Sunday, November 14, 2010



جسده النحيل مسجى على الأرض نصفه على الرصيف والنصف الآخر في الشارع .. بينما بروز جدار الرصيف الأسود يطعن ضلعه في وضعية شديدة الألم .. يرقد هو بلا حراك بينما تحلق المارة حوله بين متفرج ومشاهد !!

تناثرت بعض متعلقاته .. حذاؤه الرث المهترئ أصلا، التصقت فردة بقدمه والأخرى في منتصف الشارع، سلسلة مفاتيح، وبعض الاوراق وجنيهات معدنية، بينما بقيت دراجته البخارية ذات الصندوق الذي كتب عليه (كوك دور دليفري) ملقاة بلا اهتمام تعوق نهر الطريق .. الذي أصيب بالشلل الجزئي قرب الشاب الملقى في الشارع

يمر العابرون ويتوقف اصحاب السيارات من آن لآخر يستفسرون ماذا حدث في فضول نهم، يتناقشون في التفاصيل .. ويرحلون. بينما وقف بجواره نحو 5 اشخاص بعضهم ينادي عليه بعبارات مثل شد حيلك، قوم بقى وخليك كويس واستجدع .. وآخرين وقفوا ..

فقط وقفوا هناك بلا حراك .... ومازال الجسد الملقى بلا حياة

تتوقف سيارة أخرى .. يخرج منها رجل وطفلين.. يصرخ الرجل في طفليه للعودة للسيارة بينما يتوجه الرجل للجمع الواقف حول الجسد الملقى .. يستفسر .. تخرج عبارات مثل (اللي خبطته طلعت تجري، محدش لحق ياخد نمرتها، منهم لله) إلخ ..

تمر دقائق .. يتجول الرجل حول الجسد الملقى ويتفحصه .. ويجر قدميه ويترجل ببطئ نحو سيارته .. يدير المحرك ........ ويرحل.. هكذا .. كالآخرين

سيارة أخرى .. شابين هذه المرة يتوقفان .. يتفحصان الجسد ويسمعان القصة .. يستخدم احدهم هاتفه .. (الاسعاف مش بيرد)

(معلش حاول تاني .. بقالنا نص ساعة بنحاول نكلم الاسعاف .. نمرة الاسعاف مش بترد)

(يعني مش بترد؟ فيه اسعاف مش بيرد؟؟؟؟؟؟)

(آه هنعمل ايه عادي .. ممكن يكون محدش سامع التليفون !!!!!!!!!!!!)

يظن الشابين انهما فعلا ما استطاعا .. فيركبا سيارتهما ويرحلا ايضا ..

واخيرا الجسد الملقى يتحرك ببطئ .. وبألم شديد .. يصرخ الشاب من الألم ... يأتي ضابط أمن برتبة صغيرة من أحد حراس المنشآت العسكرية القريبة .. يتابع الموقف .. ثم يحاول الحديث مع الشاب .. وفي اثناء ذلك يحاول ان يساعده على الحركة لربما تمكنوا من نقله لمستشفى قريب .... يصرخ صديقي فيهم محذرا إياهم من محاولة ان يحركه أحدهم .. لخطورة ذلك على حياته .. فلا أحد يعلم ماذا حدث .. يقف الضابط بلا حيلة كالآخرين

يمر الوقت والعابرون .. يتوقفون ويرحلون .. ويبدأ الجميع ممن بقوا لنهاية القصة في التوتر .. بحثا عن حل او ربما فقط فضولا في معرفة النهاية .. فقد يبقى الشاب هنا لساعات بلا مساعدة أو نجدة !! الاسعاف لا يرد .. !! لا مجيب

تحركت وصديقي للمنشأة العسكرية القريبة وكانت منشأة طبية .. تحدثنا مع العساكر الحارسين .. الذين ابدوا فضولا فقط بلا اهتمام .. طلبنا منهم فتح الباب لادخال المصاب إلى المكان كحل أخير قبل ان يموت. فالاسعاف لن تأتي ..

رفض العساكر الاستجابة لنا .. فصرخنا فيهم وطلبنا التحدث لأي ضابط مسؤول ....

كان من الصعب ان نقبل ان يموت إنسان على باب مستشفى .. حتى لو كانت مستشفى عسكري وحتى لو كنا في مصر !!!!!!!!!!!!!!!!

ومع إصرارنا .. اضطر العسكري الذي بدى كتمثال شمع غير مبال بأي شيء للاتصال بالضابظ المسؤول فقط ليتخلص منا

ابتعدنا عن السور .. وعدنا للجسد الملقى على الارض، بينما زاد ألامه وبدأ صوته يؤلم المحيطين ايضا ..

بعد نحو 5 دقائق خرجت سيارة إسعاف تحمل لوحة معدنية كتب عليها (الجيش) من المنشأة العسكرية التي تبعد خطوات .. توقفت خرج منها شابين برتبتين مختلفتين .. احدهما رتبة أكبر من الآخر .. حملا المسكين بعناية على نقالة وأدخلاه المستشفى .. حيث قد تكتب له فرصة ما في النجاة في وطن صارت النطاعة فيه طبيعة البشر

رحلت وصديقي وانا افكر في ثمني ؟

كم يبلغ ثمني ؟

وما هي فرص ان اكون تالية ؟؟

ما هي احتمالات ان اكون الجسد التالي الملقى على طريق ما ...

وما هي فرص تواجدي بقرب منشأة عسكرية يكون ضابطها له قلب إنسان ؟؟؟؟؟؟؟

Wednesday, October 06, 2010

اينعم نؤذن في مالطا


البلد بتولع

المسلمين والمسيحيين بيطحنوا في بعض وهيولعوا البلد بجهلهم

رجال الدين والسجال الغبي هيودي البلد في ستين داهية

الانتخابات هتتزور اصلا

والصناديق هتتبدل

والورق هيتسود زي عيشتنا ما هي سودا وزي الطين

الاسعار هتفضل تغلى .. والناس مش هتعمل حاجة

المعارضة بتهبل والحكومة بتطبل لها

والامن فوق الجميع !

يابنتي طلب الهجرة هو الحل الامثل دلوقتي .. المسافر الذكي هو اللي يعرف ينط امتى من مركب غرقانة

انتخابات ايه اللي بتهبلوا فيها ؟؟؟ ما النتيجة معروفة ومحسومة .. جاتكوا خيبة

هو احنا لاقيين ناكل

كيلو الطماطم بقى ب11 جنيه واللحمة هتبقى ب100 جنيه خلال ايام

يعني ثورة الجياع كمان في الطريق

=========================

==

أقول كمان ؟

اي سبب من الاسباب السابقة يدعو للقرف والاحباط والتوتر واليأس .. والحل .. يكمن دائما في ورقة.

تأشيرة هجرة .. هي الحل الاسهل. يمكن يكون ده صحيح ..لكن طيب ولو ماقدرتش؟

مانفعتش تهاجر ؟


رفضوك في كل السكك والبلاد؟

لفيت على كل السفارات وقالولك .. شكرا مش عايزين .... عندنا منك كتير !

