اني ساحترف بعض الانتظار هنا .. وربما لن ارتدي البكيني اصلا

عن الذنوب بالبندق:
علمونا في الكنيسة قديما ان الطعام شهوة. وان على الانسان الروحي المتدين أن يقاوم شهوة البطن.ا

وانا اتساءل كثيرا لماذا كل الأمور الممتعة في الحياة تصير امرا وجب مقاومته؟ فان فهمت فرضية الجنس مثلا فانا لا اعرف ما الحرام في قطعة شهية من الشيكولاتة بالبندق تذوب في الفم كقبلة مكتملة الجمال؟ا
وعلى اي حال فانا أصلا لا اعرف ما هي القبلة المكتملة الجمال ولا ما هي القبلة اصلا وما مدى مقارنتها بالشيكولاتة .. ولكني كلما شاهدت إعلان جالاكسي تذكرت كلام قس كنيستنا عن الشهوة والأكل .. ربما لن اقسو على نفسي تلك المرة .. من حقي ارتكاب بعض الجرائم الصغيرة .. ا
لذا اتحمل انا تلك المعصية في حق قس كنيستنا وحميتي ..سأتناول قطعة الشيكولاتة الذائبة (فانا لا احبها جامدة) مع القهوة وانا ارتكب فعل الكتابة ايضا والذي لا اعرف في حق من سأرتكبه تلك المرة

عن رجلاي المفضلان بالخلطة السحرية:
أقلت لكم ان اليوم كان طويلا مشحونا بالعمل ولكن استمتعت به. اليوم كان زيارة الرئيس الروسي فيلاديمير بوتن لايران في زيارة تاريخية لمقابلة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد... يا الله رجلاي المفضلان في مكان واحد .. أمر طيب جدا .. يجعل يوم العمل مختلف ..ا

لا ادري لماذا يصف هؤلاء السخفاء المزعجون نجاد بانه مخبول ويصفون بوتن بانه ديكتاتور .. هؤلاء الحمقى ليس بينهم امرأة تفهم في صنف الرجال .. بوتن ونجاد رجلان يشعان رجولة بتلك الكاريزما والحضور الطاغي والشخصية المميزة

صديقتي هي الاخرى بلهاء فكلما احدثها عن احدهم تصرخ في وجهي .. (طيب انا افهم واحدة تبقى معجبة بجمال سليمان ولا مصطفى فهمي ولا حتى عمر دياب انما ايه الغية المهببة دي اللي فيكي؟) ..... حمقاء هي الاخرى لا تفهم في صنف الرجال

ولكن مهلا ... هل انا افهم هذا الصنف؟؟؟؟ا
ومن اين لي هذا الفهم اذن؟؟ا