هتعمل ايه؟


1- هتبطل تقرا جرايد وتكبر دماغك وتقعد في البيت تلعب بلاي ستيشن وتعيش على الفيسبوك وتتفرج على ماتشات الاهلي والزمالك والاسماعيلي وانبي وتشتم فيهم كلهم

2- هتبقى شاب لطيف وحلو وكويس ومالكش دعوة باي حاجة .. هتروح الجيم وتصلي الضهر والفجر في الميعاد او مش هتفوت خدمة ولا قداس .. وهتمشي جنب الحيط ومالكش دعوة على اعتبار انها مش بتاعتك اصلا .. وهتستنى لما الخراب يقرب من باب بيتكوا وبعدين تفكر

3- هتيأس وتفقد الأمل وتلعن اليوم اللي اتولدت فيه لقيت نفسك في مصر وتكره عيشتك على اعتبار انها عيشة ولا اكتر يعقبها موتة ولا اكتر وخلاص

دي الحلول التلاتة المناسبة او المتوفرة للسؤال المذكور اعلاه واللي هو ببساطة (وبعدين؟؟ )

لكن في الواقع فيه حل رابع، حل مابنفكرش فيه كتير لانه مش بيلمع ومش حاسم ولا سريع ولا درامي ..واحنا نموت في الافلام الهندي والنهايات القاطعة. الحل اسمه

4- تحاول

دلوقتي انا قادرة اتخيل نص ردود افعال اللي بيقروا الكلام .. مابين ألفاظ خارجة واصوات خارجة برضوا !

ومابين كلام زي يا شيخة اتلهي، او مثلا موت يا حماااااااار،

او اكثر لطفا ورقة وهيكون بس استنكار اصلا لفعل المحاولة واستنكار للتفاؤل غير المسبب اللي في الكلمة المستفزة اللي اسمها المحاولة

.

لكن الحقيقة دايما كده .. مقرفة ومتعبة ومالهاش قفلة زي الافلام.

المحاولة دايما مجهدة ونتايجها مش مضمونة .. بس ظروفنا دلوقتي مالهاش حل تاني.

لما بدأنا نجهز لحملة خلي عندك صوت .. وبدأنا نعمل فيديوهات زي دي مثلا

http://www.facebook.com/profile.php?id=501371068#!/video/video.php?v=10150277396590217&oid=213501021940

http://www.youtube.com/watch?v=ZM7yOmFhcqc

http://www.egytube.info/video/84/elex1

وصممنا الموقع ده :

http://vote4egypt.com/?q=node%2F5


ردود الفعل مكانتش عظيمة .. واحد قاللي (ايه أم التفاؤل ده؟ ده انتوا هيتعمل عليكم حفلة !!)

وهنا أدركت فعلا ان الايجابية والتفاؤل اصبحوا جريمة في جيلنا.

لما تقول للناس روحوا طلعوا بطاقة انتخابية وشاركوا في الانتخابات .. وحاولوا تحاربوا التزوير بالطريقة اللي تقدروا عليها نبقى مجانين !! او بنهبل؟


رغم اننا مش بنقول هنغير مصر كلها .. ولا هنكسر الدنيا .. ولا ان البطاقة هتنزل العدالة من السما وتقضي على الفساد

لما نقول للناس ان فيه فرصة مشروعة لمواجهة التزوير . . لمواجهة الغلط .. باللي نقدر عليه وهي اننا نرفض ان حد يستغل اصواتنا .. نبقى مجانين .. زي بتوع اتصالات .. قالوا علينا مجانين !!!

بس للاسف دي الحقيقة


..

الحقيقة دايما صعبة وغير مقبولة ومحدش عايز يسمعها

لو رحت وأدليت بصوتك هتمنع التزوير تماما ؟ .. لأ مقدرش أقولك كده

ومقدرش اقولك ان البلد هتبقى يوتوبيا بعد الانتخابات لو شاركنا فيها

لكن اقدر اقولك انك لو عملت الصح .. هتحترم نفسك على الأقل ..

اقدر اقولك لو شاركت انت وانا وشوية ناس كمان هنصعب التزوير وهنصعب الفساد .. مش هنمنعه بس هنخليه صعب .. وده في حد ذاته مواجهة.

بنؤذن في مالطا؟ يمكن وايه يعني ..

ماهي حتى مالطا

بقى فيه جامع ومدنة وبيأدنوا فيها كل يوم 5 مرات !

حارب في الحتة اللي على قدك .. وبالسلاح اللي تقدر عليه .. وماتستناش نتايج كبيرة ..

بس هيبقى فيه نتيجة

وهتحترم نفسك

وهتحترم صوتك

خلي عندك صوت


http://www.youtube.com/watch?v=ZM7yOmFhcqc

Sunday, August 08, 2010

نكة بايخة جدا




أشعر احيانا اننا وصلنا لحالة هياس او هذيان جماعي .. البلد كلها في حالة عبث حقيقي

كل ما تقرأه او تسمعه في السياسة او الدين لا يمكن ان يستقيم منطقيا إلا ان سبقته الجملة الشهيرة


مرة واحد ...

وانتهى باللازمة الاشهر

تن تاراااران تان تان


كأي نكتة سخيفة


انها الهستريا يا عزيزي الدوق:

واحدة ست تهرب من زوجها اللي قارفها في عيشتها عشان تنكد على زوجها كأي ست مصرية صميمة .. فينتهي الامر ملفا في اروقة أمن الدولة واحتقانا طائفيا نزع فتيله قبل ان يتفجر.

والمؤسف في الامر .. وهو في الحقيقة كله مؤسفا .. أن نزع الفتيل يأتي على حساب الحقوق والحرية الشخصية لزوجة ترفض عشرة زوجها

المؤسف في الامر.. انها امرأة ومسيحية وزوجة قس، وهذا يعني انه وصمة عار ثلاثية الابعاد

المؤسف في الأمر .. أن المقهورين كل يوم بكل الطرق لا يتحركون إلا كلما غابت انثى عن بيتها

المؤسف في الأمر .. ان يُقحم اسم الله في كل حماقاتنا


إن العلاقة المتدهورة بين الشعب والنظام

والعلاقة المنهارة بين الاقباط والنظام

والعلاقة المهترئة بين المسلمين والاقباط


والانواع الثلاثة من العلاقات المتشابكة فيما بينها تسسبت في إهانة الدين وضياع حق الفرد وضياع هيبة القانون .. فإن أهين الدين وضاعت الحقوق وغاب القانون

ماذا يبقى؟؟؟


إن مايحدث حاليا لا يدل فقط على عمق الأزمة الطائفية التي نعيشها ولا أقول اضطهاد الاقباط .. ولكني أقول أزمة طائفية، ولكنه أيضا يدل على فشل الدولة بكافة هياكلها

ذلك الفشل الذريع الذي قضى على احترام الافراد والمؤسسات للقانون وانهيار الهيكل الاساسي الذي يحمي الجميع بغض النظر عن انتمائاتهم واديانهم وجنسهم .. حصن القانون


لقد مررنا بعدد من المراحل في الشأن الطائفي .. فشهدنا بعد حالة الانسجام الجميلة وقت ان كان معرفة دين الشخص مسألة غير ذات صلة بأي شيء .. وقت لم نكن نهتم

بأن فيروز مسيحية وان راقية ابراهيم يهودية .. وانتقلنا إلى مرحلة التوتر الطائفي

ثم الشحن الطائفي

ثم العنف الطائفي في التسعينات ومابعدها


ام اليوم فأبشركم اننا على اعتاب مرحلة جديدة .. وهي الهيستريا الطائفية

وهي مرحلة تتسم باللامنطق .. ومن هنا يصعب التعامل معها

فالتفسير المنطقي لم يعد ممكنا .. بل ان تعاطي مع هذه الهستريا سيفقد أي مناقشة احترامها


مظاهر هذه الهستريا:

-كلما خرجت فتاة من بيتها لمدة يومين تبقى اتخطفت

-الكنائس ترسانات لاسلحة من دبابات لاسود لاسلحة دمار شامل لزوم تعذيب المتحولين للاسلام

-ان يحضر مظاهرة ضد التعذيب في اقسام الشرطة 45 بني آدم ويتظاهر 5 آلاف ضد خطف القبطيات و8 آلاف من أجل غزة

-أن يخرج رجل دين مسيحي يندد ويرفض ويشجب الاضطهاد الذي يتعرض له الاقباط في مصر

-ثم يخرج آخر بعد يومين يؤكد انه لا يوجد اضطهاد للاقباط في مصر!!!! جننونا بقى

-ان تدعو الكنيسة للتصويت لمبارك ثم تؤكد انها لن تدع الكنيسة عرضة لاستغلال البرادعي

-ألا تجد مكانا تصلي فيه بحجة انه مفيش تصريح لبناء كنيسة

-ان يلعن كتاب ويتم تكفير صاحبه ولم يقرأه احد بعد

-أن يعتبر جارك ان صلاتك او بناء كنيستك هي بالضرورة عملا يضر بالاسلام !!

-أن يتعامل الطرفان المسلمين والاقباط بمنطق ماتش الكورة .. مين جاب جون في مين يا ولاد اللذينا وبعدين نرجع نغني عم مينا والشيخ أمين!!!!

-ان يبدأ كل شيء في ان يكون حراما .. وننتظر فتوى لتحلل النوم على الجانب الأيمن وقلب الشبب ع السجادة وفرك الاذن بالصباع الاصغر وان كان الشتيمة على غيار الريق تفطر ولا ايه؟!!!



وبما اننا في هذا العهد المبارك .. عهد الهستريا الطائفية

فلا شيء مذهل او غريب او جديد

ولكن كلما سمعت أي خبر من اياهم

رد بابتسامة واسعة


تن ترااراان تان تان

Friday, June 25, 2010

حدادا علينا

















حدادا على الامان والانسانية
حدادا علينا
حدادا على خالد سعيد

Tuesday, June 15, 2010

خسائر بلا ايمان



لا يمر يوم على أي إنسان بدون خسارة .. فهي جزء لا يتجزأ من تكوينه

فاليوم الذي يمر عليك هو في حد ذاته خسارة


والخسارة اليومية هي ضياعات محتملة

يمكن احيانا ان تربت على روحك وتقنعها ان اليوم لم يمر هباءوانه لم يضيع .. وانك لم تخسره


ولكن الحقيقة هي ما تغمض عينيك لتراه خسارة الاشياء بسيطة ايا كانت ..

خسارة الاشياء هي خسائر ضرورية

تفقد حذاء مفضل ، قميصك الذي تحبه .. او الذي كان يحبه شخص تحبه ..وهكذا


وترتبط قيمة خسارة الاشياء بمدى ارتباطها ببشر مروا في دفاترك


تحكي لي صديقة ان زوجها المهندس المشهور الذي تخطى الخمسين عاما بكى غضبا امام والدته

لانها ألقت بلعبة قديمة كان والده اهداها له منذ سنين وكان قد نسيها

ولكن الاشياء بعد ضياعها تفقد معناها وربما نستبدلها بأشياء أخرى لبشر آخرين


ولكن خسارة البشر هي الاغرب فهي الاسهل والاكثر ألما

قبل ايام خسرت صديق عمر .. عشرة اكثر من 15 عاما اكتشفت اني لم اخسره فقط


ولكني خسرت 15 عاما مني

راحت ببساطة مع نهاية حوار هادئ بلا معنى


علمنا الادب والدراما احيانا ان فقدان البشر يكون حدثا جللا ..شجار ومواجهة صدامية وصديقين والموسيقى تمزق القلب

ويبكي البطل ويسير وحيدا تائها في الشوارع يفتقد صديقه وينعي خسارته

ولكن ذلك لم يحدث ...


في المرتين لم يحدث !

مرتين .. ؟ نعم مرتين


أيام تمر لتحمل لي خسارة اخرى

اكثر درامية

استدعت الكثير من الصراع لمحاربة شياطين ظنوني

كي أؤمن بجدوى القرار الصائب وبخيبة ايماني في البشر


خسارة الاشياء ... خسارة البشر ... وخسارة الايمان !


ثلاثية مدمرة

هل مازلت اؤمن بجدوى ايا مما افعله .. ربما .. لا اعرف

هل مازلت اؤمن بجدوى ايا مما يحدث .. ؟


البشر يموتون بلا ثمن .. تخرج من بيتك في ليلة فتموت ضربا

هل يمكنني تخيل ما شعر به خالد ؟ وكيف افعل؟

كيف يمكنني ان اقول اني اتفهم ما حدث له؟ انا لا افهم ولا اتفهم اي شيء

كان يستجديهما ألما ويملأ صراخه الكون .. وهما لا يعبآن !!


ماذا عن المارة .. الجيران .. الناس... الناس... الناس

لماذا يجب ان اتخيل ان الجميع وقف مكتوف الايدي يتفرج على رجلين يضربان شابا نحيلا حتى الموت!!!


كيف يمكنني ان افهم ذلك ؟؟؟؟؟ كيف يمكنني ان احتفظ بإيماني بالبشر ؟؟؟؟ اي بشر؟؟؟


هل استطيع ان اقول ان اتفهم شعور والدته؟؟كيف لي ان افعل؟

لقد رأت صورة ابن بطنها مشوهة في الصحف

ماذا كان شعورها وهي تنظر لصورة وجهه المشوه الملامح ..


هل تذكرت ذلك الطفل ذو الضحكة المثيرة للبهجة؟

ام ذلك الصبي الذي لا يهدأ ولا تمل من شقاوته؟

ام ذلك الشاب وهو يخط سنواته بهدوء نحو الرجولة؟


بماذا شعرت وهي تقرأ ما كتب عنه؟ فيموت مرة بإيدي كلاب الحراسة .. واخرى على ايدي كلاب القلم خدام الكرسي عبيد المال !!!!!


كيف اؤمن بحرية الرأي او نزاهة الكلمة او شرف المهنة او اي من هذا الهراء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

لصوص وكذبة وحفارو قبور في كل جبهة فوق الكرسي وامامه .. معه وضده .. كلا المعسكرين فاسد اي تغيير تريدون ان اؤمن به .. ؟


خسرت ايماني بهذا ايضا


لماذا اؤمن بأمور تثبت كذبها كل يوم ؟؟!


لماذا اؤمن في ان صديقا لن يخونني .. وقد حدث

لماذا اؤمن بأنني ان احتجت ليد صديقة سأجدها .. ولم يحدث

لماذا اؤمن بالبشر؟

بالعدل؟

الخير؟

بالتغيير؟

بالشرف؟

وكلها امور تكذب كل يوم


انا لا اؤمن

لا اؤمن

لا اؤمن

Friday, May 21, 2010

حلم



منذ احد عشر حلما وبضعة ليلات

بدأ تاريخي

حينما اعلنت قدومك المدهش

وفي كفيك حياة لعالمي

الذي يتنفس أنات الاحتضار

معلنا مولد الالوان

مانحا الامل للاشجار

والبهجة للشموع والصلوات

التي طال انتظارها اليك

أتيت فحل سلام

وصار الهواء ملونا

فصرت اعتق كل ليلة

زهر القرفة والتفاح وبذور اللوز

واجمع البساتين كل صباح

من فوق الوسادة

زادا لليوم كله

حتى يحين موعد اللقاء الاول مرة اخرى

دائما في الموعد المحدد

كل دقتين

دقة خافتة تهمسك

تبعثك رسولا لرئتي

كي تتنفس

وللعينيين كي تتكحل بالصبر

وللقلب كي ينتظر حتى الليلة

فتهفو الروح للحلم

نتلو صلاتنا بعطر حرفك

المخضب بروح القرنفل والنرجس

حتى اللقاء

في كون تصنعه انت لي

وتأتي

فأكون

ويكون الكون من حولي

Tuesday, March 30, 2010

عفوا سيدي الرئيس ..انا ابويا الله يرحمه



السادة المطبلون والمهجصون وعلى رأسهم الست شيرين ..ارجوكم خليكوا في حالكوا وكل واحد يتكلم عن نفسه بس
هذه مقدمة منطقية واستهلال لابد منه

ربما يمكنني تحمل الاغاني الوطنية التي تنعق في آذاننا كلما كسبنا مباراة أو حتى خسرناها فيتحول الانتماء والوطن إلى كرة و11 لاعب..ويتحول انتصار في مباراة إلى نصر من عند الله "بفضل الدعاء والسجدة" وليس مجرد منافسة رياضية.. لكن ان يتحول الوطن بأكمله ب80 مليونه إلى شخص واحد
ثم يفرضه بعضهم علي بصفات وألقاب لا أقبلها ولا تعني لي شيئا فهذا كثير

وان تتحول المؤسسات الاعلامية التي أدفع رواتب العاملين فيها من جيبي إلى ابواق مثيرة للغثيان تهلل وتطبل وتزمر لرجل واحد فهذا ما يصعب قبوله. لقد تحول أباطرة الاعلام ورواده إلى مهرجين مخنثين يجالسون ارجل الملوك

بدأ مسلسل اللزوجة بالسيد ممتاز القط بافتتاحية لا يكتبها طالب في المرحلة الاعدادية. بكلام ركيك وتعبيرات سخيفة ونفاق مكشوف لم يحاول بذل أي جهد لاظهاره بصورة اكثر رقيا . كتب القط رسالة "تصل وتسلم إلى السيد الرئيس" يشرح فيه مواطن بسيط يبدو ان السيد القط لم يقابل مثله على الاطلاق رغبته الشديدة في شراء تذكرة سفر لالمانيا لزيارة السيد الرئيس والاطمئنان على صحته!! ثم تمادى السيد المحترم في التحدث باسم مصر كلها مؤكدا للسيد الرئيس انه لا شيء في مصر له طعم طوال غيابه .. مع ان لا شيء له طعم من مدة طويلة جدا وليس للامر علاقة بغياب السيد الرئيس

من كان لديه بقية من مرارة وضغط وقدرة على التحمل لاستكمال المقال الهلامي التاريخي الخيالي سيجد ان السيد القط يخصص البقية الباقية من المقال لتوبيخنا نحن الشعب الغبي المتخلف قليل الأدب الذي يرهق السيد الرئيس بطلباته ومصالحه وكيف اننا شعب ناكر للجميل ينسى اتعاب السيد الرئيس من اجلنا وكيف انه ضحى بحياته من اجل متاعب ومشاق السدة الرئاسية


(بصراحة إحنا عارفين.. عارفين إنت عملت إيه لبلدنا.. وازاي حافظت عليها من كل المؤامرات.. لكن دايما إحنا بننسي.. أصلنا طماعين!! وما صدقنا إن فيه واحد بيحبنا وبيسمعنا وعمره ما زهق ولا هيزهق مننا.. وهنفضل دايما نقولك عايزين وعايزين.. وعمرنا ماهنقولك كفاية.. أصل البحر بيحب الزيادة. وإنت طلعتنا من القمقم يا ريس.. كنا فين وبقينا فين.. معدش حد في وجودك يا ريس ممكن يروح ورا الشمس.. وزوار الفجر يا ريس.. خدوها من قصيرها من يوم ما اختارك شعبنا عشان تكمل بينا المشوار)

عينة مما قاله القط
http://www.akhbarelyom.org.eg/akhbarelyom/issues/3411/detailzed611.html?field=news&id=86


وكي يتحفنا الزمن بمزيد من الهوان في نفس الاسبوع السيد اللواء نائب وزير الداخلية الاسبق ووكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب يدلي بتصريح لا يمكن وصفه لانه غير مصدق .. فتصريحات السيد اللواء لا يمكن وصفها سوى بأنها مخجلة تسيء أول ما تسيء إلى مبارك نفسه وإلى مصر وطبعا تسيء إلى الشعب ان كان احد من اصحاب هذه الاقلام يبالي به.

السيد اللواء وكيل الوزارة السابق قال بالحرف الواحد (حتى لو أراد الرئيس الديكتاتورية فهو الديكتاتور العادل لأنه ليس شخصاً عادياً، وعلينا أن نسلم له رقابنا ورقاب شعبنا) ولا تعليق .. لا تعليق. كانت تلك التصريحات بمناسبة جلسة لمناقشة مد العمل بالقانون رقم ٤٩ لسنة ١٩٧٤ بتفويض رئيس الجمهورية فى إصدار قرارات لها قوة القانون فى مجال الإنتاج الحربى.

http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=248587

ثم لم يشأ رموز ورواد الفن والغناء في مصر ان يفوتهم المولد بما ان صاحبه على وصول فقررت السيدة شيرين مد وصلة لزوجة ملحنة على الرابط التالي

http://www.youtube.com/watch?v=LrnPAW30S1M&feature=player_embedded#
ومن بعدها شعبولا .. مطرب الوطن الأول

لم ترى السيدة شيرين ان ما سبق كان كافيا وان اصحاب الاقلام والرجال المحيطين بالكرسي والملتصقين بكراس أصغر نصبوا انفسهم ممثلين عن الشعب يخاطبون الرئيس باسم هذا الشعب المسكين ويفعلون ما شاءوا نسبة اليه فقررت هي الاخرى ان تتحدث باسمي واسمك وملايين غيرنا مخاطبة السيد الرئيس وكيف ان الحياة كانت سوداء بدونه وانها افتقدت فيه الاب ..إلخ

ولتقول شيرين عن نفسها ما تشاء ولكن ان تتكلم باسم اكتر من 80 قائلة بكل سماجة
دي اكتر مرة بنهتم وبندع ينقول يا رب / فيه ايه غير كده وجع قلبي في ايه قد تعب الاب
من هذا المزنق احب اقول للست شيرين ان (دي) ليست هي المرة الاولى التي نهتم وندعو الله فيها .. فعلى ما اذكر نحن شعب يدعو الله كل يوم وكل ساعة وكل لحظة ..
كما انها ليست أول مرة او اكتر مرة نهتم فقد اهتممنا قليلا وقلقنا قليلا على موت اكتر من ألف بني آدم غرقا وغيرهم حرقا وغيرهم نسيا في غياهب السجون وغيرهم بين براثن المرض والفقر وقلقنا اكثر واهتممنا اكثر بكأس افريقيا حتى انتزعناه من بين براثن الجزائريين اعداء الله والوطن والامة

اما حينما تقول (شفت صورة ابويا فيك) .. فشخصيا احب أولا ان اقول للست شيرين.. عيب اختشي اتكلمي عن نفسك بس انا لا أقبل هذا الكلام مطلقا .. انا ابويا الله يرحمه لم يكمل عامه الستين وكانت روحه خفيفة مر بحياتنا مرور الكرام ولم يتمسك لا بمنصب ولا بالدنيا كلها ولا ارى صورته العظيمة في أي حد ..
ولو سمحتي خليكي في حالك بلا قرف

وللسادة السابقون وغيرهم لاحقون كثر بالتأكيد يلهثون للحاق بالمولد أقول (اتكلموا عن انفسكم فقط) فأنتم تسيئون لمصر أولا وللرئيس بشخصه ومنصبه وللشعب المتنيل على عينه. ألم تفلقوا رؤوسنا ليلا ونهارا عن خطايا عبد الناصر الذي جعل المصريين يشعرون انه ابوهم وانه لا قيامة لهم بدونه فأفسد ارادتهم وقتل الديموقراطية .. ما الذي تفعلونه الآن.؟؟


لهؤلاء أقول بل أدع الدستور يقول:
مادة(73): رئيس الدولة هو رئيس الجمهورية، ويسهر علي تأكيد سيادة الشعب، وعلي احترام الدستور، وسيادة القانون، وحماية الوحدة الوطنية، والعدالة الاجتماعية،
ويرعي الحدود بين السلطات لضمان تأدية دورها في العمل الوطني.

لكل هؤلاء وللاهثين في مولد سيدي العائد أقول
خليكم في حالكم

ولا عزاء لمراراتنا جميعا

Monday, March 01, 2010

خلي عند صوت .. حينما يكون الفعل ممكنا


لم تكن الفكرة أبدا بدء حملة واسعة تلفت الانظار وتصل حتى وسائل الاعلام والقنوات التلفزيونية .. كانت الفكرة هي الفعل
ودائما تكون الفكرة هي الفعل..ان تفعل شيئا وتشعر بانك قادر على الفعل .. ففي ذلك قوة لا يستهان بها.. انها القدرة على الفعل
كثيرا ما تراودني فكرة السفر أو الهجرة بمعنى أدق مثل كثير من افراد اسرتي واصدقائي حيث فضاء أرحب وحياة كريمة وحرية وفرص أفضل في التمتع بالانسانية والكرامة والخصوصية التي لا يوجد لها مكان في بلادنا .. ولكن ما يمنعني هو اعتقادي بقدرتي على الفعل .. مازال علي أن أفعل شيئا. انها القدرة على الفعل





فكلما ناقشني احدهم في الفكرة أرد بقولي انه مازالت لدي قدرة على الفعل وحينما أعجز عن ذلك سأرحل .. حينما أشعر انه لم يعد لدي ما افعله .. سأحزم حقائبي وأرحل لأبعد بلاد في العالم وقد اعددت خططي البديلة بالفعل .. ولكني سأبقى لانه مازالت لدي القدرة على الفعل

أثناء رحلتي إلى الولايات المتحدة الامريكية وفي لقاء مع بعض الاصدقاء في ولاية مونتانا في أقصى شمال البلاد..وهي لمن لا يعرفها أكبر الولايات من حيث المساحة واقلها من حيث تعداد السكان. لا ترى إلا مساحات شاسعة من الارض والصحراء وعدد قليل جدا من البشر.. دعيت إلى احد الاجتماعات العامة بأحدى المدن في الولاية أقامه عمدة المدينة على شرف تواجدي باعتباري حدثا لا يتكرر كثيرا في الولاية ..فأنا القادمة من قارة افريقيا وبلاد الشمس ومن قلب احدى اكثر مدن العالم ازدحاما .. سمعتهم يتحدثون باهتمام بالغ عن الانتخابات المحلية .. وكيف انها بالنسبة لهم أهم من الانتخابات الرئاسية حتى ولو كانت انتخابات لاختيار ممثل المقاطعة او عمدة لمدينة صغيرة لا يتعدى تعداد سكانها شارع واحد في شبرا.

وحضرت عددا من اجتماعات الكونجرس المحلي (مجلس المدينة) وأذهلني كيف يتناقشون بجدية بالغة وبكثير من الاهتمام بشأن رصف أحد الشوارع أو الوضع الخاطئ لأحد المقاهي أو ضرورة توفير حافلة إضافية تربط بين أحد الضواحي وقلب المدينة .. ووقتها أدركت لماذا هذا الاهتمام المبالغ فيه بالنسبة لي بانتخابات صغيرة يتنافس فيها بضع عشرات من الاشخاص ولا تتعدى سلطاتهم وقراراتهم ما ذكرته.

تلك القرارات الصغيرة البسيطة هي مايمس حياتهم بصورة يومية ولذلك فهي أكثر أهمية من اختيار رئيس البلاد بالنسبة لهم. ولذلك فلا عجب ان تجد في كل مدينة شارعا رئيسيا باسم (ديموكراسي لاين) او شارع الديموقراطية. Democracy Lane
ربما لا يعني أحد بنتائج تلك الانتخابات سوى أهل تلك المدينة في الولاية الكبيرة وقطعا لن يهتم أحد في واشنطن بوضع مقهى أو بطريق مرور حافلة في ولاية تبعد ألاف الأميال. إن الذي يجعل تلك الانتخابات البسيطة التي ربما لا تؤثر على السياسات العامة في أمريكا مهمة وحاسمة للمشاركين فيها هي أنها تمس حياتهم اليومية كما أنهم من خلالها يشاركون في تحقيق التغيير الذي يرغبون فيه والذي يحول حياتهم للافضل .. انها قدرتهم على تحقيق التغيير ..
انها القدرة على الفعل


ربما تكون الانتخابات الرئاسية في مصر هي الاهم على الاطلاق، ربما تكون عودة البرادعي هي الأمل لمصر أفضل وربما وجود عمرو موسى أو نور أو حتى وصول جمال مبارك او بقاء مبارك رئيسا لمصر كلها خيارات مهمة وحاسمة ومصيرية في تاريخ مصر ولكن أيضا مراحل الاختيار السابقة لذلك لا تقل أهمية عنها.
اختيار اعضاء مجلس الشعب والمجالس المحلية هي ايضا مراحل مهمة وحاسمة على المستويات المحلية .. المستويات التي تمس حياتنا بشكل يومي .. وعلينا ألا نترك فرصة إلا وحاولنا انتزاع قدرتنا على الفعل من خلال المشاركة حتى لو بلغ بنا اليأس اليقين بأن لا شيء سيتغير .. فعندها سنكون ايضا امتلكنا القدرة على الفعل


لنتذكر انه قبل ان نشكو من ضياع الحقوق وغياب العدل والفرصة المتساوية في بلادنا، علينا أن نثبت لأنفسنا على الاقل اننا لم نقصر في المطالبة بالحق .. الذي لا يضيع طالما وراءه مطالب كما علمونا منذ الصغر بينما نسوا ان يعلمونا كيف نطالب به.
وقبل ان نطالب بالتغييرات الجذرية وقلب البلد رأسا على عقب ونطالب الاخرين الذين ربما اكثر قوة او قدرة على الفعل أن يغيروا بينما ننتظر نحن كمن لا حول ولا قوة لهم ان يقوم آخرون بالتغيير .. ان يقوموا بالفعل نيابة عنا .. فنحولهم هم ايضا إلى ما حاولنا تغييره في البداية. علينا أولا ان نمرن عضلاتنا الضامرة لممارسة الحقوق وتحقيق الفعل من البداية .. قدرتنا على الفعل تبدأ من صوتنا
القدرة على الفعل تبدأ من الحرص على ان يكون لي صوت وحرصي على حمايته واثباته وايصاله .. الحرص على ان يُسمع .. ان يصل إلى أذني من يجب ان يسمعه .. مهما حاول البعض ان يمنع وصوله.


صوتك قوة لا تستهين بها فيستهان بها .. ثق في صوتك .. ثق في قدرتك على الفعل ..
خلي عندك قدرة .. خلي عندك صوت

ملحوظة:::
الصور والتصميمات أعلاه هي جزء من المشاركين في الحملة تم رفعها على جروب الفيسبوك


Wednesday, February 03, 2010

عن بطل أيضا اتحدث


كان مشهدا مذهلا .. خروج الآلاف من البشر لشوارع القاهرة والمحافظات احتفالا بفوز تاريخي غير مسبوق.. أول منتخب في العالم يحقق ثلاث بطولات قارية متتالية. انهم الابطال .. هزموا الجزائر في معركة "رد الشرف" وحصلوا على الكأس واسعدوا ملايين المصريين

وطالب الكثيرون ببناء تمثال بالحجم الطبيعي لحسن شحاتة وآخر لجدو هداف الدقائق الحرجة تعبيرا عن امتنان ملايين المصريين وايضا

غير المصريين أيضا بهذا الانجاز السوبر


كنت اقرأ التغطيات الاعلامية للبطولة في عدد من الصحف والمجلات .. واشاهد الصور والاحتفالات. وفي صفحة بريد القراء في احدى المجلات وقع نظري على هذا الاسم (سيد ذكريا) وكان أحد القراء قد كتب قصيدة لشخص اسمه سيد ذكريا

ولفت الامر نظري .. فسيد ذكريا لم يكن أحد الابطال الحاصلين على الكأس وليس اسم لاعب شارك في مباراة الجزائر ولم يكن ضمن الاحتياطي في أي مباراة ولا حتى الجهاز الفني .. فمن يكون سيد ذكريا؟؟؟!!!؟؟!؟!؟!؟ا
سيد ذكريا شاب صعيدي تحدث العالم عنه في أحد الايام بينما كنا نحن ربما مشغولين بمباراة أخرى
ظلت قصة سيد غير معروفة لمدة أكثر من 23 عاما حتى كشف عنها جندي إسرائيلي أعرب عن فخره انه قابل هذا الشاب في يوم من الأيام حتى لو كانت مقابلة بين عدوين في عام 1973. فكان شرف وفخر كبيرين أن يلتقي الجندي الاسرائيلي بالرجل الذي لقب باسم (أسد سيناء)ا

حتى عام 1996 كان سيد ذكريا قد عد ضمن المفقودين فى الحرب، لم يعد إلى أسرته ولم يعثر له على جثة. كما لم يبلغ عن أسره او سجنه. وفي نهاية 1996 أعترف جندي إسرائيلي لأول مرة للسفير المصري في ألمانيا بأنه قتل الجندي المصري سيد زكريا خليل. وأثناء اعترافه للسفير المصري أكد ان سيد كان مقاتلا فذا .. قاتل حتي الموت وتمكن من قتل 22 إسرائيليا بمفرده
سلم الجندي الإسرائيلي متعلقات البطل المصري الى السفير وهي عبارة عن السلسلة العسكرية الخاصة به إضافة الى خطاب كتبه الى والده قبل استشهاده، وقال الجندي الاسرائيلي انه ظل محتفظا بهذه المتعلقات طوال هذه المده تقديرا لهذا البطل، وانه بعدما نجح فى قتله قام الجندي الاسرائيلي بدفنه بنفسه واطلق 21 رصاصة فى الهواء تحية الشهداء

أحداث البطولة.. مشوار البطل:
التحق سيد ذكريا .. او لنقل الآن أسد سيناء بالجيش المصري وصدرت تعليمات في أكتوبر73 لطاقمه المكون من 8 أفراد بالصعود إلي جبل (الجلالة) بمنطقة رأس ملعب بسيناء، وقبل الوصول الى الجبل استشهد أحد الثمانية في حقل ألغام. ثم صدرت التعليمات من قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بالاختفاء خلف احدي التباب واقامة دفاع دائري حولها علي اعتبار أنها تصلح لصد أي هجوم. وقبل التحرك تعرضت الكتيبة لهجوم من 50 دبابة اسرائيلية مدعمة بطائرات عسكرية

ورغم اغلاق الطرق تمكنت المجموعة من التسلل إلي منطقة المهمة بأرض الملعب واحتمت باحدي التلال وكانت مياه الشرب قد نفذت منهم فتسلل الأفراد أحمد الدفتار وسيد زكريا وعبدالعاطي ومحمد بيكار إلي بئر قريبة للحصول علي الماء. ولكنهم فوجئوا بوجود 7 دبابات إسرائيلية فعادوا لابلاغ قائد المهمة باعداد خطة للهجوم عليها قبل بزوغ الشمس. وتم تكليف مجموعة من 5 أفراد لتنفيذها منهم سيد زكريا وعند الوصول للبئر وجدوا الدبابات الإسرائيلية قد غادرت الموقع بعد أن ردمت البئر.

وفي طريق العودة لاحظ الجنود الخمسة وجود 3 دبابات بداخلها جميع أطقمها. فاشتبك سيد زكريا وزميل آخر له من الخلف مع اثنين من جنود الحراسة وقضيا عليهما بالسلاح الأبيض وهاجمت بقية المجموعة الدبابات وقضت بالرشاشات علي الفارين منها. وفي هذه المعركة تم قتل12 إسرائيليا, ثم عادت المجموعة لنقطة انطلاقها.
وبدأت طائرات إسرائيلية تعلن عبر مكبرات الصوت تطالب أي مصري في المنطقة بتسليم نفسه. وبدأت الطائرات بإنزال مجموعة من الجنود بالمظلات لتمشيط المنطقة.
واثناء ذلك قام الجندي حسن السداوي بإطلاق قذيفة (آر.بي.جي) علي احدي الطائرات فأصيبت وبدأ ركابها من الجنود في مغادرتها والهبوط للارض فتلقفهم سيد برشاشه وتمكن وحده من قتل22 جنديا.

وتم استدعاء قوات اسرائيلية لدعم القوات التي تتعرض للهجوم من الكتيبة المصرية واستشهد قائد المجموعة النقيب صفي الدين غازي بعد رفضه الاستسلام، وتلاه جميع افراد الوحدة واحدا تلو الآخر ولم يبق غير أسد سيناء مع زميله أحمد الدفتار في مواجهة الطائرات وجنود المظلات الذين بلغ عددهم مئة جندي. وبعد نفاذ ذخيرتهما تسلل أحد الجنود الاسرائيليين وأطلق عليه خزانة رصاص كاملة بحسب اعترافاته

كتب أحد المواقع العسكرية الدولية على الانترنت في موضوع باسم (حرب يوم كيبور) تحت صورة سيد ذكريا الكلمات الآتية:ا

private ( sayed zakarya ) : killed 22 israelian soldiers alone during the october war and the one who killed this lion gave his personal stuff to an egyptian employe in germany in a meeting. that was in 1996
العريف (سيد ذكريا): قتل بمفرده 22 اسرائيليا خلال حرب اكتوبر والجندي الذي قتل هذا الأسد سلم متعلقاته الشخصية لاحد مسؤولي السفارة المصرية في ألمانيا في عام 1996

Tuesday, January 19, 2010

دون وجه حق

ليس ثمة عار في الأمر .. ليس ثمة عار
تلك هي الكلمات الأولى التي تبادرت لذهني وانا على سلم سيارة الترحيلات او كما وصفها صديق عزيز (اوتوبيس رحلات الداخلية)ا
لا ادري ان كان من المفترض ان أكتب شهادتي عما رأيت .. وأي قيمة ستكون لمثل هذه الشهادة لذلك لن أكتب شهادتي "للتاريخ" ولا لغيره ولكني اسجل بعض الانطباعات الشخصية والتفاصيل كما رأيتها حتى لا أنسى
أذكر انه حينما علمت بترتيب السفر الي نجع حمادي لتقديم واجب العزاء فكرت بان الأمر يتعدى مجرد فكرة السفر والقيام بأمر إنساني "طيب"، شعرت انه من الواجب أن أكون هناك .. أن اقترب من موقع الألم والجرح بدلا من الكلام عنه طوال الوقت. منذ بدأت مبادرة مصارحة ومصالحة وربما قبلها وانا من المهتمين اهتماما وهما بما يحدث من شأن المسلمين والاقباط في مصر، واليوم هو المرة الأولى التي ستتاح لي فرصة لان اقترب، ألمس موضع الألم، عله يلهمني ببعض اسباب الشفاء
ترددت قليلا ربما نظرا لعدد ساعات السفر التي قيل انها تتعدى ال8 ساعات وتفاصيل السفر المتعبة حيث نسافر ليلا لنصل نجع حمادي صباح اليوم التالي حسبما هو مقرر. وانا التي اعتدت كما قالت صديقة ان اشرب كوب القهوة ب30 جنيه كناية عن رفاهية سخيفة. لمت نفسي ووبختها على تنعم لا تستحقه بينما ينبغي عليها ان تفعل ما تقول .. وإلا صارت كالواعظ الفاسد
كل ما كنت اعرفه عن نجع حمادي هو ما تعملناه في المدرسة انها أرض قصب السكر وقلب الصعيد. لم أذهب إلى نجع حمادي من قبل ولم أذهب إليها هذه المرة أيضا.. فبمجرد خروجنا من محطة القطار حتى انشقت الأرض عن جموع من جنود المدججين بالسلاح. ثم سيارات محملة برجال في ملابس مدنية .. ثم رجال اخرون منتفخو الاجسام تبدو عليهم الهيبة .. كل هؤلاء احاطوا بنا من كل جانب .. في البداية اعتقدت ان هناك هجوما ما .. ولكن ما أن بدأ رجالا في ملابس مدنية يقتادونا الي سيارات الترحيلات الزرقاء الكبيرة الكئيبة ... حتى أدركت أن ذلك الجيش المصغر كان يستهدفنا نحن. كنت لتوي اتحدث مع صديق اخبره بأننا وصلنا بسلام..فأنهيت المكالمة باننا في طريقنا لسيارة الترحيلات. ليست ثمة عار .. لم أفكر بأي شيء آخر.. ولغرابة الأمر لم أفكر ماذا سيحدث لي أو كيف سينتهي الموقف الغريب .. فقد كانت أقسى واقصى تخميناتي أنه سيتم نقلنا لمكان بعيد عن المسيرة الشعبية حتى تنتهي ثم يعيدوننا مرة أخرى لمحطة القطار
تعامل معنا الرجال ذوو الملابس المدنية بحدة واضحة غير مبررة. أذكر أحدهم صرخ في وجهي (جايين تعملوا ايه؟ فقلت: جايين لحضور احتفال شعبي وتقديم واجب العزاء؟ فصرخ: عزاء؟؟ جايين تبوظوا البلد؟)
تم نقلنا إلى مكان آخر حيث أخذوا هواتفنا المحمولة والاوراق الثبوتية من بطاقات شخصية وغيرها. ووقفنا داخل سور بشري من جنود .. بادلونا بعض الابتسامات مما خفف وطأة غيمة اختطافنا بلا سبب من الشارع. ولكن سرعان ما عنفهم احد الكبار ذوو الملابس المدنية آمرا إياهم بعدم التحدث معنا. تكومنا بجوار سور المبنى ثم تم فصلنا لتستقل الفتيات عربة والشباب أخرى في الطريق الي مجهول. لا يجيب أحد أي سؤال تسأله .. فكلما سأل احدنا (من حقي اعرف رايح فين) كان الاجابة (مشوار معانا وهتمشي على طول).ا
ولم يكن أينا يتخيل اننا في طريقنا لقنا حيث احتجزنا في زنزانة لمدة 13 ساعة دون ان يكلف أي شخص عناء تبرير الموقف ان حتى اتهامنا بأي شيء
13 ساعة كاملة قضيناها في غرفة باردة كئيبة بها أربع دكك من الخشب وحمام قذر ونوافذ حقيرة لا ينفذ منها ضوء السماء الذي أشك انه يقبل ان يدخل من تلك البوابات ابواب حديدية صدئة، وجوه عنيفة شرسة هي كل ما استقبلنا في ذلك المبنى اللهم من رجل ذو ملابس عسكرية حاول تخفيف وطأة الحدث ببعض التسهيلات
13 ساعة مرت كالدهر .. كالموت.. لا يعرف اينا مصيره ولا يعرف احدنا الآخر. ها أنا في غرفة كئيبة مظلمة يحيط بي الغرباء ويفتك بي شعور الاحتجاز والعجز والظلم، ذاك الأخير الذي يمكنه ان يفتك بقلب اقوى الأقوياء. حينها فقط بدأت أدرك ان الامر ليس صدفة سيئة ولا خطأ سيقوم أحدهم بالاعتذار عنه لاحقا
بدأ الغرباء في اختبار بعضهم البعض .. بينما خيم الوقت كغيمة ثقيلة فوق قلوب الجميع ..
الوقت لا يمر .. ت
الوقت لا يمر .. ه
الوقت لا يمر
أذكر ان بكيت كثيرا ظلما وليس خوفا. كنت على يقين ايماني أن أذى لن يصيبني .. فقط كانت أمي هي كل ما دار برأسي .. توفي والدي قبل أيام، فأي حماقة أصابتني لازيد من ألامها. توالت الوعود والمكالمات الهاتفية من هاتف نجحت احداهن في تسريبه .. بلا طائل.. فقط عرفنا ان العالم الخارجي الذي صرنا فجأة كيانا منفصلا عنه يعرف بنا وان شخص ما في مكان ما يفعل شئ ما لاجلنا لعجزنا التام عن فعل اي شئ سوى الصراخ على آذان أصابها صمم الأوامر
الجو يزداد برودة لم تفلح ملابسنا القاهرية الثقيلة في مواجهة برودة قلب الصعيد وقلوب من قابلنا من رجاله. واعلن الجميع اضرابا عن الطعام. لم يكن عملا منظما ، فقط فإن الطعام من الامور التي تفقد معناها في مكان كهذا. تذهب أولا الكرامة ثم الحرية يتبعهما الرغبة في الاستمرار والمتمثلة في الأكل والشرب. بدا أن كل شيء يقدمونه لنا مغلفا بالظلم فصار طعمه علقما لا يحتمل. جدران الزنزانة صارت مدونة للوجع .. يمكنك بسهولة ان تقرأ حال من مروا قبلك (السجن مقبرة الأحياء) أحد الامثلة .. وغيرها
أبلغنا في الثامنة مساء بانه سيتم نقلنا للتحقيق .. فهناك محضر وقضية .. وبدأنا ندرك ببطئ ان هناك شيء ما كان يحاك ضدنا لسبب أجهله . انتقلنا إلى مقر نيابة قنا لمواجهة بقعة الضوء الوحيدة داخل النيابة التي عاملنا رجالها بعدل واضح كان ألطف وأعظم من أي حسن معاملة متعمد.. فقط عاملونا بعدل.. وكفى
قصصنا على الرجل كل قصتنا واثارت الاتهامات ضحكنا الشحيح الذي خرج في صورة ابتسامات مُرة بترها التعب. أبدى الرجل تفهما للوضع كما لو كان معتادا على مثل هذه الامور. وأقسم لنا ألا نقلق فعودتنا لمنازلنا لن تستغرق وقتا. انتظرنا دقائق بدت هي الاخرى طويلة كدهر حتى علمنا باننا سنضطر لقضاء الليلة رهن الاحتجاز في نفس المكان حتى نعرض في اليوم التالي على النيابة لمواجهة من قام بتلفيق سلسلة الاتهامات المضحكة بحقنا. انتاب الجميع حالة هيستريا جماعية ...رفضنا التحرك من المكان الوحيد الذي عوملنا بعدل فيه.. تجمع حولنا عدد كبير من العسكر ورجال الملابس المدنية محاولين حثنا على التحرك والعودة
ولكن فشلوا وفشلت اكاذيبهم جميعا حتى تمكن دكتور اسامة الغزالي حرب أحد الوجوه الصديقة في المحنة في التفاوض لنقلنا مستشفى عام ليتم احتجازنا هناك بينما نتحرك طول الوقت داخل سجن بشري متحرك .. سور بشري يتحرك أينما تحركنا. تعبت من سؤال الجميع لما انا هنا؟ ما الذي فعلته؟ ما هي التهمة الموجهة لي؟ هل العزاء تهمة؟ هل السفر جريمة؟ هل في المواساة مخالفة للقانون؟ ا
لم اتحمل كثيرا ووجدت في فقدان الوعي حلا لفك ارتباط بوعي فاسد وواقع مجحف. أمي لا تغادر رأسي.. واشعر بحنين جارف لوالدي .. وبعجز قاتل
لا يدرك أحد ما الذي تعنيه كلمة مجردة كالحرية إلا حينما يفقدها ولو لساعات قليلة
حينما يتعلق مصيرك بأيدي من لا تعرفهم ، يقف بينك وبين حريتك وحقوقك من لا تعرفهم ولا تعرف سببا لما يفعلونه بك
لا تدرك قيمة وجه صديق إلا حينما يحيط بك الغرباء من كل جانب ..ا
لن تدرك قيمة العدل إلا حينما يقع عليك ظلم..ا
لن تعلم قيمة الانسانية إلا حينما ترى بشرا وقد تجردوا منها حتى بدت ارواحهم كثقوب سوداء
أذكر جيدا::ا
ضابط الشرطة الشاب المؤدب الذي لم يكن له شاغل سوى أن يؤكد لنا ان هناك رجال شرطة شرفاء وعادلون ولكنهم قلة
مأمور قسم قنا الذي تعاطف معنا لاننا شكلنا "ولاد ناس" وتسائل "ايه اللي جابكوا هنا بس؟" ا
الضابط الذي كرر اكثر من مرة أمامنا (اننا في دولة نظام وليست دولة قانون) شئنا أم أبينا تلك هي الحقيقة
الوجوه الطيبة التي لولاها لتضاعف الأذى والمحبة المجانية مقابل الكراهية المجانية ايضا
======================
هذا بعض مما أردت قوله .. وما اسميها شهادتي